فينتك جيت: ريهام علي
أكدت الدكتورة دينا كساب الخبيرة الاقنصادية الرئيسية بالبنك المركزي أن التكامل بين أدوات الذكاء الاصطناعي والأدوات الاقتصادية التقليدية لم يعد خيارًا تقنيًا بقدر ما أصبح ضرورة منهجية لصياغة سياسات نقدية أكثر دقة وفاعلية.
وشدّدت خلال مشاركتها بجلسة«الذكاء الاصطناعي لتمكين السياسات النقدية على أن مستقبل صناعة القرار الاقتصادي سيقوم على الجمع بين التحليل البشري العميق الذي يقدّمه الخبراء والاقتصاديون، وبين القدرات التنبؤية والمعالجة الفائقة التي توفرها تقنيات الذكاء الاصطناعي، بحيث يعمل كل منهما على تعزيز الآخر بدلًا من أن يحل محله.
النهج الأكثر تطورًا
وأوضحت أن هذا التكامل هو النهج الأكثر تطورًا ونضجًا في المؤسسات النقدية حول العالم. إذ يسمح ببناء نماذج أكثر مرونة وقدرة على استيعاب التعقيدات الاقتصادية المتسارعة، ويمنح صانعي القرار رؤية أكثر اتساعًا للمتغيرات المحلية والعالمية. خاصة في بيئة اقتصادية تتغير ديناميكياتها بشكل مستمر وتظهر فيها أنماط جديدة لم تكن مألوفة في السابق.
وأضافت كساب أن الدمج بين المدرستين التحليلية التقليدية والذكاء الاصطناعي يوفّر طبقة أعلى من الفحص والتدقيق. ويحدّ من مخاطر الاعتماد على أداة واحدة، سواء كانت بشرية أو آلية. فالخوارزميات قد تتعامل أحيانًا مع الضوضاء اللحظية كما لو كانت اتجاهاً عاماً. في حين قد لا تلتقط النماذج التقليدية بعض الظواهر الوليدة التي لم تختبرها الأسواق من قبل. ومن هنا تأتي أهمية المزاوجة بين الأداتين لضمان قراءة شاملة ودقيقة للمشهد الاقتصادي.
معرفة اقتصادية متكاملة
وأكدت أن البنك المركزي المصري يتبنّى هذا النهج المتوازن، إدراكًا منه بأن السياسات النقدية الفعّالة تتطلب منظومة معرفية تجمع بين الخبرة النظرية. والتحليل الإحصائي، والرصد اللحظي للاقتصاد. مع الاستفادة في الوقت نفسه من التطور الكبير في قدرات الذكاء الاصطناعي على معالجة كميات هائلة من البيانات في وقت قياسي.
وأكدت كساب على أن الهدف النهائي ليس إثبات تفوق أداة على أخرى، بل ضمان إنتاج معرفة اقتصادية متكاملة تساعد على اتخاذ قرارات دقيقة تستند إلى أسس علمية قوية وقراءة واقعية للسوق. بما يعزّز استقرار الاقتصاد الكلي ويخدم مصالح ملايين المواطنين الذين يعتمدون على قوة هذه القرارات ووضوحها.
في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها:







