«بنك مصر»: التعاون مع شركات التكنولوجيا المالية أصبح محورًا استراتيجيًا لتطوير الخدمات المصرفية

فينتك جيت: ريهام علي

صرّح معتز مطاوع، رئيس قطاع التجزئة المصرفية والمدفوعات الرقمية ببنك مصر، بأن البنك أصبح من أكثر المؤسسات المصرفية انفتاحًا على التعاون مع شركات التكنولوجيا المالية (FinTech)، مؤكدًا أن هذا التوجّه لم يعد خيارًا بل أصبح محورًا استراتيجيًا لتطوير الخدمات المصرفية وتعزيز الابتكار داخل القطاع.

بدايات التعاون

وجاءت تصريحات مطاوع خلال مشاركته في جلسة
«البيئات الرقابية التجريبية والتوفيق بين الشركاء… مساران متكاملان لابتكار المستقبل في مصر»
التي أدارتها د. رشا نجم، مساعد نائب محافظ البنك المركزي المصري، ضمن فعاليات المؤتمر.

وأوضح مطاوع أن البنوك، قبل نحو أربع أو خمس سنوات فقط، كانت تقدّم منتجات متقاربة وتعتمد على انتظار العميل داخل الفروع، دون وجود مبادرة حقيقية للوصول إليه.
وقال: فجأة ظهرت شركات التكنولوجيا المالية بأفكار مبتكرة ونماذج أعمال جديدة غير تقليدية، وبدأت في الوصول إلى العميل مباشرة. عندها أدركنا أن التعاون مع الفينتيك ليس رفاهية، بل ضرورة استراتيجية لمستقبل القطاع.”

التحديات الداخلية والرقابية

وأشار إلى أن بنك مصر كان من أوائل البنوك التي قررت العمل جنبًا إلى جنب مع شركات التكنولوجيا المالية بدلًا من مواجهتها أو اعتبارها منافسًا. وهو ما انعكس في عدد من الشراكات والمشروعات التي نفذها البنك مع شركات FinTech خلال السنوات الماضية.

وأكد مطاوع أن مرحلة البدايات لم تكن خالية من التحديات. حيث واجه الطرفان صعوبات في الاتفاق على المفاهيم الأساسية. كما وآليات العمل المشترك، وكيفية عرض نماذج الأعمال الجديدة على البنك المركزي والجهات الرقابية بطريقة واضحة ومطمئنة للقطاع.

كما أضاف في تلك الفترة لعب البنك المركزي المصري دورًا كبيرًا ومحوريًا. فقد استثمر وقتًا وجهدًا ضخمًا لدعم البنوك وبالأخص بنك مصرليس فقط في كيفية إعداد الملفات الرقابية. بل في فهم فلسفة الابتكار ولماذا نحتاج إلى هذه الحلول. هذا الفهم العميق سهّل تعاملنا مع الشركات التالية التي بدأت التعاون معنا.”

أهمية البيئة الرقابية التجريبية

وتطرّق مطاوع إلى التحديات الداخلية بالبنوك عند العمل مع شركات الفينتيك. كما مؤكدًا أن الأمر لا يقتصر على المتطلبات الرقابية، بل على قدرة البنوك نفسها على التكيف مع بيئات عمل تعتمد على السرعة والتجربة المستمرة.
وقال التحدي داخلي بالدرجة الأولى. إدارات الالتزام والمخاطر داخل البنك تحتاج إلى فهم طبيعة الفينتيك التي تتحرك بسرعة وتكسر الأنماط التقليدية. دورنا هو إيجاد التوازن بين الابتكار والالتزام، بحيث نحافظ على الأمان دون تعطيل التطور.”

 

كما أشاد مطاوع بأهمية البيئة الرقابية التجريبية (Regulatory Sandbox). معتبرًا إياها أداة فعّالة تساعد البنوك والفينتيك معًا على اختبار نماذج أعمال جديدة داخل إطار رقابي آمن يحمي العملاء والمؤسسات.

وأكد معتز مطاوع أن مستقبل القطاع المالي في مصر سيشهد اندماجًا أكبر بين البنوك وشركات التكنولوجيا المالية. كما مشددًا على أن المؤسسات القادرة على إقامة شراكات ناضجة ومرنة مع الفينتيك ستكون الأكثر قدرة على المنافسة والنمو خلال السنوات المقبلة.

في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها: