«بنك SAIB»: التعاون مع الشركات الناشئة المحلية في الذكاء الاصطناعي حقق نتائج تفوق الحلول العالمية

فينتك جيت: ريهام علي

صرّحت سمر رفعت، رئيس قطاع التكنولوجيا المالية وشراكات الشركات الناشئة ببنك SAIB، بأن قرار البنك بالتعاون مع شركة ناشئة مصرية تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي لم يكن مجرّد تجربة أو خطوة عابرة، بل جاء استجابة لاحتياج فعلي داخل البنك، ورغبة في تبنّي حلول أكثر تطورًا ومرونة لمواجهة تحديات القطاع المصرفي الحديث.
جاء ذلك خلال مشاركتها في جلسة البيئات الرقابية التجريبية والتوفيق بين الشركاء… مساران متكاملان لابتكار المستقبل في مصر.

تحديات التحوّل

وقالت رفعت إن القرار أثار في بدايته مجموعة من التساؤلات داخل البنك. من بينها لماذا لا يتم تطوير الحل داخليًا؟ ولماذا لا يتم التعاقد مع شركة عالمية كبرى كما هو متعارف عليه في المؤسسات المصرفية؟
وأضافت أن التجارب العملية داخل البنك أثبتت أن الشركات الناشئة المحلية تمتلك قدرات تقنية متقدمة وفهمًا أعمق لخصوصية السوق المصري واحتياجاته الفعلية.

 

وأوضحت أن الشرارة الأولى لبدء المشروع جاءت من وجود تحديات واضحة في محفظة القروض بالبنك، مما استدعى وجود نظام أكثر تطورًا لرصد ومتابعة مؤشرات الأداء، وعلى رأسها:

نسب القروض المتعثرة NPLs

المخصصات الائتمانية ACLs

أنماط وسلوك المحافظ الائتمانية والـ Behavior Patterns

وفي هذا السياق قالت “بدأنا نبحث عن حل أو نموذج يمكن البناء عليه. ثم لجأنا إلى فريق الـ Matchmaking الداخلي الذي رشّح شركة Synapse Analytics، ومن هنا بدأت مرحلة التعاون الفعلي.”

 

وكشفت رفعت أن دخول شركة ناشئة إلى هذا المسار لم يكن خاليًا من التحديات، بل واجه مقاومة داخلية طبيعية. إذ فضّل بعض الإدارات الاعتماد على Vendor عالمي كبير لضمان الجاهزية والاعتمادية. كما أشارت إلى أن البنك قام بالفعل بالحصول على عروض مفصلة من شركات متعددة الجنسيات.

نتائج وتوسّع عالمي

لكن النتائج كانت مختلفة، حيث أوضحت:
“اكتشفنا أن الشركة المحلية تقدم حلولًا مكافئة بل ومتفوّقة في بعض الجوانب، إلى جانب قدرتها على فهم سوقنا الداخلي وتقديم حلول مصممة خصيصًا لمشكلتنا.”

 

وأكّدت رفعت أن التعاون مع Synapse Analytics كان بمثابة نقطة تحوّل ثقافية داخل البنك. إذ ساعدت النتائج الأولية للـ POC في تغيير قناعات العديد من الإدارات الداخلية، وعلى رأسها إدارة المخاطر. التي بدأت ترى في هذه الحلول الذكية قدرة حقيقية على تحسين دقة التقييم والقدرة على اتخاذ القرار. خصوصًا في مجالات مثل كشف الاحتيال Fraud Monitoring تماشيًا مع تعليمات البنك المركزي المصري.

رؤية مستقبلية

وقالت “البنك، بحكم طبيعته، مُثقل بالمعايير واللوائح التشغيلية، ولا يستطيع تخصيص طاقة كبيرة لتطوير حلول خارج صميم عمله. أما الشركات الناشئة. فكل تركيزها مُنصب على تطوير حل واحد محدد، ما يجعلها أكثر سرعة ومرونة وكفاءة.”

وكشفت رفعت عن جانب مهم في التجربة، مؤكدة أن نجاح الحل داخل بنك SAIB أسهم في رفع مستوى نضج المنتج محليًا، وفتح الباب أمام انتشاره دوليًا:

 

“الحلول التي بدأ تطويرها من داخل مصر تُستخدم اليوم في أكثر من 6 أسواق دولية. من بينها المكسيك والسعودية والعراق ودول أوروبية. وهذا يثبت أن التعاون بين البنوك والشركات الناشئة قادر على إنتاج حلول عالمية المستوى.”

 

وأكدت رفعت على أن هذه التجربة أصبحت نموذجًا حقيقيًا لأهمية التكامل بين المؤسسات المصرفية والشركات الناشئة، مشيرة إلى أن المرحلة القادمة ستشهد توسعًا أكبر في هذا النوع من الشراكات. كما باعتبارها الطريق الأكثر فعالية لتعزيز الابتكار ودفع القطاع المالي نحو مستقبل قائم على الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي الكامل.

في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها: