فينتك جيت: منار أسامة
يكشف تقرير جديد صادر عن وكالة الطاقة الدولية عن تحول كبير في خريطة الاقتصاد العالمي، بعدما توقّع أن يصل الإنفاق على مراكز البيانات خلال العام الحالي إلى نحو 580 مليار دولار، متجاوزًا للمرة الأولى حجم الاستثمارات المخصصة للبحث عن موارد نفط جديدة. هذا الفارق يعكس بوضوح مدى الصعود السريع لمراكز البيانات، خصوصًا تلك المشغّلة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي أصبحت اليوم منافسًا مباشرًا للصناعات التقليدية.
الضغط على الشبكات
وبحسب نقاش تناولته حلقة من بودكاست “Equity”، فإن موجة التوسع في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي تفرض ضغطًا متزايدًا على شبكات الكهرباء حول العالم، إذ يُتوقع أن يأتي نصف الطلب الإضافي من الولايات المتحدة وحدها، فيما تتوزع البقية على الصين وأوروبا.
ورغم القلق المتزايد بشأن استهلاك الطاقة، يشير مختصون إلى أن الطاقة الشمسية تُعد الخيار الأسهل والأقل تكلفة لمواجهة هذا العطش المتنامي للكهرباء، خاصة للشركات التي ترغب في تشغيل منشآتها بعيدًا عن تعقيدات الربط بالشبكات التقليدية، ما يفتح المجال أمام حلول مبتكرة وشركات ناشئة تعمل على تصميم مراكز بيانات أكثر كفاءة.
الإنفاق الكبير
وتظهر الأرقام حجم السباق المحموم لبناء مراكز بيانات ضخمة، إذ تخطط شركات كبرى لإنفاق استثمارات غير مسبوقة، تتصدرها “OpenAI” بنحو 1.4 تريليون دولار، تليها “ميتا” بـ600 مليار دولار، ثم “أنثروبيك” بخطة تبلغ 50 مليار دولار. هذا الإنفاق الهائل يثير تساؤلات حول قدرة الشركات على التمويل دون دعم حكومي إضافي، خصوصًا في ظل النقاش الدائر حول توسيع الحوافز الضريبية داخل قانون الرقائق الأميركي.
كما يشير التقرير إلى حلول مبتكرة تخفّف الضغط على شبكات الكهرباء، من بينها مشروع يعتمد على بطاريات السيارات الكهربائية المستخدمة لإنشاء شبكات طاقة صغيرة قادرة على تزويد مراكز البيانات بالطاقة المستقرة خلال فترات الذروة.
تأثير على المدن
ويرى الخبراء أن هذا التوسع سيترك أثرًا واضحًا على شكل المدن والضواحي خلال السنوات المقبلة. في ظل معدلات البناء الهائلة التي قد تتجاوز قدرة بعض الشركات على التنفيذ الفعلي. ليصبح مستقبل الذكاء الاصطناعي مرتبطًا بالبنية التحتية للطاقة بقدر ارتباطه بالتطوير البرمجي.
في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها:







