رويترز: «تسلا» تمنح «إيلون ماسك» أكبر حزمة رواتب في تاريخ الشركات بقيمة 878 مليار دولار

فنتيك جيت: مصطفي عيد

كشفت وكالة «رويترز» أن مجلس إدارة شركة «تسلا» منح الرئيس التنفيذي «إيلون ماسك» أكبر حزمة تعويضات تنفيذية في تاريخ الشركات، بقيمة قد تصل إلى 878 مليار دولار أمريكي على مدى عشر سنوات، رغم أن تحقيق معظم هذه المكافآت لا يتطلب تحقيق أهدافه «الطموحة للغاية». وتأتي هذه الحزمة وسط تعهد المجلس بأن ماسك لن يحصل على أي تعويضات إلا في حال «تحويل تسلا والمجتمع كما نعرفه» في مجالات الروبوتات والقيادة الذاتية. غير أن تحليل «رويترز» أظهر أن ماسك قد يحصل على عشرات المليارات دون تحقيق معظم تلك الأهداف.


مكاسب ضخمة

أظهر تحليل «رويترز» بالتعاون مع خبراء في التعويضات التنفيذية والروبوتات والقيادة الذاتية، أن ماسك قد يجني أكثر من 50 مليار دولار في حال تحقيق عدد محدود من الأهداف «الأسهل نسبيًا»، والتي لا تتطلب بالضرورة ثورة في منتجات «تسلا» أو نموذج أعمالها. وبمجرد تحقيق هدفين من الأهداف السهلة إلى جانب نمو محدود في سعر السهم، يمكن لماسك الحصول على 26 مليار دولار، وهو أكثر من مجموع ما يتقاضاه ثمانية من كبار الرؤساء التنفيذيين الآخرين مجتمعين، بينهم «مارك زوكربيرغ» و«تيم كوك» و«جنسن هوانغ».


أهداف المبيعات

أوضح أربعة خبراء في قطاع السيارات أن أهداف المبيعات التي وضعها مجلس الإدارة لماسك سهلة نسبيًا. إذ سيحصل على 8.2 مليار دولار إذا تمكن من بيع 1.2 مليون سيارة سنويًا في المتوسط حتى عام 2035، مع نمو القيمة السوقية لـ«تسلا» من 1.4 تريليون دولار حاليًا إلى 2 تريليون دولار فقط. ويعد هذا الهدف أقل بنصف مليون سيارة سنويًا مما حققته الشركة في عام 2024. يأتي ذلك بعد أن كشفت «تسلا» مؤخرًا عن نسخ منخفضة التكلفة من طرازاتها «Model Y» و«Model 3» لتعويض تراجع المبيعات.


تعريفات فضفاضة

أكدت مراجعة خبراء الروبوتات والذكاء الاصطناعي أن ثلاثة من أهداف تطوير المنتجات صيغت بلغة غامضة تتيح لماسك تحقيق مكافآت ضخمة دون تعزيز الأرباح فعليًا. وتشمل هذه الأهداف وصول 10 ملايين اشتراك في نظام القيادة الذاتية «Full Self-Driving»، رغم أنه لا يقود السيارة فعليًا دون تدخل بشري. كما لم تُلزم البنود «تسلا» بتحقيق قيادة ذاتية كاملة، بل فقط تطوير «نظام قيادة متقدم» وهو مصطلح بلا تعريف صناعي واضح. ويقول الخبراء إن ماسك يمكنه بلوغ هذا الهدف بسهولة عبر خفض أسعار الاشتراك.


روبوتات أوبتيموس

تتضمن الأهداف كذلك تشغيل مليون سيارة أجرة روبوتية تجارية «بدون سائق بشري داخل المركبة»، رغم أن الخبراء يرون إمكانية تفسير هذا الشرط ليشمل التشغيل عن بُعد أو وجود مشغل في المقعد المجاور، كما يحدث حاليًا في تجارب «تسلا» المحدودة في أوستن الأمريكية. كما نص الاتفاق على إنتاج مليون «روبوت»، دون تحديد نوعها كـ«روبوتات بشرية»، مما يفتح الباب لتأويلات متعددة قد تسمح بتحقيق الهدف من دون إنتاج فعلي لروبوتات «أوبتيموس» المنتظرة.


أرباح ضخمة

أظهر تحليل «رويترز» أن تحقيق هدفين من أهداف المنتجات فقط إلى جانب وصول القيمة السوقية إلى 2.5 تريليون دولار سيمنح ماسك 26.4 مليار دولار من الأسهم. أما تحقيق ثلاثة أهداف وقيمة سوقية تبلغ 3 تريليونات دولار فسيمنحه 54.6 مليار دولار. وتوضح هذه الأرقام أن ماسك قد يحصل على هذه المبالغ حتى دون تقديم سيارات ذاتية القيادة بالكامل، وهو المنتج الذي وعد به منذ عقد.


تقييمات مرتفعة

أقر خبراء الاقتصاد بأن أصعب أهداف ماسك ستكون تلك المرتبطة بالأرباح، حيث حدد المجلس ثمانية أهداف بين 50 و400 مليار دولار من الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك، مقارنة بـ16.6 مليار دولار فقط في عام 2024. غير أن ارتفاع القيمة السوقية للشركة قد يتيح له تحقيق المكافآت دون بلوغ تلك الأرباح. فمجرد ارتفاع سنوي بمعدل 6.4% خلال العقد المقبل سيرفع القيمة إلى تريليوني دولار، وهو معدل أقل من متوسط نمو مؤشر «ناسداك» خلال العقود الثلاثة الماضية.


مخاطر الحوكمة

حذر خبراء الحوكمة من أن تركيز «تسلا» المفرط على ماسك يمثل مخاطرة غير مسبوقة. وقالت «وي جيانغ»، نائب عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة «إيموري»، إن المجلس منح ماسك «احتكارًا لمنصب القيادة»، معتبرة أن الحوكمة السليمة تتطلب «سوقًا تنافسية ومرنة للقادة التنفيذيين». ورغم الانتقادات، يرى مؤيدو ماسك أن طموحه الفريد وقدرته على تحويل «تسلا» إلى عملاق في الذكاء الاصطناعي يبرران الحزمة الضخمة، في حين يؤكد معارضوه أن المكافآت لا ترتبط بتحقيق نتائج مالية واقعية بقدر ما ترتبط بالوعود المستقبلية.

في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها. على سبيل المثال، نستعرض أهمها في القائمة التالية:

«مستثمر بارز» يصف قرارات «إيلون ماسك» بأنها «كارثية» على مستقبل «تسلا»

«إيلون ماسك» يشتري أسهما في «تسلا» بقيمة مليار دولار لتعزيز سيطرته على الشركة