«جامعة كاليفورنيا» تطور نظام ذكي يقرأ الإيماءات البشرية بدقة عالية في أصعب الظروف دون التأثر بالضجيج

فينتك جيت: منار أسامة

طوّر فريق من المهندسين في جامعة كاليفورنيا سان دييجو نظاماً جديداً قابلاً للارتداء قادرًا على قراءة الإيماءات البشرية بدقة غير مسبوقة، مما يتيح للمستخدم التحكم بالروبوتات حتى أثناء الجري أو داخل مركبات تهتز أو في بيئات بحرية مضطربة. ويعالج هذا الابتكار واحدة من أعقد مشكلات أنظمة الإيماءات التقليدية، وهي التشويش الناتج عن الحركة الشديدة.

مجسات ناعمة قابلة للتمدد

النظام الجديد يجمع بين مجسات ناعمة قابلة للتمدد ونموذج ذكاء اصطناعي متطور قادر على تنقية البيانات لحظياً. كما يضمن قراءة واضحة لحركة الذراع حتى عندما يكون المستخدم في وضع شديد الاضطراب. وبحسب تقرير نشره موقع “interestingengineering”، فإن التقنية الجديدة تمثل نقلة نوعية في واجهات التواصل بين الإنسان والآلة. حيث تتفوق على الأنظمة الحالية التي غالباً ما تنهار تحت تأثير الضجيج الحركي.

شيانغجون تشن

كما قال الباحث المشارك شيانغجون تشن إن الأنظمة المتوفرة حالياً تعمل بكفاءة فقط عند سكون المستخدم. بينما يقدم النظام الجديد أداءً مستقراً في مختلف الظروف. الأمر الذي يمهد لاستخدامات واسعة في مجالات عديدة. فقد يسمح للأفراد في برامج إعادة التأهيل بالتحكم بمعدات مساعدة دون الحاجة إلى حركات دقيقة. كما يمكن عمال الإنقاذ من تشغيل معدات روبوتية دون استخدام اليدين. ويتيح للغواصين إصدار أوامر تحت الماء رغم التيارات القوية. كما إضافة إلى تطوير أجهزة ذكية يمكن استخدامها أثناء الحركة والتمارين اليومية.

 

ويعتمد الجهاز على رقعة إلكترونية مرنة تثبت على الذراع، تضم مجسات للحركة والعضلات. ومعالجاً صغيراً مزوداً بتقنية البلوتوث، إلى جانب بطارية قابلة للتمدد. وتعمل هذه الرقعة على إرسال الإشارات مباشرة إلى نموذج الذكاء الاصطناعي الذي يحدد الإيماءة المقصودة بدقة عالية.

خضع الباحثون المشاركين

ولاختبار فاعلية التقنية، أخضع الباحثون المشاركين لتجارب قاسية شملت التحكم بذراع روبوتية أثناء الركض. والتعرض لاهتزازات عالية، ومحاكاة ظروف المحيط داخل منشأة متخصصة. ورغم ذلك. كما حافظ النظام على مستوى أداء ثابت وزمن استجابة منخفض. ما يعكس قدرته على التكيف مع البيئات الأكثر تعقيداً.

 

ويؤكد الفريق البحثي أن الفكرة بدأت من احتياج الغواصين العسكريين لوسيلة للتحكم تحت الماء. قبل أن يتضح أن مشكلة الضجيج الحركي تؤثر على معظم التقنيات القابلة للارتداء. ويشير تشن إلى أن هذا الابتكار قد يفتح الباب أمام جيل جديد من أجهزة الإيماءات التي تتعلم من المستخدم وتتكيف مع طبيعة حركته. كما يعزز مستقبل التفاعل بين البشر والروبوتات بشكل غير مسبوق.

في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها: