في سوق التأمين المزدحم بالشركات والعلامات التجارية، تبرز شركة تعمل في صمت لكنها تُحدث تحولًا حقيقيًا في حياة مئات الآلاف من المصريين.. إنها شركة «فوري للوساطة التأمينية»، الذراع التأميني لشركة فوري، التي أصبحت اليوم أنجح شركة تكنولوجيا تأمين (InsurTech) في مصر، بعد أن وصلت بخدماتها إلى نحو 900 ألف عميل وأكثر من 2 مليون وثيقة تأمين من صغار التجار، وعمال المصانع، والسيدات المعيلات، وكل من يبحث عن حماية تأمينية بسيطة وسهلة وميسرة.
«فوري للوساطة التأمينية» ليست مجرد شركة وساطة في التأمين، بل قصة نجاح مصرية في مجال التكنولوجيا المالية والتأمين الرقمي، تثبت أن الحلم الصادق والعمل المنظم قادران على تغيير حياة الناس وتحقيق الحماية لملايين الأسر.
في حوار خاص مع بوابة التكنولوجيا المالية «فنتيك جيت FinTech Gate» تكشف «منة حجازي»، المدير العام لشركة «فوري للوساطة التأمينية»، كواليس انطلاقة الشركة، وكيف تحوّل حلمها الشخصي إلى واقع يخدم ملايين المصريين، ورؤيتها لمستقبل التأمين الإلكتروني في مصر.
حوار: ريهام علي
- بداية، كيف بدأت رحلة منة حجازي حتى الوصول إلى قيادة شركة فوري للوساطة التأمينية؟
– منة حجازي: إسمي منة أسامة حجازي، بدأت مسيرتي المهنية في البنك الأهلي سوستيه جنرال (الذي أصبح الآن بنك قطر الوطني QNB)، وقضيت فيه أكثر من 15 عامًا.
كنت شاهدة على مرحلة مهمة من تطور القطاع المصرفي، عندما تحوّل تركيز البنوك من الشركات الكبرى إلى خدمة الأفراد. كنا نذهب بأنفسنا إلى المصانع والشركات لنعرف العمال معنى بطاقة الـATM وكيفية استخدامها، ثم جاءت قروض الأفراد والخدمات الرقمية التي غيّرت مفهوم التعامل البنكي.
كانت تجربة علمتني كيف يمكن للخدمة المالية أن تغيّر حياة الناس فعليًا.
- متى بدأت فكرة دخول عالم التأمين؟
– منة حجازي: كنت دائمًا أتساءل: لماذا لم يحدث في التأمين ما حدث في البنوك؟
لماذا لم يصل التأمين بعد إلى كل فئات المجتمع؟
إلى أن قابلت المهندس «أشرف صبري»، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة فوري، وحدثته عن حلمي في تبسيط التأمين وجعله متاحًا لكل مصري.
آمن بالفكرة ودعمني بقوة، ومن هنا بدأت الرحلة.

- حدثينا أكثر عن شركة «فوري للوساطة التأمينية» ونموذج عملها؟
– منة حجازي: نحن شركة مرخصة منذ عام 2019 من قبل الهيئة العامة للرقابة المالية، ونعتمد بشكل أساسي على التكنولوجيا لتوفير منتجات تأمينية بسيطة في متناول الجميع وتوزيعها إلكترونيًا لتصل بسهولة إلى جموع المصريين.
من خلال تطبيقات ومنصات «فوري» المنتشرة في كل مكان، يستطيع أي شخص – سواء كان تاجرًا صغيرًا أو عاملة أو سيدة معيلة – أن يحصل على تأمين شامل مقابل 20 إلى 50 جنيهًا فقط شهريًا.
نغطي كل شيء تقريبًا بالتعاون مع شركات التأمين مثل «جي أي جي» و«المهندس» وغيرها مثل:
-
التأمين ضد الحريق والسرقة لأصحاب المحال.
-
التأمين الصحي ويشمل العلاج والكشف بأسعار رمزية.
-
تأمين على الأجهزة الإلكترونية.
-
تأمين على البضاعة وعلى الأنشطة التجارية المختلفة.
فهدفنا أن نجعل التأمين خدمة يومية مثل شحن الهاتف أو دفع الفاتورة.
- كيف وصلتم إلى 900 ألف عميل؟ ومن هم الفئة المستفيدة الأكبر؟
– منة حجازي: عملاؤنا من صغار التجار، وعمال المصانع، والسيدات المعيلات، والمهنيين.
هؤلاء الناس كانوا خارج منظومة التأمين لفترات طويلة، واليوم أصبح لديهم حماية حقيقية.
قصص النجاح كثيرة تحققت، لكن أكثرها تأثيرًا كانت قصة سيدة احترق محلها تمامًا، وكان مصدر رزقها الوحيد.
شركة التأمين – من خلال فوري – عوّضتها عن الخسائر بالكامل، وبعد أيام فقط عادت لتفتح محلها من جديد.
قالت لنا جملة لن ننساها أبدًا: «بدل ما أقول يا لهوي… أقول يا فوري».
ومن وقتها أصبحت هذه الجملة شعارنا الحقيقي، لأنها تعبّر عما نريد أن نوصله: أن التأمين قادر على إنقاذك في أصعب اللحظات.
فدورنا الرئيسي هو مساعدة العملاء في صرف التعويض مع شركات التأمين وتسهيل الإجراءات لهم.

- ما حجم طموحكم في المرحلة المقبلة؟
– منة حجازي: نحن نحلم بالوصول إلى 10 ملايين عميل خلال السنوات القليلة القادمة، وهذا هدف ممكن جدًا بفضل الدعم الكبير من هيئة الرقابة المالية التي تعمل على تطوير صناعة التأمين في مصر وتشجيع التأمين متناهي الصغر.
كذلك نحن نعتمد على شركاء النجاح من شركات التأمين الذين يساعدوننا على تصميم منتجات تأمينية بسيطة وسهلة، تصل إلى ملايين المصريين.
- كيف ترين مستقبل التأمين الإلكتروني في مصر؟
– منة حجازي: المستقبل بدأ بالفعل، فالتأمين الرقمي سيكون مثل الخدمات المصرفية الإلكترونية، في كل بيت وعلى كل هاتف.
فالسوق المصري يتمتع بفرص هائلة، ومع التطور التكنولوجي، سيصبح التأمين في متناول الجميع، من العامل البسيط إلى صاحب الشركة الكبرى.
نحن نعمل في صمت، لكننا نؤمن أن التغيير الحقيقي يبدأ عندما يصل التأمين إلى من يحتاجه حقًا.
- هل لدى فوري للوساطة التأمينية خطة للتوسع في تقديم خدماتها خارج مصر، أو التعاون مع منصات تكنولوجية إقليمية لتصدير نموذج التأمين الرقمي المصري؟
– حاليًا خطتنا تركز على النمو أولًا داخل مصر.
- هل تخطط الشركة لإطلاق منتجات تأمين جديدة مثل التعليم، أو التأمين على الدخل، أو على المشاريع متناهية الصغر؟
– دائمًا نطمح في تطوير منتجات مع شركات التأمين لتناسب احتياجات المصريين للتغطية التأمينية والتعويضات تصرف من خلال شركات التأمين ودورنا دائمًا مساعدة العميل في صرف التعويض واستكمال الأوراق المطلوبة.
- هل تستعدون لإطلاق منصة رقمية موحدة لإدارة وثائق التأمين إلكترونيًا؟
– الهيئة أصدرت بالفعل ترخيصًا جديدًا باسم digital insurance brokerage يسمح بعمل موقع أو تطبيق يتيح عرض منتجات شركات التأمين والإصدار إلكترونيًا لحظيًا مع الربط مع شركات التأمين، ونسعى لتجهيز الملف للتقديم على الرخصة الرقمية التي تسمح لنا بالإصدار اللحظي من خلال الربط مع شركات التأمين، والإصدار والتوزيع رقميًا من خلال رخصة وسيط تأمين رقمي.

في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها. على سبيل المثال، نستعرض أهمها في القائمة التالية:







