فينتك جيت: ريهام علي
أكدت بسمة راضي، رئيس قطاع علوم البيانات بشركة بلتون القابضة والعضو المنتدب لشركة روبن، أن نجاح تطبيقات الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات لم يعد مرتبطًا بحجم الاستثمار أو حداثة التقنيات المستخدمة، بل بثلاث ركائز أساسية يجب توافرها قبل أي خطوة وهى بنية بيانات قوية، وإطار عمل متوازن بين الإنسان والتقنية، ومعايير واضحة لقياس النتائج.
وقالت إن كثيرا من الشركات تقع في خطأ جوهري يتمثل في الإنفاق على أدوات الذكاء الاصطناعي دون بناء الأساس العلمي الذي تحتاجه هذه الأدوات لتعمل بكفاءة، مؤكدة أن «الذكاء الاصطناعي ليس حلًا سحريًا يُركّب فوق الأنظمة، بل منظومة كاملة تعتمد على الانضباط وجودة البيانات».
تنظيم المؤسسات
جاءت تصريحاتها خلال مشاركتها في جلسة “تنظيم المؤسسات للنجاح في الذكاء الاصطناعي”، حيث أوضحت أن الفجوة الأكبر التي تواجه المؤسسات في مصر والعالم ليست في نقص التكنولوجيا، بل في غياب بنية المعلومات القادرة على تغذية نماذج الذكاء الاصطناعي ببيانات دقيقة ومنظمة ومحدّثة.
وأضافت راضي أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي دون وجود قاعدة بيانات سليمة يشبه «من يدفع الكثير دون الحصول على أي قيمة»، مشيرة إلى أن المؤسسات التي لا تمتلك Data Foundation واضحة لن تتمكن من استخراج فائدة حقيقية مهما توسّعت في الأدوات والتطبيقات.
التحدي الأكبر
ونوّهت إلى أن التحدي الأكبر اليوم هو قدرة المؤسسات على دمج الذكاء الاصطناعي مع العنصر البشري بطريقة متوازنة، بحيث لا يُنظر إلى التقنية باعتبارها بديلاً عن الخبرات، بل شريكًا إداريًا وتحليليًا يرفع كفاءة القرارات.
وأشارت إلى أن قطاعات مثل الخدمات المالية، وشركات التأمين، ومراكز الاتصال تمتلك كنوزًا من البيانات، لكنها في كثير من الأحيان بيانات غير منظمة أو غير مكتملة أو غير قابلة للتوظيف داخل نماذج الذكاء الاصطناعي، ما يؤدي إلى نتائج ضعيفة أو غير واقعية. وقالت:
“لا يمكن أن أتوقع من الذكاء الاصطناعي أن يحل محل موظف خدمة العملاء أو يرفع كفاءة الأداء إذا كانت بيانات العملاء نفسها غير دقيقة أو غير مفهومة للموديل.
“فشل الذكاء الاصطناعي
وشددت راضي على أن كثيرًا من حالات “فشل الذكاء الاصطناعي” لا يعود سببها إلى التقنية، بل إلى غياب الأساس الذي يجب أن تتعلم منه هذه النماذج، مضيفة:
“الذكاء الاصطناعي لا يتعطل… الذي يتعطل هو البيانات التي يعتمد عليها.”
كما أبرزت أهمية وجود مقاييس واضحة للعائد من الاستثمار (ROI) قبل البدء في أي مشروع ذكاء اصطناعي، موضحة أن الغالبية العظمى من المؤسسات تدخل في مشروعات ضخمة دون تحديد أهداف قابلة للقياس، مما يجعل الحكم على النتائج غير دقيق أو غير عادل.
وقالت إذا ارتفعت المبيعات… ما السبب؟ فريق المبيعات الجديد؟ الإستراتيجية؟ أم أداة الذكاء الاصطناعي؟ ما لم نحدد هذه الإجابات من البداية، لن نستطيع حساب العائد الحقيقي.”
وأكدت بسمة راضي مؤكدة أن مستقبل المؤسسات لن يُحسم بامتلاك أكبر عدد من الأدوات، بل بقدرتها على بناء عقل رقمي يعتمد على البيانات بوصفها أصلًا استراتيجيًا ومحركًا رئيسيًا للنمو والابتكار.
في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها:







