فينتك جيت: ريهام علي
توقع أيمن عيسوي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركتي Lucky ONE وConnex Money، أن يشهد سوق ريادة الأعمال خاصة في مجال التكنولوجيا في مصر خلال العامين المقبلين نقلة نوعية مدفوعًا بتحسن مؤشرات الاقتصاد المصري واستعادة الثقة في بيئة الأعمال المحلية والإقليمية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الدولي الأول للذكاء الاصطناعي الذي تنظمه جامعة القاهرة يومي السبت والأحد 18 و19 أكتوبر 2025، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء، وبمشاركة واسعة من الوزراء وصناع القرار والخبراء والأكاديميين وممثلي مؤسسات الدولة والقطاع الصناعي، وبرعاية من منظمة اليونسكو، والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، وعدد من المؤسسات الأكاديمية والبحثية وشركات التكنولوجيا العالمية.
تحول اقتصادي رقمي
وأكد عيسوي أن مصر تمر بمرحلة محورية في مسار التحول الاقتصادي والرقمي، حيث بدأت جهود الإصلاح المالي والإداري تؤتي ثمارها من خلال تحفيز الاستثمار في التكنولوجيا، وتمكين الشركات الناشئة، وتعزيز الشمول المالي.
وأشار إلى أن السنوات القليلة الماضية شهدت تغيرًا عميقًا في مفهوم ريادة الأعمال، إذ لم تعد مقتصرة على الأفكار الابتكارية فحسب، بل أصبحت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
وقال “نحن أمام مرحلة دقيقة لكنها واعدة جدًا، السنوات المقبلة ستشهد نقلة نوعية في الفكر الريادي والتكنولوجي داخل مصر والمنطقة. لم يعد المستقبل البعيد هو الهدف، بل المستقبل القريب الذي نصنعه اليوم بأيدينا.”
التكنولوجيا محرك النمو
وأوضح عيسوي أن التكنولوجيا أصبحت اليوم نقطة التقاء رئيسية بين جميع القطاعات الاقتصادية من الخدمات المالية إلى التجارة الإلكترونية والنقل والخدمات اللوجستية، مؤكدًا أن مستقبل الأعمال في مصر خلال العامين المقبلين سيعتمد بالكامل على الحلول الرقمية والأنظمة الذكية.
وأضاف أن تحسن الصورة الذهنية للاقتصاد المصري خارجيًا يمثل فرصة حقيقية للشركات المحلية لجذب شراكات واستثمارات جديدة، مشيرًا إلى أن القطاع الخاص المصري يمتلك حاليًا فرصة فريدة لقيادة موجة جديدة من النمو القائم على التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
مسيرة ريادية
واستعرض عيسوي خلال الجلسة مسيرته الريادية التي امتدت لأكثر من 13 عامًا، مؤكدًا أن رحلته بدأت عام 2012 بتأسيس شركة D-Squares، التي تحوّلت خلال سنوات قليلة إلى إحدى أكبر الشركات المتخصصة في برامج الولاء (Loyalty Programs) وتعمل في أكثر من 7 بلاد بالشرق الأوسط وأفريقيا.
وتُعد D-Squares اليوم الذراع التكنولوجية الأساسية التي تدير برامج الولاء لأكثر من 95% من السوق المصري، وتعمل مع كبرى الشركات في قطاعات الاتصالات، والخدمات المالية، والسلع الاستهلاكية، والطاقة، والبترول، منها شركات عالمية ومحلية بارزة.
توسع إقليمي
وقال “بدأنا رحلتنا من مصر، واستطعنا بناء حلول تكنولوجية محلية تنافس عالميًا. أثبتنا أن الكفاءة والابتكار ليسا حكرًا على الشركات الدولية، بل يمكن تطويرهما في بيئة ريادية محلية.”
وأشار عيسوي إلى أن D-Squares وسّعت نطاق أعمالها لتشمل سبع دول: مصر، السعودية، الإمارات، الأردن، كينيا، تنزانيا، والمغرب، موضحًا أن هذا التوسع يؤكد قدرة الشركات المصرية على تصدير التكنولوجيا والخبرة الرقمية إلى الخارج.
وأوضح أن هذه التجربة كانت حجر الأساس لانتقاله إلى مرحلة جديدة في مسيرته، وهي دمج التكنولوجيا في الخدمات المالية لتصبح أكثر قربًا من المستهلك.
انطلاق «Lucky»
في عام 2020، أطلق عيسوي شركة Lucky، التي بدأت كمنصة رقمية للتخفيضات واسترداد النقود (Cashback)، قبل أن تتحول تدريجيًا إلى منصة مالية متكاملة (Fintech Platform) تقدم مجموعة من الخدمات الذكية تشمل إصدار البطاقات البنكية، والمنتجات الائتمانية، وحلول الدفع والتحليل المالي.
وقال عيسوي إن الشركة أدركت سريعًا أن المستهلك المصري والعربي يبحث عن حلول مالية مرنة وسهلة الاستخدام، فكان التحول الطبيعي هو الانتقال من مرحلة العروض الترويجية إلى مرحلة تمكين المستخدم ماليًا عبر أدوات رقمية ذكية.
وأضاف “لاحظنا أن المستهلك المصري والعربي لديه احتياج متزايد لحلول مالية مرنة وسهلة الاستخدام، فانتقلنا من تقديم العروض والتخفيضات إلى بناء منظومة مالية حقيقية تدعم الشمول المالي وتوفر حدودًا ائتمانية رقمية آمنة.”
منصة مالية متكاملة
وأوضح أن Lucky أصبحت اليوم أكثر من مجرد تطبيق للخصومات، إذ تقدم منظومة مالية متكاملة تساعد المستخدمين على إدارة نفقاتهم وتحسين تجاربهم الشرائية من خلال التحليلات الرقمية والذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن هذا النموذج يعكس تطورًا طبيعيًا في مسار الشركات المصرية الناشئة التي تمزج بين التكنولوجيا والتمويل.
وأشار إلى أن الشركة تعمل على توسيع نطاق الخدمات المالية الرقمية لتشمل شرائح أوسع من المستخدمين، بما يتماشى مع أهداف الدولة المصرية في تعزيز الشمول المالي والانتقال نحو اقتصاد رقمي شامل.
تأسيس «Connex Money»
وفي حديثه عن أحدث مشاريعه، أوضح عيسوي أن شركة Connex Money، التي أسسها قبل نحو عام ونصف، تمثل الجيل الجديد من شركات التكنولوجيا المالية المرخصة، حيث حصلت على ترخيص رسمي من البنك المركزي المصري وتعمل حاليًا في مصر والسعودية والمغرب.
وتقدّم Connex Money حلولاً رقمية مبتكرة بنموذج B2B2C، يتيح للشركات إصدار بطاقات بنكية ذكية تحمل علامتها التجارية وتعمل ضمن الإطار التنظيمي للبنوك المصرية، مما يمكّنها من تقديم خدمات مالية متكاملة لعملائها وموظفيها تشمل الدفع والتحويل وإدارة المصروفات.
وقال عيسوي “Connex Money وُلدت من إيماننا بأن التحول الرقمي لا يكتمل إلا حين تتمكن كل شركة من أن تصبح جزءًا من المنظومة المالية. هدفنا هو تمكين الشركات من إصدار بطاقات وخدمات مالية تحمل علامتها التجارية، لكنها تعمل ضمن الإطار التنظيمي للبنوك المصرية.”
التحول غير النقدي
وأضاف أن هذه الرؤية تتماشى مع أهداف التحول إلى اقتصاد غير نقدي (Cashless Economy)، مشيرًا إلى أن حلول Connex Money تُسهِم في دمج الشركات الصغيرة والمتوسطة داخل النظام المالي الرسمي، مما يعزز الشمول المالي ويدعم النمو المستدام.
وأكد العيسوي على أن مصر تمتلك اليوم كل المقومات لتصبح مركزًا إقليميًا لريادة الأعمال والتكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط وأفريقيا، بفضل التحول الرقمي المتسارع، وتطور البنية التحتية التقنية، وتنامي بيئة الابتكار ودعم الدولة للشركات الناشئة.
رؤية مستقبلية
وقال “ما يحدث الآن في السوق المصري هو بداية فصل جديد. التكنولوجيا لم تعد قطاعًا منفصلًا، بل أصبحت العمود الفقري لكل الصناعات، وإذا أردنا بناء المستقبل، فعلينا أن نبدأ من التكنولوجيا… فهي اللغة الجديدة للاقتصاد.”
وأضاف أن السنوات القادمة ستشهد توسعًا أكبر في دمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات المالية، واستحداث نماذج أعمال جديدة تعتمد على التحليل التنبؤي وإدارة البيانات، مما سيمنح مصر ميزة تنافسية حقيقية كمركز إقليمي للابتكار المالي والتكنولوجي.
في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها. على سبيل المثال، نستعرض أهمها في القائمة التالية:
Lucky و City Edge يعقدان شراكة لتزويد العملاء بخدمات مالية جديدة