الأمير «محمد بن سلمان» و «الدولة السعودية الرابعة».. نهضة شاملة واقتصاد متنوع وريادة في التحول الرقمي

المملكة تتجه لتصبح مركزاً محورياً في الاقتصاد العالمي القادم

بقلم: محسن محمود

تشهد المملكة العربية السعودية منذ تولي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في عام 2017 وهو ما يمكن تسميته بالدولة السعودية الرابعة، نهضة اقتصادية غير مسبوقة، تمثل تحولاً جذرياً في بنية الاقتصاد الوطني ورؤيته للمستقبل. وقد جاءت هذه النهضة ثمرة رؤية السعودية 2030، التي أطلقها سموه لتكون خريطة طريق نحو تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، وبناء اقتصاد قائم على الابتكار والإنتاجية والاستدامة.


رؤية شاملة للتنمية

تتمحور رؤية السعودية 2030 حول بناء اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي ووطن طموح. وقد أسهمت هذه الرؤية في إعادة صياغة مفهوم التنمية الاقتصادية في المملكة من خلال التركيز على القطاعات غير النفطية مثل السياحة، والطاقة المتجددة، والتعدين، والصناعات العسكرية، واللوجستيات، والتقنية الحديثة.
كما تم تبني إصلاحات مالية وهيكلية عميقة تهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية، وتحسين بيئة الأعمال، وتطوير الكفاءات البشرية السعودية بما يتوافق مع احتياجات سوق العمل الحديثة.


تنويع الاقتصاد وتحفيز الاستثمار

من أبرز مظاهر النهضة الاقتصادية السعودية تزايد الاستثمارات المحلية والأجنبية في مختلف القطاعات. فقد أسست المملكة صندوق الاستثمارات العامة ليكون ذراعاً استثمارياً رئيسياً للدولة، ويقود التحول الاقتصادي عبر مشاريع ضخمة مثل نيوم، والقدية، والبحر الأحمر، وروشن.
هذه المشاريع ليست مجرد وجهات سياحية أو عمرانية فحسب، بل هي محركات اقتصادية متكاملة تستهدف خلق فرص عمل، وتعزيز الناتج المحلي الإجمالي، ونقل المعرفة والتقنيات المتقدمة إلى الداخل السعودي.

وفي إطار الإصلاحات التشريعية، أطلقت الحكومة السعودية أنظمة جديدة مثل نظام الشركات الحديث، ونظام الاستثمار الأجنبي، وهيئة المنافسة ومكافحة الفساد، مما جعل بيئة الأعمال في المملكة من بين الأكثر جاذبية على مستوى المنطقة.
كما تم إنشاء مناطق اقتصادية خاصة لجذب الاستثمارات في مجالات التقنية والطاقة والخدمات اللوجستية ونجحت المملكة في التحول لمراكز إقليمية لقرابة ألف شركة عالمية كبرى في مختلف المجالات.


التحول الرقمي والابتكار

أولى ولي العهد اهتماماً كبيراً بمفهوم التحول الرقمي باعتباره أحد ركائز الاقتصاد الحديث.
وقد أصبحت السعودية اليوم من الدول الرائدة في مجال الحكومة الإلكترونية والخدمات الرقمية.
أطلقت مبادرات كبرى مثل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، ومنصة “إحسان” للعمل الخيري الرقمي، ومبادرات المدن الذكية ضمن مشروع نيوم. كما جرى دعم الشركات الناشئة في مجالات التكنولوجيا المالية (FinTech) والتجارة الإلكترونية، ما أدى إلى نمو لافت في بيئة الابتكار وريادة الأعمال.


تمكين المرأة وتنمية الموارد البشرية

جانب آخر من النهضة الاقتصادية يتمثل في تمكين المرأة السعودية وإشراكها الفاعل في سوق العمل. فقد ارتفعت نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة إلى مستويات غير مسبوقة، مع فتح مجالات جديدة لهن في قطاعات مثل النقل، والأمن، والرياضة، والإعلام، والقطاع المالي.
إلى جانب ذلك، تم إطلاق برامج تدريب وتأهيل واسعة للشباب، أبرزها برنامج تنمية القدرات البشرية، الذي يهدف إلى إعداد جيل قادر على المنافسة في سوق العمل العالمي.


الاستدامة والطاقة المتجددة

انطلاقاً من موقعها كأكبر مصدر للنفط، اتجهت المملكة بقيادة محمد بن سلمان إلى تعزيز دورها في مجال الطاقة المتجددة ومكافحة التغير المناخي، عبر مبادرات مثل السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.
كما أطلقت مشاريع ضخمة في مجال الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية، بهدف جعل المملكة مركزاً عالمياً لإنتاج الطاقة النظيفة، بما ينسجم مع التوجهات العالمية نحو التنمية المستدامة.


تحول استراتيجي شامل

إن النهضة الاقتصادية التي تشهدها المملكة العربية السعودية اليوم ليست مجرد تطور مرحلي، بل هي تحول استراتيجي شامل يقوده الأمير محمد بن سلمان برؤية طموحة، تجمع بين الأصالة والتجديد، وبين الاستدامة والابتكار.
لقد انتقلت المملكة من اقتصاد يعتمد على النفط إلى اقتصاد متنوع، قائم على المعرفة، وجاذب للاستثمار، ومتصل بالعالم، لتصبح نموذجاً ملهماً للتنمية في القرن الحادي والعشرين، ومركزاً محورياً في الاقتصاد العالمي القادم.

في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها. على سبيل المثال، نستعرض أهمها في القائمة التالية: