مؤسس «سواري فينشرز » : نجاح الاستثمار لا يقوم على ضخ الأموال فقط بل على التوجيه وإضافة القيمة للمؤسسين

%70 من قراراتي الاستثمارية تقوم على المخاطرة

فينتك جيت:ريهام علي

قال أحمد الألفي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة سواري فينشرز (Sawari Ventures)، إن رحلته مع الاستثمار وريادة الأعمال تمتد إلى ما يقارب 40 عامًا، موضحًا أن التجربة أثبتت له أن النجاح لا يقوم فقط على ضخ الأموال، بل على حُسن إدارة المخاطر.

وأضاف خلال كلمته بقمة تكني أستطيع أن أقول أن 70% من قراراتي الاستثمارية تقوم على المخاطرة، الفكرة ليست في حجم الأموال التي يضخها المستثمر، بل في كيفية المشاركة الحقيقية في رحلة بناء الشركة الناشئة.

تابع دوري كمستثمر ليس مجرد توفير رأس المال، وإنما المساهمة في تحويل فكرة إلى شركة قابلة للنمو، وتقديم التوجيه، وإضافة القيمة الحقيقية للمؤسسين».

وأكد الألفي أن العلاقة بين المستثمر ورائد الأعمال يجب أن تكون مبنية على المشاركة في النجاح، وليس على الاستحواذ أو فرض الهيمنة، موضحًا أن الهدف هو تحقيق أفضل مصلحة للشركة والمجتمع معًا.

المستثمر شريك في بناء القدرات

وأشار الألفي إلى أن المستثمر الجاد لا يكتفي بالتمويل، بل يشارك في رسم مستقبل الشركة، بدءًا من صياغة الاستراتيجيات وحتى المساعدة في فتح الأسواق.

وقال المستثمر الذكي ليس مجرد شخص يضع المال على الطاولة وينتظر العوائد، بل هو شريك حقيقي يقدم خبراته وعلاقاته وشبكاته لتمكين الشركة من تحقيق أهدافها.

وتابع نحن في سواري فينشرز نؤمن بأن دورنا الأساسي هو مساعدة رواد الأعمال على تحويل أفكارهم إلى شركات ناجحة قادرة على المنافسة عالمياً».

وأضاف أن منظومة ريادة الأعمال في مصر والمنطقة في حاجة دائمة إلى مستثمرين داعمين ومسرعات أعمال تلعب دوراً مكملاً في التدريب والتوجيه وصقل خبرات المؤسسين.

قوة البحث العلمي في مصر

وتحدث الألفي عن الطاقة الكامنة في الجامعات ومراكز الأبحاث المصرية، قائلاً،ما يحدث داخل الجامعات المصرية ومراكز البحث العلمي على مستوى عالمي فلدينا أبحاث في التكنولوجيا الحيوية، والميكاترونيكس، والتقنيات المتقدمة، لكنها لم تتحول بعد إلى شركات ناشئة بالعدد الكافي».

وأوضح أن الخطوة التالية يجب أن تركز على تحويل الابتكارات البحثية إلى شركات تجارية، بحيث لا تبقى الأبحاث حبيسة المعامل.

مصر ضمن خريطة الابتكار العالمية

وشدد الألفي على أن مصر بالفعل أصبحت جزءاً من منظومة الابتكار العالمية، مشيراً إلى أن العديد من الابتكارات المصرية لاقت اهتماماً من مؤسسات دولية ومجتمعات استثمارية عالمية.

وقال لا أعتقد أننا بحاجة إلى تغيير جذري، بل علينا أن نستمر في ما نفعله اليوم. مصر لديها طاقات بشرية هائلة وأبحاث متقدمة، وهناك شركات بدأت بالفعل في تقديم تكنولوجيا على مستوى عالمي. ما نحتاجه هو مزيد من التكاتف بين المستثمرين والجامعات ورواد الأعمال».

نحو 2030: مصر كمركز عالمي

وختم الألفي حديثه قائلاً أعتقد أن مصر قادرة على أن تصبح بحلول عام 2030 مركزاً عالمياً لريادة الأعمال والابتكار التكنولوجي. نملك جميع المقومات: شباب موهوب، منظومة بحث علمي متطورة، مستثمرون لديهم شهية للمخاطرة، وحكومة بدأت تدعم هذا التوجه بجدية. إذا استمررنا في هذا المسار، فإن مصر لن تكون فقط لاعباً إقليمياً، بل مركزاً مؤثراً في المنظومة العالمية».

وأكد أن الأفكار موجودة، ورأس المال بدأ يتدفق، والمجتمع الداعم يتوسع، مضيفًا «الخطوة المقبلة هي التركيز على كيفية تحويل هذه الأبحاث والابتكارات إلى شركات ناشئة قابلة للتوسع العالمي،. عندها فقط سنرى شركات مصرية رائدة تُستخدم منتجاتها على مستوى العالم، ونكتب قصة نجاح جديدة للمنطقة».