ممثل «چايكا» اليابانية: مولنا إنشاء المتحف المصري الكبير بـ 800 مليون دولار..ونستعد لإطلاق مشروع المركز العالمي للترميم والبحث العلمي
فينتك جيت:أميرة أحمد
مع ترقب العالم بأسره افتتاح “المتحف المصري الكبير” الحدث التاريخيّ الفريد غدا السبت؛ يتوارى خلف كواليس هذا الصرح دور هام لوكالة التعاون الدولي اليابانية “چايكا”، التي مولت إنشاء المتحف الكبير GEM من خلال دفعتين عامي 2008 و 2016 بقيمة 84.2 مليار ين ياباني (ما يعادل حوالي 800 مليون دولار)، فضلا عن التعاون الفني والعلمي والأكاديمي وكذلك الخاص بالإدارة والاستدامة، حيث تنظر اليابان إلى هذا الصرح بوصفه تتويجا للصداقة والتعاون الكبير بين البلدين.
وفي حوار اجرته وكالة انباء الشرق الأوسط مع إبيساوا يو ممثل وكالة التعاون الدولي اليابانية “چايكا” في مصر؛ كشف عن خطط الوكالة المستقبلية لمواصلة دعم مشروع المتحف المصري الكبير، معلنا عن مشروع جديد لتعزيز قدرات الهيئة المشرفة على المتحف حتى عام 2028، يشارك فيه خبراء من شركة استشارات McKinsey Japan ماكينزي اليابان.
كما كشف عن الاستعداد لإطلاق مركز المتحف المصري الكبير العالمي للترميم والبحث العلمي المزمع تنفيذه خلال الفترة من 2025 إلى 2028، بهدف جعل المتحف منصة دولية لعمليات البحث والترميم وتطوير مؤسسات التراث في مصر والمنطقة.
وأبرز إبيساوا يو تفاصيل دعم چايكا للمتحف، قائلا إن الدعم الياباني شمل مختلف مراحل المشروع بدءًا من أعمال الإنشاء والبناء، مرورًا بترميم الآثار والتجهيزات المتحفية، وصولاً إلى إعداد الكوادر البشرية وإدارة المتحف.
وأشار إلى أنه فضلا عن تنفيذ مشروع إنشاء المتحف وقاعات العرض وتطوير أنظمة تكنولوجيا المعلومات والخدمات الاستشارية، بالتعاون مع معهد ميتسوبيشي للأبحاث وشركات وخبراء يابانيين متخصصين، فإن مركز الترميم (GEM-CC) Museum Conservation Center أصبح من أكبر مراكز حفظ الآثار في المنطقة، وفيه تم توفير 2,250 فرصة تدريبية للمتخصصين المصريين بمشاركة نحو 80 خبيرًا من كبرى هيئات الحفاظ على التراث في اليابان.
ولفت إلى أن الوكالة أسهمت في تأسيس قدرات علمية ومهنية متقدمة داخل مركز الترميم خلال الفترة من يونيو 2008 إلى مارس 2016، حيث تم إنشاؤه عام 2010 بهدف ترميم القطع الأثرية من مختلف مواقع الآثار في مصر.
وبسؤاله عن أهم مشروعات التعاون الفني التي قدمتها چايكا للمساهمة في ترميم وعرض الآثار بالمتحف المصري الكبير؛ أوضح أن الوكالة دعمت مشروع ترميم مركب خوفو الثانية والذي يشمل استخراج وترميم وإعادة تجميع نحو 1,700 قطعة خشبية تحت إشراف عالم المصريات الياباني ساكوجي يوشيمورا، وبمشاركة منظمة «معها حاث مراكب الشمس»، تحت إشراف اليابان شهير البروفيسور ساكوجي يوشيمورا بحيث تُعرض كأحد أهم القطع الرئيسية بالمتحف.
وشمل التعاون أيضًا مشروع ترميم مشترك لعدد من القطع الأثرية الهامة، من بينها مقتنيات الملك توت عنخ آمون وبعض اللوحات الجدارية، وذلك بالتعاون مع جامعة طوكيو للفنون والمركز الياباني الدولي للتعاون.
كما تضمنت برامج التدريب دورات للتعامل مع القطع الأصلية والمستنسخات، وتقنيات التغليف والنقل الآمن تحت إشراف خبراء شركة Nippon Express، إضافة إلى التدريب في علوم الترميم والتحليل والفحص.
وبسؤاله عن أبرز النماذج لتقديم المساعدة من هيئة التعاون الدولي اليابانية على الصعيدين البحثي والعلمي للترميم وتعزيز المعلومات حول القطع الأثرية في المتحف المصري الكبير؛ أشار إبيساو إلى أن الأبرز هو التعاون الفني الذي قدمته اليابان في ترميم وعرض مجموعة الملك توت عنخ آمون.
وأضاف أنه انطلاقا من النجاح المحقق في المرحلة الأولى، تم إطلاق مشروع الترميم المشترك للمتحف المصري الكبير (GEM-JC) في عام 2016 وحتى مارس 2025، بهدف التعاون المباشر بين خبراء المركز المصري وخبراء يابانيين في توثيق وحفظ وترميم 72 قطعة أثرية أصلية، معظمها من مجموعة الملك توت عنخ آمون.
وقال إن هذه القطع من ثلاثة أنواع رئيسية؛ أولها القطع الخشبية وتضم ثلاثة أسرّة جنائزية وخمس عربات حربية من مجموعة الملك، حيث كشفت الفحوصات المتقدمة بالأشعة والتحليل ثلاثي الأبعاد عن تفاصيل جديدة حول تقنيات النجارة والتجميع واستخدام الخشب المنحني، إضافة إلى إثبات ارتباط المظلّة بالعربة الملكية الذهبية، بعد أن كان يعتقد سابقًا أنها قطعة منفصلة.
وأضاف أن الثاني من القطع الأثرية في هذه المجموعة هو المنسوجات الملكية؛ والتي شملت 57 قطعة نسيجية من ملابس الملك ومقتنياته، من بينها السترة، الحزام، غطاء الرأس، القفازات، الجوارب والمئزر. وتمت دراسة تقنيات النسج والزخرفة وإعادة التثبيت على حوامل عرض متحفية آمنة.
والنوع الثالث هو اللوحات الجدارية؛ حيث تم ترميم سبع مجموعات من اللوحات الجدارية من مقبرة الكاهن سنفرو إن إشت إف بدهشور من عصر الدولة القديمة.
وشمل العمل إعادة ترتيب وحدات اللوحات، واستعادة ألوانها، وكشف أساليب التلوين القديمة، لتصبح جاهزة للعرض أمام الجمهور بعد أكثر من مائة عام من اكتشافها.
وبسؤاله عما إذا كانت مهمة وكالة التعاون الدولي اليابانية “چايكا” ستنتهي بافتتاح المتحف المصري الكبير أم أنها ستقدم أيا من أنماط المساعدة التمويلية او الفنية أو الاستشارية للمساعدة في استدامة المتحف؛ قال إن چايكا ستواصل تنفيذ مشروع تنمية القدرات للإدارة والعرض المتحفي بالمتحف المصري الكبير (GEM-CD)، والذي يهدف إلى ضمان تشغيل المتحف بصورة مستقرة وفعّالة على المدى الطويل، وبما يتناسب مع مكانته كأحد أهم المتاحف العالمية، من خلال إيفاد خبراء متخصصين في الإدارة المتحفية، والتسويق والعلاقات الدولية، والخدمات الرقمية.
وأشار إلى أن المشروع يؤكد أن امتلاك مبنى ضخم ومجموعة أثرية فريدة لا يكفيان وحدهما لتحقيق تجربة متحفية متميزة، بل يتطلب الأمر منظومة تشغيل احترافية تشمل التخطيط المتكامل للعرض المتحفي، إدارة المعلومات باستخدام تكنولوجيا ICT، الأنشطة التعليمية والتواصل المجتمعي، وإدارة حركة ونقل الآثار.

 
			

 
						



