رئيس مجلس إدارة«Homeberry» : «البلوكشين» و«التوكينايز» سيعيدان تشكيل مستقبل الاقتصاد والملكية العقارية
فينتك جيت:ريهام علي
أكد محمد علوي، رئيس مجلس إدارة شركة “هومبيري” (Homeberry) ومؤسس منصة “كوكب” (Kawkab)، أن العالم يعيش حاليًا مرحلة غير مسبوقة من التحول الرقمي العميق، تقودها ثورة “التوكينيزيشن” (Tokenization) وتقنيات البلوكشين (Blockchain)، التي ستغيّر بالكامل طريقة تعامل الأفراد والمؤسسات مع مفهوم “الملكية” وإدارة الأصول المادية.
وقال علوي، خلال مشاركته في إحدى جلسات قمة رايز أب حول مستقبل التكنولوجيا العقارية (PropTech Egypt)، إن العالم يتجه نحو عصر جديد ستصبح فيه كل الأصول — من العقارات إلى الفنون والمقتنيات الشخصية — أصولًا رقمية قابلة للتداول.
وأضاف أن العالم يسير نحو توكينايز كل شيء.. من العقار إلى السيارة إلى العمل الفني،وقريبًا ستجد أن سيارتك وساعتك وحتى عقارك أصبحت رموزًا رقمية يمكن بيعها أو تداولها بسهولة عبر شبكات لا مركزية. نحن نتجه إلى اقتصاد بلا وسطاء.”
وأضاف أن مفهوم الوسيط (Middleman) في المعاملات المالية والعقارية بدأ يختفي تدريجيًا مع توسّع تطبيقات العقود الذكية (Smart Contracts)، مشيرًا إلى أن الجيل القادم من الأنظمة المالية والعقارية سيكون مبنيًا بالكامل على الشفافية واللامركزية.
وتابع علوي ما كنا نعرفه كعقود ورقية أو معاملات نقدية تقليدية سينتهي تدريجيًا،كل شيء سيصبح رقمياً ومؤمناً على شبكات موزعة. هذا هو الاتجاه العالمي الجديد الذي يعيد تشكيل الاقتصاد.”
الذكاء الاصطناعي محرك الثورة الجديدة
وشدد علوي على أن الذكاء الاصطناعي هو المحرك الحقيقي لهذه الثورة، معتبرًا أن الجمع بين الذكاء الاصطناعي والبلوكشين سيخلق منظومة مالية واقتصادية أكثر كفاءة وشفافية منوها بأن التوكينيزيشن ستصبح القاعدة في إدارة الأصول وليس الاستثناء.
وأضاف اليوم كبرى الصناديق العالمية تدرس بالفعل كيفية تحويل كل أصل مادي إلى أصل رقمي قابل للتداول،حتى الولايات المتحدة بدأت تضع الأطر القانونية لتسريع دمج البلوكشين والعملات المشفرة داخل نظامها المالي الرسمي.”
وأشار علوي إلى أن التحول نحو اللامركزية لا يتعلق بالتكنولوجيا فحسب، بل بعقلية جديدة تضع الملكية المباشرة والشفافية والثقة الرقمية في صميم كل معاملة اقتصادية، مؤكدًا أن الجيل القادم من الأسواق العقارية سيُدار بالكامل عبر البيانات والرموز الذكية.
السوق العقاري المصري بحاجة إلى إعادة تعريف مفهوم العائد
وانتقل علوي للحديث عن السوق المصري، مؤكدًا أن القطاع العقاري المحلي يمرّ بمرحلة من الإرهاق البنيوي، ليس فقط على مستوى المبيعات أو التمويل، وإنما في غياب الرؤية الاستثمارية طويلة المدى مشيرا إلى أن أي سوق عقاري حقيقي يُقاس بعوائده الإيجارية (Rental Yield) وليس فقط بسعر الوحدة،وعندما يُختزل السوق في البيع النقدي المباشر يفقد العقار قيمته كأصل استثماري ويصبح مجرد سلعة.”
وأشار إلى أن السوق بحاجة إلى التحول من ثقافة البيع السريع إلى ثقافة الاستثمار المستدام، ومن التركيز على التسويق القصير الأجل إلى بناء نظم متكاملة لإدارة الأصول. وأضاف أن التكنولوجيا أصبحت أداة بقاء لا رفاهية، خاصة في ظل ارتفاع التكاليف وتغير أنماط الطلب لدى العملاء.
“السوق يعيش عافية مؤقتة”.. وتصحيح قادم بين 2026 و2027
ووصف علوي الحالة الراهنة للسوق العقاري المصري بأنها “عافية مؤقتة” ناتجة عن سلوك دفاعي من الأفراد والمستثمرين، لا عن قوة حقيقية في السوق منوها بأن الإقبال الحالي على شراء العقارات في مصر لا يعكس قوة حقيقية في السوق، بقدر ما يعكس سلوكًا دفاعيًا من الأفراد الراغبين في حماية مدخراتهم.
وأوضح أن هذا النشاط الظاهري ليس نموًا مستدامًا، بل رد فعل لأزمة اقتصادية مؤقتة، متوقعًا أن يشهد السوق مرحلة تصحيح تدريجي خلال الأعوام المقبلة مضيفا أن 2025 ستكون نشطة نسبيًا، 2026 أكثر صعوبة، أما 2027 فستشهد بداية التصحيح الحقيقي للسوق العقاري المصري.”
المطور أصبح بنكًا.. والتحدي القادم هو التكنولوجيا
وأشار علوي إلى أن المطورين العقاريين أصبحوا اليوم يؤدون دور البنوك عبر خطط التقسيط الطويلة الأجل التي تمثل في جوهرها تمويلًا عقاريًا مباشرًا للمشترين، مؤكدًا أن هذا النموذج غير قابل للاستمرار على المدى الطويل و هذه الظاهرة غيّرت طبيعة السوق العقاري وتحتاج إلى إعادة تقييم شاملة.”
وأكد أن المرحلة القادمة ستتطلب من المطورين فهمًا أعمق للتكنولوجيا العقارية (PropTech)، وتبني أنظمة إدارة رقمية قادرة على خفض التكاليف وتحسين تجربة العملاء.
دعوة لرفع الوعي التكنولوجي في السوق المصري
وشدد علوي على ضرورة قيام المطورين العقارين بتعميق الوعي التقني والانتقال من التفكير التقليدي إلى الحلول الرقمية الذكية، مؤكدًا أن مصر لا تزال في بدايات مسار التحول مقارنة بالأسواق الإقليمية والعالمية.
اقرا ايضا:
«روبوجاردن مصر» و «شغلني» تطلقان شراكة استراتيجية لتمكين شباب الصعيد بمهارات رقمية وفرص عمل حقيقية
رغم مخاوف «الفقاعة».. الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي يتجاوز تريليوني دولار في 2026
مبيعات «السندات العالمية» تلامس 6 تريليونات دولار بدعم من شركات الذكاء الاصطناعي







