فينتك جيت: ريهام علي
أكد طارق فايد، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للمصرف المتحد، أن الذكاء الاصطناعي أصبح قوة رئيسية تعيد تشكيل مستقبل العمل داخل القطاع المصرفي، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن هذه التكنولوجيا لن تُلغي دور الإنسان، بل ستعزز قدرته على التفكير واتخاذ القرار.
وقال الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل القطاع… لكنه لن يلغي الإنسان. المستقبل هو شراكة بين التكنولوجيا والعقل البشري.»
جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة «قيادة التقارب: كيف تنجح المؤسسات في مواءمة الأفراد والتكنولوجيا والأهداف»، التي نظمتها جامعة إسلسكا، والتي ناقشت مستقبل إدارة الموارد البشرية في ظل التحول الرقمي المتسارع.
القطاع المصرفي المصري
وأوضح فايد أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم محورًا أساسيًا في تطوير القطاع المصرفي المصري، وأن البنوك التي تستثمر في هذه الأدوات ستكون الأقدر على المنافسة، لكنه حذر من الاعتقاد السائد بأن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى اختفاء الوظائف البشرية.
وقال التكنولوجيا مهما تقدمت ستظل بحاجة إلى عقل بشري مدرّب… قادر على تحليل السياق، وقراءة النتائج، واتخاذ القرار الصحيح.»
وأشار إلى أن القطاع المصرفي العالمي يتحرك نحو نموذج جديد قائم على دمج التكنولوجيا مع الحكم البشري Human Judgment، موضحًا أن هذا الدمج هو الذي سيخلق قيمة حقيقية داخل المؤسسات، لأن التكنولوجيا توفر السرعة والدقة، بينما يوفر الإنسان الفهم العميق والتحليل والابتكار.
القدرة البشرية
وأضاف فايد: لا أرى أن الذكاء الاصطناعي سيخلق صدامًا بين الإنسان والآلة بل العكس تمامًا. الذكاء الاصطناعي سيكون شريكًا في اتخاذ القرار، وليس بديلًا عنه. هو يساعد… لكنه لا يستطيع أن يحل محل القدرة البشرية على التقدير والفهم.»
وأشار رئيس المصرف المتحد إلى أن البنوك أصبحت تتجه إلى تحويل الوظائف التقليدية إلى وظائف “بيزنسية” تعتمد على التفكير التجاري، والإبداع، وتطوير منتجات جديدة تلبي احتياجات العملاء وتوفر قيمة حقيقية.
وأوضح أن هذا التحول هو أحد أهم ركائز استراتيجية المصرف المتحد، قائلا نحن نعمل على إعادة تشكيل منظومة العمل الداخلية بالكامل… من خلال استغلال إمكانات Data Analytics وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتسريع القرارات وتحسين تجربة العميل.»
تدريب العاملين
وأكد فايد أن المرحلة المقبلة تتطلب استثمارات كثيفة في تدريب العاملين داخل القطاع المصرفي، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا وحدها لا تكفي، وأن بناء مهارات الموظفين أصبح شرطًا أساسيًا لاستمرار البنوك في المنافسة.
وقال التكنولوجيا وحدها لا تكفي… المهم كيف نستخدمها. تدريب الموظفين على الأدوات الرقمية والذكاء الاصطناعي هو ما سيحدد قدرة البنوك على المنافسة.»
وكشف فايد أن المصرف المتحد بدأ بالفعل في إنشاء وتنفيذ نماذج تحليلية متقدمة تساعد على تقييم القرارات التشغيلية والائتمانية بدقة أعلى، من خلال أنظمة تعتمد على Perception Models القادرة على تحليل البيانات عبر 4 إلى 6 محاور رئيسية، مما يمنح الإدارات رؤية أعمق وقدرة أكبر على اتخاذ قرارات سريعة وموثوقة.
استبدال الموظف
وأضاف هدفنا ليس استبدال الموظف… بل تمكينه. الذكاء الاصطناعي يجعل الموظف أكثر قدرة على الإبداع، وأكثر دقة في اتخاذ القرار، وأكثر سرعة في خدمة العملاء.»
وأكد فايد على أن القطاع المصرفي المصري يقف اليوم على أعتاب مرحلة تاريخية، وأن البنوك التي تنجح في دمج التكنولوجيا مع الكفاءات البشرية ستتمكن من قيادة السوق وتحقيق نمو مستدام وتعزيز تجربة العميل بصورة غير مسبوقة.
في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها:







