مدير تطوير الأعمال بمجموعة «IB»: الذكاء الاصطناعي يرفع مستوى التهديدات السيبرانية إلى مرحلة غير مسبوقة
فينتك جيت: مصطفى عيد
أكد إسلام أحمد، مدير تطوير الأعمال بمجموعة «IB»، أن التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي بات يخلق واقعًا جديدًا داخل المنظومة السيبرانية، بحيث أصبحت الأدوات نفسها قادرة على تقديم منفعة كبيرة عند استخدامها بالشكل الصحيح، وفي الوقت نفسه قد تتحول إلى تهديد خطير إذا استُغلت بطرق خبيثة.
جلسة المؤتمر
وأوضح خلال مشاركته في جلسة Al + Cybersecurity: The Double-Edged Sword – Using AI to Defend Against AI-powered Threats، خلال فعاليات مؤتمر كايرو آى سي تى، أن ما كان يُنظر إليه سابقًا كتجارب بحثية أصبح اليوم واقعًا ملموسًا في عالم الأمن السيبراني، مشيرًا إلى أن نماذج الذكاء الاصطناعي باتت تولّد محتوى مزيفًا عالي الدقة مثل مقاطع الفيديو بتقنية «الديب فيك» أو عمليات «ليبسنك» يمكن نسبها لشخصيات عامة أو قيادات تنفيذية داخل الشركات، وهو ما يفتح الباب أمام سيناريوهات خطيرة قد تستهدف مؤسسات بالكامل.
مخاطر الديب فيك
كما قال إن التطور في قدرات الذكاء الاصطناعي أتاح للجهات الخبيثة إمكانية استخدام هذه التقنيات لإيهام الموظفين أو الإدارات العليا عبر فيديوهات مزيفة تبدو واقعية. قد تُستخدم لطلب تحويل أموال أو تمرير قرارات حساسة. وهو ما يستغرق وقتًا طويلًا لكشفه بينما تكون الخسائر قد وقعت بالفعل.
برمجيات AI Worms
وأشار إلى مفهوم جديد بدأ يبرز بقوة في مجتمع الأمن السيبراني وهو «AI Worms». كما موضحًا أن هذه البرمجيات الخبيثة الذكية لا تعمل كبقية الفيروسات التقليدية، بل تُحقن داخل الأنظمة وتتطور ذاتيًا. وتعيد تشكيل نفسها لتتوافق مع البيئة التي تعمل بداخلها، دون الحاجة لانتظار تحديثات أو إعادة برمجتها.
وأضاف أن خطورة المشهد الحالي تكمن في تراجع القدرة على التحقق والثقة. مؤكدًا أن عمليات الخداع التي كانت تعتمد سابقًا على «الهندسة الاجتماعية» المباشرة تطورت الآن لتصبح أكثر تعقيدًا. بدءًا من اختراق الشبكات العامة وصولًا إلى انتحال الهوية عبر محتوى مزيف يصعب تمييزه.
ضحايا المحتوى المزيف
كما شدد على أن المشكلة الأكبر هي أن المستخدم العادي لم يعد قادرًا على التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزور. مشيرًا إلى أن كثيرًا من الناس تعرضوا لعمليات احتيال بعد تلقي رسائل أو مقاطع فيديو منتحلة تظهر أصدقاء أو معارف يطلبون مبالغ مالية بدعوى التعرض لأزمة أو حادث. قبل أن يتبين لاحقًا أن المحتوى تم توليده باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن هذا الواقع يفرض إعادة النظر في معايير الثقة الرقمية. كما مؤكدًا أن أي تطبيق أو منصة يجب تقييمها بعناية قبل منحها صلاحيات الوصول إلى البيانات الحساسة. وأن مشاركة المعلومات الشخصية أو الصوتية أو المصرفية باتت تمثل مدخلًا مباشرًا لجرائم استحواذ الحسابات «Account Takeover» التي تستهدف الحسابات البنكية بشكل متزايد.
تسرب البيانات
ولفت إلى أن انتشار مكالمات ورسائل انتحال الهوية التي تتضمن معلومات صحيحة عن المستخدم –مثل الاسم، ورقم الهاتف، وبيانات الحساب. كما يعكس حجم تسرب البيانات نتيجة لاستخدام منصات غير آمنة أو منح الأذونات لتطبيقات مجهولة. ما يجعل المستخدم فريسة سهلة لعمليات الاحتيال دون أن يدرك ذلك.
كما اختتم إسلام أحمد بالتأكيد على أهمية استخدام التكنولوجيا في الوقت والمكان الصحيح. مشددًا على ضرورة بناء «ثقافة شك» صحية تجاه أي محتوى أو طلبات رقمية غير موثوقة. لأن تطور قدرات الذكاء الاصطناعي سيستمر، بينما يظل الوعي هو خط الدفاع الأول لحماية المستخدمين والمؤسسات على حد سواء.
في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها:







