رؤساء شركات لــ «FinTech Gate» : البحرين تحول طموحها الرقمي إلى قصة نجاح تعيد رسم ملامح التكنولوجيا المالية في المنطقة

رسالة المنامة: محمد بدوي

وسط أجواء من التطلعات الاقتصادية والرؤى المستقبلية، تحوّلت مملكة البحرين على مدى يومين إلى مركز نابض للابتكار المالي في المنطقة، حيث احتضنت النسخة الثالثة من منتدى مستقبل التكنولوجيا المالية «Fintech Forward 2025»، بمشاركة واسعة من قادة القطاع، والمبتكرين، وصنّاع القرار من مختلف أنحاء العالم.

وفي مشهد يعكس رؤية استراتيجية طموحة تتقاطع مع المتغيرات العالمية، رسّخ المنتدى مكانة البحرين المتقدمة كمركز إقليمي يحتضن الأفكار الجريئة، ويدفع بعجلة التحول الرقمي في القطاع المالي نحو آفاق جديدة من النمو المستدام والتأثير الإيجابي.

فعلى أرض المنامة، لم يكن الحدث مجرد لقاء سنوي للنقاش وتبادل الآراء، بل منصة تنفيذية لرسم ملامح اقتصاد الغد، حيث التقت العقول، وتلاقت الرؤى، وتهيّأت بيئة داعمة للابتكار، مدفوعة بتشريعات مرنة، وبنية تحتية رقمية متطورة، وقيادة تؤمن بأن المستقبل يبدأ من الآن.

وفي هذا السياق، التقت بوابة التكنولوجيا المالية “فينتك جيت – FinTech Gate” بعدد من المسؤولين في شركات التكنولوجيا المالية المتخصصة، الذين أكدوا في تصريحات خاصة أن البحرين تواصل ترسيخ موقعها كمركز إقليمي للابتكار في التكنولوجيا المالية والخدمات الرقمية. وأجمعوا على أن المملكة لا تكتفي بدور المتابع في مشهد التحول المالي العالمي، بل تشارك بفعالية في صياغة ملامحه، من خلال أطر تنظيمية متطورة، وشراكات نوعية، واستثمارات متسارعة في البنية التحتية الرقمية.

وأشار المسؤولين ورؤساء الشركات إلى أن منتدى «Fintech Forward» لم يكن مجرد منصة للنقاش، بل محطة انطلاق لاتفاقيات استراتيجية، وتبادل للخبرات، وإطلاق مبادرات من شأنها دعم البيئة الريادية في المملكة، وتسريع وتيرة التحول الرقمي في القطاع المالي، لاسيما في مجالات مثل التمويل المفتوح، والتقنيات السحابية، وحلول الدفع الرقمية.

رؤية استراتيجية تركز على التنويع والابتكار

في البداية، قالت حصة حسين، نائب الرئيس التنفيذي لشركة “بنفت” عن مركز البحرين للمعلومات الائتمانية وشؤون البيانات، إن المملكة تواصل ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للابتكار في التكنولوجيا المالية والخدمات الرقمية، حيث أصبحت المملكة من أوائل الدول العربية التي اقتربت من مفهوم “المجتمع غير النقدي”، و”بنفت” كانت العامل الرئيسي في هذا التحول، مشيرة إلى أن “بنفت” تعتبر من الركائز الأساسية في تحقيق أهداف رؤية البحرين الاقتصادية 2030، خاصة في محور الاقتصاد الرقمي.

وأضافت حصة أن مملكة البحرين تعمل وفق رؤية استراتيجية تركز على التنويع والابتكار وجذب الاستثمارات النوعية، وهو ما جعلها وجهة مفضلة للشركات الناشئة والمؤسسات المالية العالمية التي تبحث عن أسواق مستقرة ومنظمة.

مركز إقليمي لابتكار أنظمة المدفوعات

وأكد بدر ساتر، الرئيس التنفيذي لشركة خليج البحرين للتكنولوجيا المالية “بحرين فينتك باي – Bahrain Fintech Bay”، أن مملكة البحرين نجحت في تُرسيخ موقعها كمركز عالمي لتطوير وتبني حلول التكنولوجيا المالية الجديدة، مشيراً إلى أن مبادرات الشركات الوطنية عززت مكانة المملكة كمركز إقليمي في مجال ابتكار أنظمة المدفوعات باعتبارها أحد الركائز الأساسية في رؤية المملكة الرامية إلى أن تصبح مركزاً عالمياً للتكنولوجيا المالية.

وقال ساتر إن مملكة البحرين ستواصل دورها كمركز تجريبي عالمي للشركات التقنية الكبرى لاختبار أحدث ابتكاراتها، مشيراً إلى أن مملكة البحرين سوق صغيرة من حيث الحجم، لكنها تتمتع بمرونة عالية وقدرة كبيرة على التكيف مع المتغيرات السريعة، وهو ما نعتبره ميزة استراتيجية. مضيفا: “نحن ننظر إلى هذا الحجم الصغير كقوة تمكّننا من التحرك بسرعة ومواكبة التطورات العالمية، ما يجعل البحرين بيئة مثالية لتطوير وتبني حلول التكنولوجيا المالية الجديدة.”

بناء اقتصاد متنوع ومستدام

من جهته، قال خالد البيات الرئيس التنفيذي للنمو في صندوق العمل البحريني “تمكين”، أن التطورات المتسارعة التي تشهدها المملكة في قطاع التكنولوجيا تأتي في إطار رؤيتها لبناء اقتصاد متنوع ومستدام، مشيراً إلى أن “تمكين” تواصل العمل على دعم الأفراد والشركات عبر برامج تدريبية وتمويلية متكاملة تواكب متطلبات المرحلة المقبلة من النمو.

وأكد البيان أن منتدى مستقبل التكنولوجيا المالية يُعد منصة مهمة لدعم رؤية البحرين الاقتصادية 2030 التي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام قائم على المعرفة والتقنية. كما يُسهم في مناقشة أحدث التطورات في قطاع التكنولوجيا المالية، ويعزز التعاون بين القطاعين العام والخاص، ويفتح آفاقًا جديدة للاستثمار والابتكار في المنطقة.

أطار قانوني واضح للتكنولوجيا المالية

من جانبه، أكد فواز غزال، الرئيس التنفيذي لشركة «فلووس»، مزود الحلول المالية الرقمية في مملكة البحرين، إن المملكة كانت من أوائل الدول في مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي التي وضعت إطاراً قانونياً واضحاً للتكنولوجيا المالية، وهو ما ساعد على نمو هذا القطاع ودعمه للاقتصاد الوطني.

وأوضح غزال أن الإطار التنظيمي في البحرين لعب دورا كبيرا في نجاح الشركة، إلى جانب الدعم الذى تلقيناه من مصرف البحرين المركزي ومجلس التنمية الاقتصادية، لجعل عملية الإقراض الرقمي سلسة قدر الإمكان ومساندة الكثيرين الذين يحتاجون لدعم مادي سريع وفوري.

وذكر أن شركات التكنولوجيا المالية تعد ركن أساسي لتطوير بنية تحتية رقمية قوية في البحرين، وهو ما تواصل البحرين التركيز عليه كجزء من استراتيجية الخدمات المالية في المملكة.