فينتك جبت:ريهام علي
أطلق اللواء أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، مبادرة كبرى لتحويل المدينة إلى «مدينة ذكية» بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والقطاع الخاص، مؤكدًا أن الهدف من المبادرة هو تحقيق تحول شامل نحو التنمية الرقمية، وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال، وتمكين الشباب من المشاركة في صياغة مستقبل المدينة.
وقال خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لفعاليات قمة تكني الإسكندرية 2025، إن هذا الحدث يتزامن مع احتفالات مصر بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، تلك الذكرى التي ترسخ في وجدان المصريين معاني الإرادة والعزيمة والتخطيط الدقيق، وهي ذات القيم التي تُستلهم اليوم في مسيرة التحول الرقمي، وبناء اقتصاد معرفي حديث يعتمد على العلم والتكنولوجيا.
وأوضح أن نصر أكتوبر العظيم لم يكن مجرد إنجاز عسكري، بل درس خالد في أهمية العمل الجماعي والتخطيط العلمي والإيمان بقدرات الإنسان المصري، مؤكدًا أن هذه القيم تمثل اليوم الأساس الذي تقوم عليه جهود الدولة في بناء مستقبل رقمي مستدام يقوم على الإبداع والمعرفة والابتكار.
وأكد المحافظ أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، برئاسة الدكتور عمرو طلعت، شريك رئيسي في دعم مسيرة التحول الرقمي وريادة الأعمال في الإسكندرية، مشيدًا بالدور الكبير الذي تلعبه الوزارة في تطوير بنية تحتية رقمية حديثة، ومد شبكات الألياف الضوئية، وتوسيع نطاق خدمات الإنترنت عالية السرعة، وتشييد مراكز البيانات العملاقة، التي جعلت من مصر مركزًا إقليميًا للاتصال والتكنولوجيا في إفريقيا والشرق الأوسط.
وأضاف أن القطاع شهد خلال الأعوام الماضية قفزات نوعية غير مسبوقة، كما ارتفعت الصادرات الرقمية المصرية بشكل لافت، واحتلت مصر مراكز متقدمة في مؤشرات الجاهزية الرقمية العالمية، ما يعكس نجاح استراتيجية الدولة لبناء مجتمع رقمي متكامل.
وأشار المحافظ إلى أن قمة تكني الإسكندرية 2025 تُعد حدثًا عالميًا يجسد روح التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، ويُعتبر منصة شاملة تجمع رواد الأعمال والمستثمرين والمبتكرين من مصر والعالم لتبادل الخبرات وبناء الشراكات وتوسيع نطاق ريادة الأعمال.
وقال المحافظ “نحن نحتفل اليوم بالابتكار والرقمنة كما احتفل أجدادنا بالنصر والإنجاز. إن ما يحققه الشباب من مشروعات وشركات ناشئة هو انتصار جديد يُسجَّل لمصر في معركة التنمية والحداثة.”
وأكد اللواء أحمد خالد حسن سعيد أن قمة تكني الإسكندرية أصبحت عنصرًا محوريًا في تنفيذ رؤية الدولة 2030، التي تضع التحول الرقمي كأحد ركائز التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن دعم الحكومة للشركات الناشئة والمبدعين لم يعد دعمًا رمزيًا، بل أصبح توجهًا استراتيجيًا قائمًا على شراكات حقيقية بين الدولة والقطاع الخاص.
وأضاف أن محافظة الإسكندرية تتحمل مسؤولية دعم جميع المبادرات الرامية إلى تطوير الاقتصاد الرقمي والابتكار، بالتعاون مع الغرفة التجارية بالإسكندرية، التي تلعب دورًا وطنيًا مهمًا في ربط مجتمع الأعمال بالمشروعات التنموية، وتعزيز التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي.
وأوضح أن المحافظة تعمل حاليًا على تطوير منظومة البيانات والخدمات لتصبح الإسكندرية نموذجًا متكاملًا للمدن الذكية، عبر تبنّي حلول تكنولوجية تسهم في إدارة الموارد بشكل كفء، وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، من النقل والمرور والطاقة والمياه وحتى الخدمات المحلية، مشددًا على أن المبادرة الجديدة تهدف إلى تحويل الإسكندرية إلى أول مدينة ذكية متكاملة في مصر.
كما أعرب المحافظ عن تقديره لمشاركة مملكة السويد وشركاتها الصديقة في النسخة الحالية من قمة تكني، مؤكدًا أن هذه المشاركة تعكس عمق العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية بين البلدين، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون الدولي في مجالات التحول الرقمي، والتقنيات الخضراء، والابتكار الصناعي، والاستفادة من التجارب الناجحة عالميًا في بناء منظومات المدن الذكية.
وأشار اللواء أحمد خالد حسن سعيد إلى أن التعاون مع السويد وعدد من الشركاء الدوليين يأتي في إطار سعي مصر لجذب الاستثمارات النوعية في مجالات التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز التبادل المعرفي والخبراتي بين الدول، بما يدعم تحقيق التنمية المستدامة ويعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للابتكار وريادة الأعمال.
وأكد أن ما يشهده قطاع الاتصالات في مصر من تطور شامل يعكس دعم القيادة السياسية لهذا القطاع الحيوي، مشيرًا إلى أن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد مرارًا أن الاستثمار في الإنسان المصري هو الاستثمار الأكثر قيمة والأفضل مردودًا، وأن الدولة ماضية في تنفيذ استراتيجيتها للتحول الرقمي على مستوى الجمهورية عبر تطوير البنية المعلوماتية، وتنمية الكفاءات البشرية، وتمكين الشباب من أدوات المستقبل.
وأكد سعيد أن الإسكندرية كانت دائمًا منارة العلم والثقافة، واليوم تتحول إلى منارة رقمية للمستقبل ،هدفنا أن نكون أول مدينة ذكية على ساحل البحر المتوسط، مدينة قادرة على مواجهة تحدياتها بالحلول الرقمية والإبداعية، مدينة تفتح أبوابها للشباب والمستثمرين، وتُجسد رؤية مصر الجديدة في التنمية المستدامة القائمة على الابتكار والمعرفة.”