فينتك جيت: ريهام علي
كشف وليد حسونة، الرئيس التنفيذي لشركة “فاليو” للتمويل الاستهلاكي، أن تطوير أي منتج أو خدمة جديدة داخل الشركة لا يبدأ بقرار إداري مفاجئ أو توجّه سريع نحو السوق، بل يقوم على فلسفة واضحة تعتمد على الاقتراب الحقيقي من الواقع الفعلي، والاستماع المتعمّق لاحتياجات العملاء، وتحليل المؤشرات الدقيقة التي تظهر من سلوك المستخدمين.
وأكد خلال مشاركته في جلسة “افشل سريعًا… وتعلّم أسرع: دروس من إخفاقات الشركات الناشئة الداخلية” أن الأفكار القوية عادة لا تولد داخل المكاتب المغلقة، بل تأتي من الاحتكاك اليومي بالناس وفهم احتياجاتهم المتغيرة تحت ضغط الظروف الاقتصادية أو التحولات السلوكية أو التغيرات المفاجئة في حركة السوق.
إشارات واضحة عبر الإنترنت
وأوضح حسونة أن عملية اتخاذ القرار داخل ڤاليو تمرّ بعدّة مراحل متتابعة، تبدأ برصد إشارات واضحة عبر الإنترنت وتحليل ردود الفعل الرقمية، مرورًا باختبارات السلوك الفعلي للمستخدمين، وصولاً إلى دراسات سوقية “هادئة ومركّزة” (Quiet Research) تكشف وجود فجوة حقيقية يمكن للشركة سدّها.
وقال أحيانًا يكون الاحتياج واضحًا جدا ،تشعر أن السوق يصرخ بأعلى صوت أن هناك خدمة ناقصة، فهنا لا تحتاج إلى الكثير من النقاش.”
وتابع مضيفًا أن بعض الابتكارات تأتي أيضًا من مراقبة المنافسين والتعلّم منهم، موضحا أنه أحيانًا ترى منافسًا قدّم شيئًا جيدًا، فتتعلّم منه وتضيف عليه وتبني نموذجًا مختلفًا يناسب السوق المصري.”
وأشار حسونة إلى أن ڤاليو لا تتسرّع في إطلاق أي منتج قبل اختباره تجريبيًا، سواء على شرائح محددة من العملاء أو ضمن نطاق جغرافي أو تشغيلي محدود.
مؤشرًا سلبيًا داخل ڤاليو
وقال نحن نبدأ دائمًا بالتجربة الصغيرة… نرى رد فعل الناس، ونقيس حجم الاستجابة، ونفهم هل المنتج له قيمة حقيقية أم لا. وبعد ذلك فقط نقرر: هل نوسّع التجربة؟ أم نوقفها ونعود إلى نقطة البداية؟”
وأكد أن الفشل ليس عيبًا أو مؤشرًا سلبيًا داخل ڤاليو، بل هو جزء أصيل من عملية التطوير، موضحًا أن الشركة خاضت تجارب عديدة لم تنجح، وأن بعض النماذج التشغيلية التي تم تطويرها لم تحقق النتائج المتوقعة. لكنه شدّد على أن كل تجربة—even الفاشلة—كانت خطوة ضرورية لبناء الخبرة الحالية.
العمل داخل ڤاليو
وقال جرّبنا أفكارًا كثيرة… بعضها لم ينجح، وبعضها نجح بإبهار. لكن المهم أننا لم نتوقف. الفشل بالنسبة لنا ليس نهاية، بل مؤشر يعيد توجيهنا.”
وأضاف أن فريق العمل داخل ڤاليو يتعامل مع الفكرة باعتبارها “كائنًا حيًا” يحتاج إلى النمو عبر التجربة المستمرة، وإلى التعديل الدائم، وإلى قياس دقيق للأثر. وأوضح أن السوق المصري ليس سهلاً كما يظن البعض، بل هو سوق ضخم ومتنوّع ويحتاج إلى درجة عالية من الذكاء في تصميم المنتجات وتطويرها.
وشدّد حسونة على أن التجربة والمرونة هما العنصران الحاسمان في بناء أي منتج ناجح، محذرًا من أن السوق المصري يقدّم فرصًا كبيرة لكنه في الوقت نفسه “لا يرحم” المنتجات غير الناضجة أو غير الواضحة. وقال:
“اليوم لم يعد لدينا رفاهية الوقت. المنتج الذي لا ينجح من أول اختبار يجب أن يُراجع فورًا. السوق يتحرك أسرع مما نتخيل.”
أهم مزايا ڤاليو
وأشار إلى أن من أهم مزايا ڤاليو قدرتها الكبيرة على تحليل البيانات الضخمة وسلوك العملاء عبر مئات الآلاف من المعاملات اليومية، بما يمكّنها من فهم الأنماط المتغيرة واتخاذ قرارات دقيقة. وأكد أن الشركة تستثمر بقوة في التكنولوجيا والذكاء التحليلي، وفي قراءة كل تفصيلة يمكن أن تؤثر على قرارات الشراء أو التمويل.
وأكد حسونة أن القيمة الحقيقية ليست في عدد المنتجات التي نطلقها، بل في قدرتنا على اتخاذ القرار الصحيح: نجرب، نقيس، نقرر… ثم ننطلق. هذا هو ما بنى ڤاليو، وهذا ما سيجعلها تستمر في قيادة السوق خلال السنوات القادمة.
البدايات… كيف تأسست ڤاليو؟
وأوضح حسونة أن تأسيس الشركة جاء انطلاقًا من قناعة راسخة بأن السوق المصري يحتاج إلى نموذج تمويلي مُعطّل (Disruptive) يعيد تعريف تجربة التقسيط داخل مصر، ويقدّم حلولًا رقمية حديثة تتجاوز التعقيدات التقليدية التي كانت تهيمن على عمليات التمويل.
وأوضح حسونة أن فكرة المشروع بدأت في عام 2016، حين كانت خيارات التقسيط في السوق محدودة وتعتمد على نماذج تشغيل تقليدية، سواء من خلال بطاقات الائتمان أو من خلال شركات التمويل المتاحة وقتها، رغم أن المستهلك كان يبحث عن تجربة أسهل وأسرع وأكثر سلاسة.
منظومة التقسيط
وأضاف كنت أرى أن منظومة التقسيط القائمة لا يمكن أن تستمر بالشكل نفسه. العميل كان يحتاج إلى خدمة سهلة لا تُعطّله، ولا تتطلب منه إجراءات مرهقة أو انتظارًا طويلًا.”
وأشار إلى أن “فاليو” بدأت أعمالها فعليًا في عام 2019، لكن عام 2018 كان بمثابة “عام الفشل المتكرر” داخل الشركة، حيث واجه الفريق تحديات تشغيلية صعبة عقب إطلاق النسخة الأولى من التطبيق.
التشغيل الفعلي
وقال عندما قررنا إطلاق التطبيق اكتشفنا أن التشغيل الفعلي أصعب بكثير مما توقعنا. المستخدم المصري كان يقارن أي تجربة تمويل ببطاقة الائتمان التي يحصل عليها خلال دقائق، ولذلك كانت توقعات السوق مرتفعة جدًا.”
وأوضح أن الشركة واجهت فشلًا يوميًا في تقييم المخاطر وتشغيل التطبيق وتجربة الاستخدام، ما تطلّب إعادة بناء النموذج التشغيلي بالكامل، مضيفًا:
“مررنا بفشل على أساس يومي وأسبوعي وشهري. كل ذلك كان طبيعيًا في ظل محاولتنا بناء نموذج جديد بالكامل في سوق حساس مثل التمويل الاستهلاكي.”
بدأت فاليو
وأوضح حسونة أن “فاليو” بدأت أعمالها فعليًا في عام 2019، غير أن عام 2018 كان بمثابة عام الفشل المتكرر، حيث واجهت الشركة تحديات تشغيلية عديدة فور إطلاق النسخة الأولى من التطبيق. وقال:
“عندما قررنا إطلاق التطبيق اكتشفنا أن التشغيل الفعلي أصعب بكثير مما توقعنا فالمستخدم المصري كان يقارن أي تجربة تمويل ببطاقة الائتمان التي يمكن الحصول عليها خلال دقائق، ولذلك كانت توقعات السوق مرتفعة جدًا.”
وأكد أن الفريق واجه فشلًا يوميًا منتظمًا في عمليات تقييم المخاطر، وتشغيل التطبيق، وتجربة الاستخدام، وهو ما تطلّب إعادة ضبط النموذج التشغيلي بالكامل، مضيفًا مررنا بفشل على أساس يومي، وأسبوعي، وشهري. كل ذلك كان طبيعيًا في ظل محاولتنا بناء نموذج جديد بالكامل في سوق حساس مثل التمويل الاستهلاكي.”
Embrace Failure
وأشار حسونة إلى أنه دعا فريق العمل منذ البداية إلى تبنّي ثقافة “احتضان الفشل” – Embrace Failure باعتبارها شرطًا أساسيًا للابتكار في الشركات الناشئة، قائلا أي شركة تبني نموذجًا جديدًا أو حلًا غير مسبوق، لابد أن تمر بمراحل متعددة من التجربة. من لا يقبل الفشل لا يمكن أن يبتكر.”
وأكد أن النجاح الذي حققته “فاليو” اليوم لم يكن ليحدث دون تلك المرحلة الطويلة من التجارب المتكررة، وإعادة البناء، والمراجعة المستمرة للنماذج التقنية والتشغيلية. وأضاف:
“لم يكن أمامنا خيار سوى التجربة. لو نجحنا سنبني نموذجًا مختلفًا، ولو فشلنا سنعود ونجرب من جديد. المهم أننا لم نتوقف.”
وأكد حسونة على أن السوق المصري كان بحاجة إلى لاعب تكنولوجي جريء في قطاع التمويل الاستهلاكي، وأن “فاليو” أصبحت اليوم جزءًا رئيسيًا من هذا التحول بفضل تبنّي ثقافة الابتكار والمرونة التشغيلية والاعتماد على البيانات في اتخاذ القرار.
في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها:







