«فيناي سورانا»، المدير الإقليمي في «أليانز بارتنرز» يكتب: التقنيات الرقمية تُعيد تشكيل مفهوم السفر

«تخيل نفسك في المطار تستعد للانطلاق في رحلتك، وبين يديك هاتفك الذكي الذي يتضمن كل ما تحتاج إليه من تذكرة السفر وحجوزات الفندق وتطبيق خرائط جوجل. وبلمسة واحدة على هاتفك تصل إلى صالة المغادرة. ثم تستكمل إجراءات السفر عبر جواز سفرك الإلكتروني. تدفع ثمن مشترياتك من السوق الحرة باستخدام محفظتك الرقمية. ثم تصعد إلى الطائرة لتجد مقعدك ووجبتك المختارة مسبقًا في انتظارك. هذه التجربة المتكاملة تترجم حقيقةً متكاملة عبر عنها آرثر سي كلارك بالقول: “كل التقنيات المتقدمة بالفعل لا يمكن تمييزها عن السحر”. وهذا يدل على أن الأدوات الرقمية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية لدرجة أن مهام معقدة مثل السفر باتت تبدو سهلة وبديهية، وهو ما يعيد صياغة معايير الراحة والكفاءة في السفر»

بالنسبة للمسافرين المتمكنين من التقنيات الرقمية اليوم، لم تعد التجربة الرقمية عبر الهاتف الذكي ميزة إضافية فحسب، بل ضرورة لا غنى عنها. فقد ولت أيام حجز الرحلات عبر الهاتف. أو طباعة تذاكر السفر وتأكيد الحجوزات، أو الاعتماد على الخرائط والكتب السياحية الإرشادية. حيث بات هناك تطبيقات متنوعة تفي بالغرض ويحرص المسافرون على استخدامها.

استطلاع للرأي

وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته أليانز بارتنرز مؤخرًا، أن 7% فقط من المسافرين في الإمارات لا يستخدمون تطبيقات السفر. أما بالنسبة لباقي المسافرين (93%). فقد كشفت الدراسة أن الاستخدام الأول لتطبيقات السفر يتمثل في حفظ وثائق السفر (45%). يليه استخدام المحفظة الإلكترونية (38%)، ثم التخطيط للرحلات (34%) واستخدام الخرائط (34%). وتشير التقديرات إلى أن سوق تطبيقات السفر حقق إيرادات بلغت 629 مليار دولار في العام الماضي. بزيادة قدرها 13% مقارنة بالعام السابق، ومن المتوقع أن يواصل نموه خلال السنوات القادمة1.

في ظل هذا الواقع، يواجه مزودو خدمات السفر تحديات وفرصًا في آن واحد. حيث يتمثل التحدي بضمان تجربة رقمية سلسة عبر الهاتف الذكي. وتبرز أمامهم فرصة الاستفادة من التقنيات الحديثة لتوفير تجربة سفر مميزة. تلبي احتياجات المسافرين وتوفر حلولًا مبتكرة.

تستطيع شركات الطيران والفنادق ومنصات الحجز ومقدمي خدمات السفر الاستفادة من التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتحليل البيانات. لتقديم حلول متكاملة ومخصصة للمسافرين على مدار الساعة. ولكن، سيواجه مزودو خدمات السفر الذين لا يواكبون هذه التوجهات الرقمية واحتياجات المستهلكين الرقمية. خطر فقدان حصتهم في السوق. وفي هذا الإطار يُعد قطاع التأمين مثالاً بارزاً على ذلك، حيث تُمكّن التقنيات المتقدمة شركات التأمين من التحول من https://www.businessofapps.com/data/travel-app-market/

الاستجابة السلبية

الاستجابة السلبية إلى تقديم الخدمات الاستباقية. فبعد أن كان التأمين على السفر يعتبر عملية تقليدية ورقية مقعدة. أصبح اليوم جزءاً من التحول الرقمي الذي يعيد رسم ملامح صناعة السفر بأكملها.

على سبيل المثال، عند صدور تحذيرات من سوء الأحوال الجوية، يمكن للمسافرين تلقي إشعارات استناداً إلى موقعهم. مما يتيح لهم إعادة حجز تذاكر سفرهم تلقائياً على مسارات بديلة لتفادي التأخير. وتمكن التقنيات الرقمية اليوم المسافر الذي يحتاج إلى استشارة طبية، من إجرائها بطريقة افتراضية، دون الحاجة إلى زيارة المراكز الطبية أو الانتظار في طوابير طويلة. بالإضافة إلى ذلك، باتت الأدوات الرقمية تضمن للمسافر الذي يحتاج إلى تقديم طلب تعويض من التأمين، سرعة وسهولة العملية والشفافية التامة.

ومع توافر كل هذه الخدمات بنقرة زر، لم يعد المستهلكون يقبلون الانتظار في طوابير طويلة أو قضاء وقت طويل بانتظار الرد على الهاتف أو حمل كميات كبيرة من الأوراق. فقد بات مستقبل السفر رقمي بامتياز، لذا يتوقع المسافرون اليوم الحصول على خدمة سلسة مصممة لتلبية احتياجاتهم. ومن خلال تقديم خدمات استباقية، سيتمكن مزودو خدمات السفر من اكتساب ميزة تنافسية في السوق والمساهمة في صياغة مستقبل صناعة السفر.

وبالنظر إلى مستقبل قطاع السفر، ستسهم التقنيات المتقدمة في منح المسافرين تجربة سفر سلسة بما يُتيح لهم الاسترخاء والاستمتاع برحلتهم. أما بالنسبة لقطاع التأمين، فهذا يعني توفير خدمات شخصية سلسة وسهلة، مدعومة بالتقنيات المتقدمة. لتوفير تجربة رقمية متكاملة. ومع استمرار تطور قطاع السفر، تبقى الحقيقة واضحة. والرابح الأكبر ليس من يواكب التطور الرقمي فحسب، بل من يُقدم خدمات رائدة في هذا المجال.

بقلم

فيناي سورانا

المدير الإقليمي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وأفريقيا في أليانز بارتنرز

في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها: