حوار| موبولا دا سيلفا الشريك في «Capria Ventures»: مصر تمتلك مقومات الريادة التكنولوجية في القارة.. و نخطط لتوسيع وجودنا في السعودية
فنتيك جيت: مصطفى عيد
فى حوار خاص وحافل بالأفكار الملهمة، تحدثت موبولا دا سيلفا، الشريكة في Capria Ventures، إلى بوابة التكنولوجيا المالية «فينتك جيت – Fintech Gate»، أن مصر تمثل اليوم أحد أهم المراكز الصاعدة للاستثمار التكنولوجي في إفريقيا، بفضل بيئتها الرقمية الناضجة وتنامي جيل من رواد الأعمال المبدعين الذين يعيدون تشكيل مشهد الابتكار في المنطقة، وأوضحت دا سيلفا أن السوق المصرية تجمع بين البنية التحتية القوية، والكوادر التقنية المؤهلة، والإصلاحات التنظيمية التي عززت ثقة المستثمرين العالميين.
كما أشارت إلى أن Capria Ventures تضع مصر في صدارة استراتيجيتها التوسعية داخل القارة، إلى جانب أسواق رئيسية مثل نيجيريا وكينيا، بهدف دعم الشركات التي توظف الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام. وتؤمن دا سيلفا بأن إفريقيا على أعتاب ثورة رقمية كبرى، تقودها حلول محلية تدمج بين الابتكار والتأثير المجتمعي، لتجعل من القارة مركزًا عالميًا للتكنولوجيا والتحول الاقتصادي في السنوات المقبلة.
وإلى نص الحوار..
حدثونا عن «Capria Ventures» ورسالتها واستراتيجيتها الاستثمارية ومكانتها في السوق الإفريقية والعالمية؟
ج: «Capria Ventures» هي شركة رأس مال جريء متخصصة في الأسواق الناشئة (الجنوب العالمي)، تستثمر في الذكاء الاصطناعي التطبيقي وتربط رواد الأعمال عبر شبكة عالمية تعاونية.
نعمل من مراكز تكنولوجية تمتد من ساو باولو إلى لاغوس وبنغالور وجاكرتا، وندير أصولًا تتجاوز 195 مليون دولار.
تركز فلسفتنا الاستثمارية على الشركات الناشئة في مراحلها المبكرة ذات المؤسسين المتميزين والنماذج القابلة للربحية. كما نعتبر الذكاء الاصطناعي التطبيقي محركًا أساسيًا للإنتاجية والشمول في الأسواق الناشئة.
وقد تم تصنيفنا المرتبة الرابعة ضمن أفضل 10 صناديق رأس مال جريء في إفريقيا لعام 2025 من قبل The African Exponent، تقديرًا لدورنا في دعم الجيل القادم من الشركات عالية النمو.
ما أبرز استثماراتكم حتى الآن؟ وما تأثيرها في الأسواق؟
ج: من أبرز استثماراتنا:
- Paymob: تبني البنية التحتية للتكنولوجيا المالية في مصر.
- Moniepoint: منصة للمدفوعات الرقمية تدعم الشمول المالي.
- SeamlessHR: أتمتة عمليات الموارد البشرية للشركات الإفريقية.
- Helium Health: أكبر مزود لتقنيات الرعاية الصحية في إفريقيا.
- MAX: شركة تنقل ذكية تدعم السائقين بمركبات منخفضة الانبعاثات.
- BFREE: منصة استرداد ديون تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتعزز الممارسات المالية الأخلاقية.
ما أبرز الإنجازات التي حققها الصندوق في الأسواق الناشئة خلال السنوات الأخيرة؟
ج: نستثمر في الجنوب العالمي منذ عام 1999 بدءًا من الهند، وتوسعنا لاحقًا إلى أمريكا اللاتينية وإفريقيا وجنوب شرق آسيا، وندير اليوم 195 مليون دولار عبر 6 صناديق.
تم تكريمنا من قبل The African Exponent وTechCabal وFinancial Times، كما اختارتنا مجلة Time ضمن أفضل صناديق رأس المال الجريء في أمريكا لعام 2025.
كما تم إدراجنا ضمن قائمة Impact Assets 50 لتسع سنوات متتالية بفضل دورنا في الاستثمار المؤثر.
ويُعد تأسيس فريق الابتكار في الذكاء الاصطناعي عام 2023 إنجازًا رئيسيًا يعزز قدراتنا التقنية ويميزنا عن باقي صناديق الاستثمار.

ما حجم محفظتكم الحالية وعدد الشركات التي استثمرتم فيها حتى الآن؟
ج: ندير ستة صناديق بإجمالي أصول تحت الإدارة تبلغ 195 مليون دولار، مع محفظة تضم أكثر من 60 شركة.
كيف توزع استثماراتكم جغرافيًا وقطاعيًا؟ وأي المجالات تتوقعون أن تزداد أهميتها مستقبلًا؟
ج: نستثمر في جميع مناطق الجنوب العالمي مع حضور قوي في إفريقيا والهند وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.
وفي إفريقيا والشرق الأوسط، تشمل محفظتنا شركات تعمل في نيجيريا ومصر وكينيا ودول مجلس التعاون الخليجي.
قطاعيًا، نركز على التكنولوجيا المالية والزراعية والتعليمية والصحية والبرمجيات المؤسسية.
ونتوقع أن تزداد حصة الشركات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في السنوات المقبلة، لأننا نؤمن بأن كل شركة ناشئة اليوم يجب أن تمتلك استراتيجية ذكاء اصطناعي واضحة.
هل يمكن أن تقدموا لنا نظرة عامة على الأسواق التي تركزون عليها حاليًا؟
ج: تعمل الشركة حاليًا في سوقين رئيسيين، هما مصر والمملكة العربية السعودية، حيث تعالج أكثر من مليون طلب سنويًا. ونخطط لتوسيع وجودنا في السوق السعودية.
لماذا اخترتم مصر كإحدى وجهات التوسع؟ ما الذي يجعل السوق المصرية جذابة مقارنة بالأسواق الإفريقية الأخرى؟
ج: تجمع مصر بين المواهب التقنية المتميزة ونظام بيئي نشط في التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي الذي يربط إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا.
كما أن الشباب المصري الرقمي الفكر واعتماد البلاد المتزايد على الذكاء الاصطناعي يجعلانها بيئة خصبة للحلول القابلة للتوسع. ومن الأمثلة البارزة على ذلك شركة Paymob، وهي إحدى شركات محفظتنا التي تعد رائدة في بناء البنية التحتية الرقمية للاقتصاد المصري.
فضلًا عن ذلك، تطور مناخ الأعمال في مصر بشكل كبير، حيث أصبح الإطار التنظيمي أكثر وضوحًا لشركات التكنولوجيا المالية والأعمال المعتمدة على البيانات مقارنة بعدة أسواق إقليمية أخرى.

كيف توازنون بين التوسع في مصر والنمو في بقية الأسواق الإفريقية؟ وهل لديكم أسواق محددة تمثل أولوية استراتيجية؟
ج: توسعنا في مصر يسير جنبًا إلى جنب مع تركيزنا على أسواق إفريقية رئيسية أخرى مثل كينيا ونيجيريا. وبصفتنا مستثمرًا في الجنوب العالمي، قمنا ببناء شبكة قوية من الشركاء في هذه الأسواق، مما يتيح لنا دعم الشركات في مجالات التوظيف وتطوير الأعمال وجذب التمويل.
نحن لا نضع سوقًا فوق أخرى، بل نتبع الرواد القادرين على التنفيذ وبناء نماذج أعمال قابلة للتوسع ذات إمكانات إقليمية واضحة.
ما القطاعات التي تراهنون عليها في مصر وإفريقيا خلال السنوات الخمس المقبلة؟ ولماذا هذه القطاعات تحديدًا؟
ج: نركز استثماراتنا في التكنولوجيا المالية (Fintech) والتكنولوجيا الزراعية (Agtech) والتكنولوجيا الصحية (Healthtech) والتوظيف الرقمي (Jobtech) والتعليم التقني (Edtech) والبرمجيات المؤسسية (B2B SaaS).
فهذه القطاعات تعالج احتياجات أساسية مثل التمويل والغذاء والصحة والتعليم والتوظيف. كما أن التحول الرقمي واعتماد الذكاء الاصطناعي يسهمان في تحسين الإنتاجية والتوسع وزيادة الشمول المالي.
ما المعايير التي تستخدمونها لتقييم الشركات الناشئة التي تستثمرون فيها؟
نستثمر في الشركات التقنية الناشئة في مراحلها الأولى في دول الجنوب العالمي، مع تركيز على المؤسسين الذين يوظفون الذكاء الاصطناعي لبناء أعمال قابلة للتوسع وخفيفة الأصول تستهدف الطبقة المتوسطة الصاعدة.
نولي اهتمامًا خاصًا بفرق القيادة القوية والاقتصاديات التشغيلية الواضحة ومسار الربحية الموثوق.
عادة نستثمر في جولات Series A/A+ بمبالغ تتراوح بين 500 ألف إلى مليون دولار، في شركات تعمل في مجالات التكنولوجيا المالية والزراعية والتعليمية والصحية والموارد البشرية.
في ظل المنافسة المتزايدة في المشهد الاستثماري الإفريقي، ما الذي يميز «Capria Ventures» عن غيرها من صناديق الاستثمار؟
ج: هناك عاملان أساسيان يميزاننا:
- الخبرة في الذكاء الاصطناعي التطبيقي: حيث يعمل فريق الابتكار لدينا مباشرة مع المؤسسين لتطوير واختبار وتنفيذ حلول الذكاء الاصطناعي في عملياتهم اليومية.
- شبكة الجنوب العالمي: نمنح مؤسسي الشركات في إفريقيا فرصة التواصل مع نظرائهم ومستثمرين من الهند وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا، مما يفتح أمامهم مسارات للتوسع والتعلم عبر القارات.
هذا المزيج من رأس المال والمعرفة والاتصال يساعد شركاتنا على النمو بسرعة وكفاءة.

من وجهة نظركم، ما أبرز التحديات التي تواجه رواد الأعمال في مصر وإفريقيا عند جذب التمويل الدولي؟ وكيف تساعدونهم على تجاوزها؟
ج: يواجه المؤسسون الأفارقة ثلاث عقبات متكررة: مخاطر السوق المتصوَّرة، وتجزئة الأطر التنظيمية، وقلة الظهور أمام المستثمرين الدوليين.
ورغم تحسن الأساسيات، إلا أن الفجوة التمويلية غالبًا ما تنشأ من قلة المعرفة وليس قلة الفرص.
نقوم بسد هذه الفجوة من خلال بناء الثقة المؤسسية مبكرًا، فنساعد المؤسسين على تطوير الحوكمة والانضباط في التقارير والتواصل مع المستثمرين. كما نعمل على تنسيق الجولات التمويلية عبر شبكة مستثمرينا العالميين في الهند وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية، مما يعزز فرصهم في الحصول على تمويل بشروط أفضل.
هل تخططون للتعاون مع شركاء محليين في مصر مثل الجهات الحكومية أو الجامعات أو الحاضنات لدعم الشركات التي تمولونها؟
ج: نعم، نحن نعمل مع شبكة قوية من الشركاء المحليين في مصر، تضم خبراء قطاعيين وشركات ومستثمرين محليين.
هذه ليست شراكات رسمية بل علاقات طويلة الأمد نشأت من خبرتنا الاستثمارية في السوق المصرية، خاصة عبر استثماراتنا في Global Ventures وPaymob.
وتساعد هذه العلاقات شركات محفظتنا في التوظيف وتطوير الأعمال وجذب الاستثمارات متى ما دعت الحاجة.
بخلاف التمويل، كيف تدعمون الشركات التابعة لكم في السوق المصرية والإفريقية؟
ج: نحن لا نكتفي بتقديم رأس المال، بل نقدم دعمًا عمليًا مباشرًا في مجالات تطوير الأعمال والتوظيف وجمع التمويل والتوسع عبر الحدود.
يستفيد مؤسسو الشركات من شبكة شركائنا المحليين والمستثمرين المشاركين في مصر وكينيا ونيجيريا وبقية دول الجنوب العالمي، مما يسهل الوصول إلى الأسواق والعملاء.
كما نمنحهم إمكانية التواصل مع شبكة من أكثر من 360 شركة في نظامنا الاستثماري، لتبادل الخبرات وبناء الشراكات.
ويشكل فريق الابتكار في الذكاء الاصطناعي عنصرًا فريدًا لدينا، إذ يعمل بشكل مباشر مع الشركات لتطوير واختبار الحلول التقنية التي تحسن الأداء وتقلل التكاليف وتعزز القدرة التنافسية.
ما رؤيتكم طويلة المدى لحضور «Capria Ventures» في مصر وإفريقيا؟
ج: رؤيتنا طويلة المدى هي تحويل إفريقيا إلى مركز عالمي للابتكار التطبيقي في الذكاء الاصطناعي، مع جعل مصر سوقًا محورية في هذا المسار.
نطمح إلى رؤية الشركات الإفريقية لا تحقق النجاح محليًا فقط، بل تُصدّر التكنولوجيا والمواهب للعالم.
ونقيس نجاحنا ليس فقط بالعائد المالي، بل بمدى ذكاء وسرعة وشمول الاقتصاد الرقمي الإفريقي الذي نساعد في بنائه.








