«وزير الصحة المصرى»: الذكاء الاصطناعي شريكا أساسيا في تطوير الرعاية الصحية وبناء منظومة قائمة على البيانات والتحليل الذكي

فينتك جيت: ريهام علي

أكد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، أن الذكاء الاصطناعي يمثل اليوم العمود الفقري للتحول في النظم الصحية الحديثة، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة المصرية تتبنّى رؤية شاملة لدمج التكنولوجيا الذكية في التشخيص والعلاج والإدارة، ضمن استراتيجية الدولة لبناء مصر الرقمية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.


المؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي

جاء ذلك خلال المؤتمر الدولي الأول للذكاء الاصطناعي الذي تنظمه جامعة القاهرة يومي السبت والأحد 18 و19 أكتوبر 2025، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء، وبمشاركة واسعة من الوزراء وصناع القرار والخبراء والأكاديميين وممثلي مؤسسات الدولة والقطاع الصناعي، وبرعاية من منظمة اليونسكو، والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، وعدد من المؤسسات الأكاديمية والبحثية وشركات التكنولوجيا العالمية.


البيانات الصحية الموحدة

وأوضح عبد الغفار أن الذكاء الاصطناعي قائم في جوهره على تحليل البيانات الضخمة (Big Data)، ولذلك حرصت وزارة الصحة منذ سنوات على تأسيس قاعدة بيانات وطنية موحدة للصحة العامة، تضم بيانات ملايين المواطنين، وتُبنى عليها القرارات الصحية والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية.


المبادرات الرئاسية

وأشار إلى أن الوزارة تعمل ضمن منظومة المبادرات الرئاسية التي أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعددها 15 مبادرة رئاسية في مجالات الصحة العامة، من بينها مبادرة 100 مليون صحة، وصحة الأم والطفل، ومكافحة الأنيميا والتقزّم والسمنة بين الأطفال، ومتابعة الأمراض المزمنة، ومبادرات الكشف المبكر عن السرطان.


وأوضح عبد الغفار أن جميع هذه المبادرات تم تنفيذها وفق منظومة رقمية متكاملة تضمن تسجيل البيانات وتحليلها بطريقة علمية دقيقة، لتُصبح القاعدة الأساسية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي المصري.


بنية بيانات منظمة

وقال: “لا يمكن أن نُحلل أو نستفيد من الذكاء الاصطناعي دون وجود بنية بيانات منظمة، مؤمنة، ومحدثة باستمرار. لذلك كانت أولويتنا منذ سنوات أن نحول المبادرات الصحية إلى منصات رقمية قادرة على إنتاج بيانات قابلة للتحليل العلمي.”


وأشار إلى أن منظومة البيانات الصحية المصرية أصبحت اليوم من الأضخم في الشرق الأوسط وأفريقيا، إذ تضم بيانات أكثر من 69 مليون مواطن من خلال برامج التأمين الصحي، والمبادرات القومية، وأنظمة المستشفيات الحكومية، لافتًا إلى أن هذه القواعد تمثل ركيزة استراتيجية لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي الطبية في التشخيص والتنبؤ بالأمراض ورسم السياسات الصحية.


ثورة في التشخيص الطبي

وأكد أن الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في دقة التشخيص الطبي، مشيرًا إلى أن تدريب الأنظمة الذكية على ملايين صور الأشعة مثل أشعة الصدر والثدي والشبكية أدى إلى رفع معدلات الدقة التشخيصية إلى مستويات تفوق قدرة الإنسان في بعض الحالات، موضحًا أن الهدف من هذا التطور ليس استبدال الطبيب، وإنما دعم قراراته وتسريع اكتشاف الحالات الحرجة.


التحليل الذكي للمبادرات

وأضاف أن الوزارة بدأت في توظيف خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل نتائج مبادرات 100 مليون صحة، بما يسمح باكتشاف العلاقات الوبائية والأنماط المرضية على مستوى المحافظات، وربطها بالعوامل البيئية والسلوكية والاجتماعية، لتصبح السياسات الصحية استباقية قائمة على التنبؤ والتحليل وليس ردّ الفعل.


الجينوم المصري

وتابع عبد الغفار قائلاً إن العالم يتجه اليوم إلى نموذج الطب الوقائي الذكي، موضحًا أن مصر تستثمر في هذا الاتجاه عبر مشروع “الجينوم المصري” الذي يعتمد على تحليل البيانات الجينية للمواطنين، لتحديد قابلية الإصابة بالأمراض المختلفة والتنبؤ بها قبل ظهور الأعراض.


وأضاف أن التحليل الجيني باستخدام الذكاء الاصطناعي يُمكّن الدولة من الانتقال من مرحلة العلاج بعد المرض إلى مرحلة منع المرض قبل حدوثه، وهو ما يُعرف بالطب الشخصي (Personalized Medicine)، الذي يحدد نوع العلاج والجرعة وفق التركيبة الجينية لكل إنسان.


تجارب عالمية

وأوضح عبد الغفار أن التجارب العالمية أثبتت أهمية الذكاء الاصطناعي في مواجهة نقص الكوادر الطبية، مشيرًا إلى أن مستشفى “شاريتيه” ببرلين – أحد أكبر المستشفيات الأوروبية – بدأت في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي كعنصر أساسي لتعويض العجز البشري في الأطباء والفنيين، حيث أصبح من المتوقع خلال السنوات القادمة أن يوجد ثمانية مليارات طبيب افتراضي يخدمون سكان العالم عبر المنصات الرقمية.


التطبيب عن بُعد

وقال إن مصر تواكب هذا الاتجاه العالمي من خلال تطوير خدمات التطبيب عن بُعد (Telemedicine) والرعاية الصحية الرقمية، موضحًا أن الوزارة تعمل على توسيع نطاق الخدمات الذكية بحيث يتمكن المواطن من الحصول على استشارات طبية فورية من أنظمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما يسهم في رفع كفاءة النظام الصحي وتقليل أعباء التنقل والانتظار.


إدارة المستشفيات الذكية

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على المجال الإكلينيكي فقط، بل يمتد إلى تحسين الكفاءة التشغيلية داخل المستشفيات من خلال إدارة المخزون الدوائي، وجدولة العمليات، وتحليل تدفقات المرضى، وتقدير الاحتياجات البشرية، موضحًا أن هذه التطبيقات تسهم في خفض الهدر المالي ورفع جودة الخدمة الطبية.


تدريب الكوادر الطبية

وأكد أن الوزارة تعمل حاليًا على تدريب الكوادر الطبية والإدارية على استخدام الأدوات الذكية ضمن منظومة التحول الرقمي للقطاع الصحي، لافتًا إلى أن الذكاء الاصطناعي لن يكون بديلًا للطبيب، بل شريكًا علميًا داعمًا له، يتيح له التركيز على الحالات المعقدة ويُقلّل الوقت المستهلك في الإجراءات الروتينية.


حماية البيانات الصحية

وأوضح أن الرعاية الصحية المستقبلية ستعتمد على التكامل بين الإنسان والآلة، وأنه من الضروري تبنّي سياسة متوازنة في تداول البيانات الطبية، بحيث تضمن الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي دون الإخلال بخصوصية المريض، مؤكدًا أن مصر تمتلك قدرة تشريعية ومؤسسية متقدمة لتنظيم هذا التوازن من خلال قوانين حماية البيانات الشخصية وأمن المعلومات.


منظومة تحليل وطنية

وأضاف عبد الغفار أن مصر تمتلك اليوم مخزونًا ضخمًا من البيانات الصحية القابلة للاستخدام البحثي والعلمي، مثل بيانات التأمين الصحي الشامل، والمبادرات القومية، وقواعد بيانات المستشفيات الجامعية والمراكز الطبية، وهي بيانات تُتيح بناء منظومة ذكاء اصطناعي وطنية قادرة على دعم القرار الصحي في مجالات الوقاية والعلاج والإدارة.


خريطة للأمراض

وأشار إلى أن الوزارة تُعد حاليًا منظومة تحليل وطنية موحدة للبيانات الصحية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، تهدف إلى دعم متخذي القرار بخريطة تفاعلية للأمراض في كل محافظة ومتابعة مؤشرات الأداء الصحي في الوقت الفعلي.


شريك استراتيجي في الطب

وأكد وزير الصحة والسكان على أن الذكاء الاصطناعي أصبح شريكًا استراتيجيًا في بناء مستقبل الطب والرعاية الصحية في مصر، وأن الدولة ماضية في توطين التكنولوجيا الطبية الذكية محليًا عبر التعاون بين الوزارات والجامعات والشركات العالمية، مشيرًا إلى أن الغاية النهائية هي رفع جودة حياة المواطن المصري، وتحقيق رعاية صحية ذكية أكثر دقة وإنصافًا واستدامة

في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها. على سبيل المثال، نستعرض أهمها في القائمة التالية:

«كجوك» : الاقتصاد المصري بدأ «يشم نفسه ويتحسن»..وإتمام المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي مع صندوق النقد الدولي قريبا

«وزير المالية المصري» يؤكد: المؤشرات الأولية خلال الربع الأول من العام المالي الحالي تعكس استمرار التحسن في أداء الاقتصاد