شركة بريطانية تستثمر 41 مليون دولار لدعم رواد الأعمال من حملة الدكتوراه في أوروبا

فنتيك جيت: مصطفى عيد

جمعت شركة «Creator Fund» البريطانية، المتخصصة في الاستثمار المبدئي لدعم مؤسسي الشركات الناشئة من حملة الدكتوراه، تمويلاً بقيمة 41 مليون دولار لأول صندوق مؤسسي أوروبي لها. ويجعل هذا الإنجاز الشركة أكبر صندوق لرأس المال المغامر يقوده الطلاب في العالم، حيث تعمل عبر 24 جامعة في ثماني دول. ويعكس هذا التمويل الجديد طموح أوروبا في تحويل جامعاتها البحثية إلى محركات للنمو الاقتصادي والابتكار العالمي.

أكثر من 60 مستثمر

جاء الصندوق بدعم رئيسي من شركة «إيكويشن كابيتال» الألمانية لإدارة الأصول من الجيل الجديد، إلى جانب «صندوق التصدير والاستثمار» في الدنمارك. وانضم إليهما أكثر من 60 مستثمراً محدوداً، ما يشير إلى الاهتمام الدولي القوي بخط الشركات الناشئة العميقة في أوروبا. ويأتي هذا الصندوق بضعف حجم التمويل السابق لـ«كرييتر فاند» في المملكة المتحدة عام 2022، بما يعكس الشهية الكبيرة لدى المستثمرين.

ريادة الأعمال القائمة على العلوم

ركزت الجامعات الأوروبية لعقود على العلوم الرائدة، غير أن تدفق رؤوس الأموال إلى الشركات الناشئة المنبثقة من مختبراتها لم يتسارع إلا في السنوات الأخيرة. تأسس «كرييتر فاند» على قناعة بأن البحث العلمي هو الأصل الأكثر إهمالاً في القارة، ويمثل الصندوق الجديد أكبر رهان حتى الآن على ريادة الأعمال القائمة على العلوم.

نموذج طلابي مختلف

اعتمدت الشركة نموذجاً فريداً يقوم على دمج نفسها مباشرة داخل الجامعات. ففي كل من الجامعات الأربع والعشرين، يجري تجنيد الطلاب وتدريبهم مع منحهم حوافز مالية عبر «كاري إنتريست» لمساندة الباحثين المتميزين. ويتيح هذا النهج اكتشاف المواهب المخفية، وغالباً رصد الشركات الناشئة قبل أن تخرج من المختبر.

دعم 55 شركة ناشئة في 9 دول

منذ تأسيسها عام 2019، دعمت «كرييتر فاند» 55 شركة ناشئة في تسع دول، فيما جمعت شركات محفظتها أكثر من 250 مليون دولار في جولات لاحقة. وتمكنت من تسجيل عمليتي تخارج مبكرتين، إحداهما بيع شركة «Loci» إلى «إبيك جيمز»، والتي انطلقت من أطروحة دكتوراه في علوم الكمبيوتر بجامعة كامبريدج لتتحول خلال أربع سنوات فقط إلى شركة جاهزة للاستحواذ.

رؤية دولية واسعة

تبنت الشركة نهجاً دولياً واسعاً، حيث أسس 71% من الشركات المدعومة في المملكة المتحدة طلاب من خارجها. ويبرز هذا الواقع مكانة أوروبا كوجهة مفضلة للمواهب العالمية. ومع تشدد سياسات الهجرة الأميركية، قد تمنح هذه الانفتاحية أوروبا ميزة تنافسية في سباق قيادة الابتكار.

دعم شركات واعدة

بدأ رأس المال الجديد بالفعل في دعم شركات واعدة، من بينها «Ovo Labs» الألمانية-البريطانية المتخصصة في تكنولوجيا الخصوبة، و«Sphotonix» البريطانية التي تطور تقنيات تخزين البيانات باستخدام الليزر على الزجاج.

تنويع خارطة الابتكار

بحثت «كرييتر فاند» أيضاً خارج مثلث «أوكسفورد-كامبريدج-لندن» التقليدي. وقدمت استثمارات لشركات من جامعة غلاسكو، مثل «Chemify» التي تعتمد على الروبوتات في إدارة المختبرات، وتمكنت من جمع 45 مليون دولار. ويؤكد هذا التوجه رغبة الصندوق في توسيع نطاق الابتكار الأوروبي ليشمل مراكز أبحاث غير تقليدية.

الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية والروبوتات

تركز استثمارات الصندوق على المجالات الأكثر تحدياً وتأثيراً، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية والروبوتات والمواد المتقدمة والفيزياء. وتعكس كل صفقة التزاماً طويل الأمد بدعم العلوم الحدودية التي يمكن أن تشكل الصناعات والمجتمعات لعقود مقبلة.

مسار جديد من المختبر إلى الأسواق العالمية

يخطط «كرييتر فاند» لإغلاق نهائي للصندوق مع بداية عام 2026. ويشكل هذا التمويل الجديد فرصة للطلاب والباحثين في أوروبا للانتقال من مقاعد المختبر إلى ريادة الأعمال المؤثرة عالمياً. وأكد الرئيس التنفيذي جيمي ماكفارلين أن الجامعات الأوروبية يجب أن تُعامل كـ«مسبك للابتكار» وليس كمتاحف، مشيراً إلى أن «كرييتر فاند» يعمل على تحويل الاكتشافات العلمية إلى شركات رائدة تغير ملامح المستقبل.