فنتيك جيت: وكالات
أكد الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية «جوزيه مانويل باروسو» أهمية التعاون الدولي في مجال الأمن السيبراني. وأشاد بتجربة «المملكة العربية السعودية» ومنتدى الأمن السيبراني العالمي، الذي وصفه بأنه “نموذج للتعاون والبناء المشترك”.
وقال باروسو في مقابلة مع “العربية Business” على هامش منتدى الأمن السيبراني العالمي 2025 بالرياض: “ما تقوم به السعودية في هذا المجال يستحق التقدير، فمنتدى الأمن السيبراني العالمي أصبح تقليداً سنوياً يجمع خبراء من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب الحكومة السعودية، لبحث سبل التعاون وتبادل الخبرات. إنها تجربة ناجحة يمكن أن تُحتذى عالمياً”.
أوكرانيا تبرز في الحرب الإلكترونية
وفي سياق حديثه عن الأمن السيبراني في مناطق النزاع، كشف باروسو عن تواصله مؤخراً مع عدد من القادة الأوكرانيين، بينهم قيادات عسكرية التقاهم في مؤتمر ببريطانيا. وأشار إلى أن ما حققته أوكرانيا في مجال الحرب الإلكترونية “مدهش بكل المقاييس”.
وأضاف: “أوكرانيا دولة أصغر بكثير من روسيا، وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتقد أنه قادر على دخول كييف خلال أقل من أسبوعين. قال لي ذلك شخصياً عندما كنت رئيساً للمفوضية الأوروبية، بعد غزو القرم، حيث أكد أنه إذا أرادوا، فبإمكانهم السيطرة على كييف في أقل من أسبوعين”.
صمود أوكراني ودروس عالمية
وتابع باروسو قائلاً: “لكن كما نرى، لم يكن الأمر بهذه السهولة. لقد أظهر الشعب الأوكراني شجاعة وصموداً لافتين. ففي أوقات الطوارئ والحروب، يطوّر الناس قدرات لم تكن لديهم من قبل، إذ يحفزهم الإحساس بالخطر على الابتكار. وما يفعله الأوكرانيون اليوم، بدعم من بعض القوى الأوروبية والغربية، مثير للإعجاب بالفعل، خصوصاً في مجال الأمن السيبراني. نحن اليوم نتعلم ونستفيد من خبراتهم في هذا المجال”.
الانقسامات العالمية تعيق التعاون الدولي
وعن إمكانية تحقيق تعاون دولي فعّال في ظل الانقسامات العالمية، قال باروسو: “بصراحة، الأمر أصعب اليوم لأن العالم أصبح أكثر انقساماً، للأسف. أنا مؤمن بالتعددية وأؤيد التعاون الدولي الصادق، لكن الواقع أن الأمن السيبراني بات مرتبطاً بالتطورات التكنولوجية، وكثير من هذه التقنيات لها استخدام مزدوج؛ فهي رائعة للأغراض المدنية مثل الصحة، وما يمكن تحقيقه بفضل الذكاء الاصطناعي مذهل، لكنها في الوقت نفسه يمكن أن تتحول إلى أدوات حرب”.
أمل في تعاون مستقبلي
وأضاف باروسو: “هذا ما يجعل التعاون الدولي الكامل والصادق أمراً صعباً، ومع ذلك، نرى بعض أشكال التعاون في مناطق معينة، وتجارب جيدة مثل تلك التي نشهدها هنا في السعودية. هناك مجالات يمكن أن يتحقق فيها تعاون حقيقي، وينبغي علينا تطويرها”.