«بوب مومغارد» الرئيس التنفيذي لـ«كومنولث فيوجن سيستمز» الأمريكية في حوار مع «FinTech Gate»: الذكاء الاصطناعي يدعم تطوير تقنيات الاندماج ويسرع الوصول للطاقة النظيفة

بواسطة Fintech Gate في نوفمبر 17, 2025

– جمعنا 3 مليارات دولار من رأس المال تعادل ثلث استثمارات شركات الاندماج عالمياً
– صناديق الثروة السيادية شريك استراتيجي محوري لشركات التكنولوجيا العميقة
– نتبنّى أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات المتقدمة لدعم تطوير تقنيات الاندماج

حوار: محمد بدوي
في وقت يشهد فيه العالم تسارعاً غير مسبوق نحو حلول الطاقة النظيفة وتطوير التقنيات القادرة على إعادة تشكيل مستقبل الصناعة والاقتصاد، تبرز تكنولوجيا الاندماج النووي كأحد أكثر المجالات الواعدة التي قد تغيّر قواعد اللعبة بالكامل. وفي هذا السياق، تسعى شركة كومنولث فيوجن سيستمز (CFS) الأمريكية إلى قيادة هذه الثورة العلمية، معتمدة على أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي والهندسة المتقدمة لتسريع الوصول إلى طاقة آمنة، مستدامة، وخالية من الانبعاثات.
وفي حوار خاص مع “بوابة التكنولوجيا المالية – “FinTech Gate، كشف بوب مومغارد، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة، عن ملامح استراتيجية الشركة العالمية، موضحاً كيف ساعدت تحليلات البيانات المتقدمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي—ومن ضمنها التعاون مع “جوجل ديب مايند”—في تطوير فهم أعمق لفيزياء البلازما وتحسين أداء أنظمة الاندماج.
وأكد مومغارد أن الشركة جمعت حتى الآن نحو 3 مليارات دولار من رأس المال، وهو ما يعادل ثلث الاستثمارات الخاصة في شركات الاندماج عالمياً، الأمر الذي يعكس ثقة المستثمرين بقدرات الشركة وريادتها التقنية، مشيراً إلى الدور المحوري لصناديق الثروة السيادية في دعم شركات التكنولوجيا العميقة، معتبراً إياها شركاء طبيعيين لهذا النوع من الابتكار طويل المدى.

*كيف تستخدم شركة كومنولث فيوجن سيستمز الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات لتطوير تكنولوجيا الاندماج؟

تتبنّى شركة كومنولث فيوجن سيستم، أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات المتقدمة لدعم تطوير تقنيات الاندماج وتسريع الوصول إلى الطاقة النظيفة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك الشراكة مع “جوجل ديب مايند” التي أُعلن عنها مؤخراً في شهر أكتوبر، والتي تُمكّن الباحثين من محاكاة فيزياء البلازما – وهي السحابة فائقة السخونة من الجسيمات المشحونة التي تُعد الوقود الأساسي لعملية الاندماج.

ويهدف هذا التعاون إلى ابتكار طرق جديدة لتحسين أداء وتشغيل جهاز الاندماج SPARC التابع للشركة في مقرّها الرئيسي بمدينة ديفينز في ولاية ماساتشوستس، بما يُسهم في تعزيز كفاءة التجارب وتسريع الوصول إلى حلول طاقة مستدامة وآمنة.

*هل يمكن وصف شركة كومنولث فيوجن سيستمز بأنها شركة “تكنولوجيا عميقة” من منظور استثماري؟ وكيف تختلف عن شركات الطاقة التقليدية؟

-تُعتبر كومنولث فيوجن سيستمز نموذجاً رائداً لشركات التكنولوجيا العميقة، إذ تقوم على البحث العلمي والهندسة المتقدمة لتطوير حلول طاقة جديدة بالكامل، وليس مجرد تحسين التقنيات القائمة. فهي لا تنتج الطاقة من موارد يجب استخراجها واستهلاكها، بل من تقنية يمكن تطويرها وتوسيع نطاقها لتوليد طاقة نظيفة على المدى الطويل.
يتميّز الاندماج بكونه مصدراً مستقراً وآمناً للطاقة، ينتج حرارة يمكن استخدامها في العمليات الصناعية أو تحويلها إلى كهرباء، وقابلاً للتحكم في إنتاجه صعوداً وهبوطاً مثل الفحم أو الغاز، ولكن من دون أي انبعاثات كربونية. كما أنه آمن بطبيعته وصغير الحجم، ويمكن إنشاؤه في أي مكان تقريباً، باستخدام وقود وفير لا يتطلب سوى كميات ضئيلة.
بهذا المعنى، لا تُعد كومنولث فيوجن سيستمز شركة طاقة تقليدية، بل شركة تكنولوجية تسعى إلى إعادة تعريف الطريقة التي يُولَّد بها الطاقة عالمياً من خلال الابتكار العميق والاعتماد على العلم كركيزة للنمو المستدام.

*ما هو مستوى الاهتمام الذي تلمسونه من المستثمرين العالميين بقطاع طاقة الاندماج اليوم؟

-يشهد قطاع طاقة الاندماج اهتماماً متزايداً من قبل المستثمرين العالميين الذين يدركون حجم التحول الذي تمثله هذه الفئة الجديدة من تقنيات الطاقة التي نعمل على تطويرها. فقد نجحت شركة كومنولث فيوجن سيستمز في جمع ما يقارب 3 مليارات دولار أمريكي من رأس المال حتى الآن، أي ما يُعادل نحو ثلث إجمالي الاستثمارات الخاصة في شركات الاندماج على مستوى العالم، وهو ما يعكس ثقة المستثمرين بقدرتنا التقنية وريادتنا في هذا المجال.
ومع جولة التمويل الأخيرة في أغسطس، وسّعت الشركة حضورها العالمي من خلال انضمام مستثمرين دوليين بارزين من قطاعات متنوعة، من بينهم مورغان ستانلي، وذراعا الاستثمار في NVIDIA، وجوجل، وبنك FFA الخاص (دبي)، وهو ما يؤكد أن طاقة الاندماج أصبحت اليوم محوراً استثمارياً استراتيجياً يجذب المؤسسات المالية الكبرى الباحثة عن حلول مستدامة وعالية الأثر في مستقبل الطاقة.

*ما دور الشراكات بين القطاعين العام والخاص في تسريع نموكم؟

-تلعب الشراكات بين القطاعين العام والخاص دوراً محورياً في تسريع نمو شركة كومنولث فيوجن سيستمز وتوسيع نطاق تطبيق تقنيات الطاقة الجديدة. فهي لا تقتصر على توفير رأس المال أو الوضوح التنظيمي فحسب، بل تعكس أيضاً التزاماً استراتيجياً وطموحاً طويل الأمد تجاه تطوير السوق.
وفي دولة الإمارات، يُعدّ التعاون الوثيق بين القطاع الصناعي والحكومة والمؤسسات الأكاديمية نموذجاً رائداً في تعزيز الابتكار وتوسيع نطاق تقنيات الطاقة النظيفة مثل الاندماج، مما يجعل هذه الشراكات عنصراً أساسياً في تسريع التقدم نحو تحقيق أهداف الاستدامة الإقليمية والعالمية.

*كيف تنظرون إلى إمكانية جذب استثمارات من صناديق الثروة السيادية الإقليمية مثل مبادلة أو صندوق الاستثمارات العامة السعودي؟

-تُعد صناديق الثروة السيادية من الشركاء الاستراتيجيين المثاليين لشركات التكنولوجيا العميقة مثل شركتنا، نظراً لما تتميز به من رؤية طويلة المدى ونهج استثماري قائم على الابتكار والتأثير الإيجابي العالمي.
وتتمتع الصناديق السيادية في المنطقة، مثل مبادلة وصندوق الاستثمارات العامة السعودي، بسجل حافل في دعم التكنولوجيا المتقدمة والاستثمارات المستدامة التي تُسهم في بناء اقتصاد قائم على المعرفة، وهو ما يجعلها شركاء طبيعيين في مسيرة تطوير ونشر تكنولوجيا طاقة الاندماج التي تمثل مستقبل الطاقة النظيفة عالمياً.

*كيف ترون دور دولة الإمارات في دعم وتطوير مشاريع الطاقة المتقدمة، وما الذي يجعلها بيئة مثالية لتقنيات الاندماج؟

-أصبحت دولة الإمارات نموذجاً عالمياً في تنفيذ المشاريع الكبرى في قطاع الطاقة المتقدمة، وذلك بفضل سجلها الحافل في إدارة المشاريع المعقدة وتطوير الحلول المبتكرة. وأوضح ممثل الشركة أن هذا النجاح يمكّن الإمارات من تقليل المخاطر التقنية للاستثمارات الجديدة في المنطقة، إلى جانب دورها الريادي في تسريع ونشر مشاريع الطاقة المتقدمة وتوفير نموذج عملي لتطبيقها، مستفيدة من الخبرات المكتسبة ووفورات الحجم.
وأشار مومغارد إلى أن قدرة الإمارات على جذب الشركات العالمية والمواهب المتخصصة تسهم في خلق فرص إقليمية لنقل المعرفة وبناء القدرات، ما يتيح للدول المجاورة المشاركة في منظومة الطاقة الاندماجية المستقبلية والاستفادة من النتائج الاقتصادية والتقنية المترتبة عليها.

*ما حجم الفرص المتاحة للتعاون بين كومنولث فيوجن سيستمز والقطاع الخاص في الإمارات؟

-هناك فرصاً واسعة للتعاون بين كومنولث فيوجن سيستمز والقطاعين الصناعي والخاص في الإمارات، مشيراً إلى أن الاندماج يمثل المصدر الأمثل للطاقة النظيفة، إذ يوفر طاقة أساسية شبه غير محدودة وخالية من الانبعاثات، بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الظروف المناخية. وأوضح أن هذا الواقع يتماشى تماماً مع استراتيجية دولة الإمارات للطاقة، حيث يمكن لتكنولوجيا الاندماج أن تقدم مصدراً للطاقة قابلاً للتوسع وموثوقاً ومستداماً، يسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف إزالة الكربون عبر مختلف القطاعات الاقتصادية.
أن القدرة المذهلة لهذه التقنية على إنتاج كلٍ من الكهرباء والحرارة تجعلها مثالية لدعم العمليات الصناعية وتحلية المياه، بما يعزز من ريادة الإمارات في مجال الطاقة النظيفة والتقنيات المتقدمة، ويفتح الباب أمام مشاريع شراكات صناعية مبتكرة داخل الدولة.

*كيف يمكن لتقنية الاندماج أن تعيد تعريف أسواق الطاقة عالمياً، وما هو الدور الذي تتوقعه كومنولث فيوجن سيستمز في هذا التحول؟

-ترى كومنولث فيوجن سيستمز أن الاندماج سيُعيد تعريف الطريقة التي تُنتج بها الطاقة عالمياً، من الاعتماد على موارد طبيعية محدودة يجب استخراجها واستهلاكها، إلى الاعتماد على تكنولوجيا قابلة للبناء والتوسع. وأوضح بوب مومغارد أن الاندماج يمثل أحد الركائز الأساسية لمرحلة التحول في الطاقة، حيث يمكن لموارد طبيعية وفيرة مثل الملح والماء والهواء، عند دمجها مع محطات الطاقة الاندماجية المتقدمة من طراز” CFS ARC”، أن توفر الطاقة والوقود اللازمين لكامل العمليات الصناعية مستقبلاً.
هذا التحول الجذري في نموذج إنتاج الطاقة — من مورد محدود إلى تقنية تتوسع هندسياً — هو ما يدفع أكبر المستثمرين العالميين إلى دعم كومنولث فيوجن سيستمز، التي جمعت حتى الآن ما يقارب 3 مليارات دولار أمريكي من رأس المال، وهو أكبر حجم تمويل تحققه أي شركة في هذا القطاع عالمياً، مما يعكس ثقة واضحة في قدرتها على قيادة الثورة المقبلة في مجال الطاقة النظيفة.