فينتك جيت: مصطفى عيد
أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توسيع القيود المفروضة على تصدير التقنيات المتقدمة لتشمل الشركات التابعة لشركات التكنولوجيا الصينية المدرجة بالفعل على «قائمة الكيانات» التابعة لوزارة التجارة الأمريكية، في خطوة تهدف إلى سد الثغرات التي كانت تسمح لتلك الشركات بالتحايل على العقوبات. وأثار القرار، الذي يدخل حيز التنفيذ فورًا، غضب الحكومة الصينية التي وصفته بأنه «عمل عدائي شرير»، متوعدة باتخاذ «إجراءات ضرورية» لحماية شركاتها الوطنية.
استهداف شركات كبرى
تستهدف القواعد الأمريكية الجديدة شركات تكنولوجية صينية كبرى، من بينها «هواوي» و«YMTC» المتخصصة في رقائق الذاكرة، وشركة الطائرات المسيرة «DJI»، من خلال توسيع نطاق الحظر ليشمل أي شركة فرعية تمتلكها هذه الكيانات بنسبة 50% أو أكثر. وأوضحت وزارة التجارة الأمريكية أن التعديل الجديد قد يؤثر على عشرات الآلاف من الشركات حول العالم، مشيرة إلى أنه يهدف إلى منع الكيانات المدرجة على القائمة من الحصول على التكنولوجيا الأمريكية المحظورة عبر شركات تابعة أو واجهات تجارية. وقال جيفري كيسلر، وكيل الوزارة لشؤون الصناعة والأمن، إن «الإجراء الجديد يغلق ثغرة كبيرة كانت تقوض الأمن القومي الأمريكي ومصالح سياستنا الخارجية».
استهداف تقنيات متقدمة
تشمل القيود الموسعة مجالات استراتيجية مثل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والروبوتات المتقدمة ومعدات التصنيع ذات الاستخدام المزدوج، مع توسيع القيود لتشمل أيضًا الشركات المدرجة على «قائمة المستخدمين العسكريين النهائيين». ويهدف القرار إلى منع نقل أي تقنيات يمكن أن تسهم في تطوير القدرات العسكرية لدول تعتبرها واشنطن خصومًا استراتيجيين. وعلى الرغم من أن القواعد الجديدة لا تذكر الصين صراحة، فإن الشركات الصينية والروسية تهيمن على قائمة الكيانات، خصوصًا تلك التي ترتبط ببرامج التكنولوجيا الدفاعية.
رد صيني حازم
نددت وزارة التجارة الصينية بالقرار الأمريكي ووصفته بأنه «عمل عدائي متعمد يقوض قواعد التجارة الحرة»، مشددة على أن بكين «ستتخذ جميع الإجراءات الضرورية لحماية مصالح شركاتها». ودعت المتحدثة باسم الوزارة الولايات المتحدة إلى «تصحيح أخطائها فورًا ووقف قمعها غير المبرر للشركات الصينية». ويأتي التصعيد قبل أسابيع من اللقاء المرتقب بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ على هامش قمة «أبيك» في كوريا الجنوبية، مما يضيف مزيدًا من التوتر إلى الحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.
مخاوف من تداعيات القرار
أثار القرار الجديد مخاوف في أوساط الأسواق العالمية من اضطرابات محتملة في سلاسل الإمداد التكنولوجية، خصوصًا في قطاع الرقائق الإلكترونية. وتخشى واشنطن منذ سنوات من لجوء الشركات الصينية إلى إنشاء كيانات جديدة أو إعادة هيكلة عملياتها للتحايل على العقوبات. وأشارت وثيقة السياسة المصاحبة للإعلان إلى «مخاطر أنشطة التحايل»، مثل تأسيس شركات أجنبية جديدة لتجاوز القيود. ورغم أن القرار أصبح نافذًا فورًا، فقد منحت بعض الشركات فترة انتقالية مدتها 60 يومًا للتكيف مع اللوائح الجديدة.
سباق التكنولوجيا يتصاعد
تعكس الخطوة الأمريكية تصاعد القلق من تسارع الصين في تطوير تقنيات الرقائق والذكاء الاصطناعي، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى إدراج «هواوي» على القائمة السوداء عام 2019، تلتها مئات الشركات. ويحذر محللون من أن القيود الجديدة قد تؤدي إلى تفاقم الصراع التكنولوجي بين البلدين، مع احتمال تأثيرها على سلاسل الإمداد العالمية، خصوصًا في قطاعات الإلكترونيات والذكاء الاصطناعي والاتصالات المتقدمة. وبينما تسعى واشنطن لتعزيز أمنها القومي عبر تقليص اعتمادها على التكنولوجيا الصينية، تؤكد بكين أن هذه السياسات لن تمنعها من مواصلة تطوير صناعاتها المتقدمة واستقلالها التقني.
في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها. على سبيل المثال، نستعرض أهمها في القائمة التالية:
«البيت الأبيض»: تيك توك «أمريكا» سيصبح تحت السيطرة الأمريكية لأول مرة
دراسة: الذكاء الاصطناعي يضيق فرص العمل أمام المبرمجين المبتدئين في «أمريكا»