«خبراء»: الأصول غير الملموسة أصبحت المحرّك الأكبر لقيمة الشركات في المنطقة

فينتك جيت: ريهام علي

أكد خبراء في الاستثمار والتقييم أن الأصول غير الملموسة أصبحت اليوم العامل الأكثر تأثيرًا في تحديد قيمة الشركات في المنطقة، متجاوزةً الأصول التقليدية من معدات وعقارات.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية افتراضية بعنوان “التقييم في عصر الأصول غير الملموسة”، التي نظمتها الجمعية المصرية لخبراء الاستثمار (CFA Society Egypt) بالتعاون مع المجلس الدولي لوضع معايير التقييم (IVSC)، بدعم من معهد المحللين الماليين المعتمدين (CFA Institute) والهيئة السعودية للمقيمين المعتمدين (TAQEEM) لمناقشة التطور المتسارع لدور الأصول غير الملموسة—مثل البيانات، والتكنولوجيا، والعلامات التجارية، والرخص، والابتكار—في تشكيل القيمة السوقية للشركات، وتأثير الحوكمة والاستدامة على نتائج التقييم.

 

الأصول غير الملموسة… محرّك القيمة الجديد للشركات

وأكد أشرف الخطيب، CFA، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لخبراء الاستثمار، بالتأكيد على أن الأصول غير الملموسة أصبحت اليوم المحرّك الرئيسي لقيمة الشركات، خاصة في القطاعات المعتمدة على المعرفة والابتكار. وأشار إلى التحديات التي تواجه المؤسسات عند تقييم هذه الأصول، مقابل الفرص الكبيرة التي توفرها لتعزيز القدرة التنافسية وإدارة القيمة بشكل فعّال.

وأوضح أن الشركات التي تمتلك نماذج أعمال تعتمد على البيانات والتكنولوجيا أصبحت أكثر قدرة على خلق قيمة طويلة الأجل. وهو ما يستدعي تطوير منهجيات التقييم لتتماشى مع التحولات العالمية الحديثة.

 

الحوكمة عامل حاسم في خفض المخاطر ورفع التقييم

و أوضح أحمد كردي، CFA، مدير قسم أبحاث الأوراق المالية في صندوق الاستثمارات العامة. كما أن الحوكمة تحولت من مفهوم نظري إلى عنصر جوهري يؤثر مباشرة على تقييم الشركات.
وأكد أن الشركات ذات مستويات الحوكمة القوية عادةً ما تحصل على تقييمات أعلى. نتيجة انخفاض المخاطر وتراجع تكلفة رأس المال.

 

وأضاف أن أثر الحوكمة ينعكس في نماذج التقييم إمّا من خلال خفض معدل الخصم. أو عبر تحسين توقعات التدفقات النقدية المستقبلية. كما أشار إلى دور عوامل الاستدامة (ESG) في خلق قيمة طويلة المدى. مستشهدًا بتجربة «أرامكو» في تقنيات احتجاز الكربون كأحد نماذج الأصول غير الملموسة التي تدعم تقييم الشركة مستقبلاً.

 

تدفقات نقدية مستقبلية… جوهر التقييم الحديث

من جانبه، أكد عمرو حسين الألفي، رئيس استراتيجيات الأسهم في “ثاندر” لتداول الأوراق المالية. كما أن جوهر التقييم في النهاية يتمثل في قدرة الشركات على توليد تدفقات نقدية مستقبلية. سواء امتلكت أصولًا ملموسة أو غير ملموسة.
وأوضح أن الفصل بين النوعين ليس دائمًا ممكنًا ميدانيًا. نظرًا لتكاملهما في العديد من القطاعات. خصوصًا في الصناعات القائمة على التكنولوجيا.

وأشار إلى أن دقة تقييم الأصول غير الملموسة تظهر بوضوح أكبر في حالات الاستحواذ التي تستهدف أصولًا محددة، ما يكشف قيمتها الحقيقية عند التطبيق.

 

معايير التقييم الدولية… إطار موحد لقياس الأصول غير الملموسة

بدوره، أوضح مصطفى القليوبي، LLM، ICVS، MBA، المدير الإقليمي لمجلس معايير التقييم الدولية في الشرق الأوسط وأفريقيا. كما أن القيمة السوقية لأي صفقة استحواذ تعكس مزيجًا من الأصول الملموسة وغير الملموسة. مؤكدًا أن الوزن النسبي للأصول غير الملموسة يتزايد بشكل مطّرد.

وأشار إلى أن معايير التقييم الدولية (IVS) توفر إطارًا متكاملًا لتقييم هذا النوع من الأصول. عبر مناهج الدخل والسوق والتكلفة. كما بالإضافة إلى نماذج تطبيقية مثل الإعفاء من رسوم الملكية الفكرية، والإيرادات الزائدة، وتكلفة الاستبدال.

كما شدد على أن معايير التقارير المالية الدولية (IFRS) تلزم الشركات التي تجري عمليات استحواذ بفصل الأصول غير الملموسة وتحديد أعمارها الإنتاجية وإجراء اختبارات الاضمحلال الخاصة بها.

 

تفاعل كبير من الحضور وأسئلة تعمّق النقاش

شهدت الجلسة تفاعلاً واسعًا من المشاركين. حيث طرح الحضور مجموعة أسئلة ثرية أثرت النقاش. كما ساعدت في تعميق الفهم حول التحديات العملية التي تواجه تقييم الأصول غير الملموسة في الأسواق الناشئة والمتقدمة.

ضمن جهود الجمعية لتعزيز المعرفة الاستثمارية

كما تأتي هذه الجلسة الافتراضية في إطار جهود الجمعية المصرية لخبراء الاستثمار لنشر المعرفة وتعزيز الوعي المهني بقضايا التقييم والاستثمار. ودعم مجتمع الاستثمار في مصر والمنطقة بالمعرفة الحديثة وأفضل الممارسات العالمية.

في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها: