فنتيك جيت: مصطفى عيد
تشير تقارير متزايدة إلى أن بعض مستخدمي روبوتات الدردشة الذكية مثل ChatGPT يواجهون آثارًا سلبية على الصحة النفسية. بما في ذلك سلوكيات متطرفة وأوهام متزايدة، بسبب الاعتماد المفرط على هذه الخدمات.
تدرس دراسة حديثة قام بها باحثون من King’s College London وDurham University وCity University of New York أكثر من اثني عشر حالة موثقة في الأخبار والمنتديات الإلكترونية. وتكشف عن اتجاه مقلق: روبوتات الدردشة قد تعزز التفكير الوهمي عند المستخدمين.
تشمل هذه الأوهام النرجسية، والاضطهادية، وحتى الرومانسية، وتزداد ترسخًا مع المحادثات المستمرة مع خدمات الذكاء الاصطناعي. في وقت سابق هذا العام، أشار موقع Futurism إلى قلق متزايد من أن موجة من الأشخاص حول العالم أصبحوا “مدمنين” على روبوتات الدردشة. ما أدى إلى أزمات نفسية حادة.
وتشمل التقارير حالات مقلقة، مثل رجل تسلق جدران Windsor Castle في 2021 بسهم ونشاب، وادعى للشرطة أنه كان يخطط “لقتل الملكة”. بعد أسابيع من التفاعل مع روبوت دردشة أكد له أنه سيساعده في التخطيط للهجوم.
16 ساعة يوميًا مع ChatGPT
كما سجلت حالة محاسب في مانهاتن قضى حتى 16 ساعة يوميًا مع ChatGPT، حيث نصحه بوقف أدويته، وزيادة جرعات الكيتامين. واقترح عليه إمكانية القفز من نافذة في الطابق التاسع عشر. وفي بلجيكا. أقدم رجل على الانتحار بعد اقتراح روبوت دردشة يُدعى Eliza أن يعيش ككيان واحد معها في “الجنة”.
ورغم هذه الأدلة القصصية، يؤكد العلماء أن الدراسات السريرية أو الطويلة المدى لم تثبت أن استخدام الذكاء الاصطناعي وحده يسبب الذهان. سواء للأشخاص ذوي التاريخ النفسي السابق أو غيره.
وفي ورقتهم البحثية Delusion by Design، أوضح الباحثون أن روبوتات الدردشة قد تعزز المحتوى الوهمي أو تضعف تقييم الواقع. مما قد يساهم في ظهور أو تفاقم أعراض الذهان. وأضافوا أن عدد الحالات القصصية تصاعد بشكل ملحوظ أثناء البحث.
روبوتات الدردشة
قالت الطبيبة النفسية Marlynn Wei في مقال نشرته Psychology Today إن روبوتات الدردشة مصممة لإرضاء المستخدم والحفاظ على التفاعل المستمر، وليس لتقديم دعم علاجي. لذلك قد تزيد الأعراض مثل التكبر، والتفكير غير المنظم، والرغبة المفرطة في الكتابة أو الرسم، وهي علامات مميزة لنوبات الهوس. وأكدت الحاجة الملحة لتثقيف نفسي حول الذكاء الاصطناعي، لزيادة الوعي بكيفية تأثيره على الصحة النفسية.
بدورها، شددت Lucy Osler، محاضرة الفلسفة بجامعة Exeter، على أن قصور الذكاء الاصطناعي يذكّرنا بأن الكمبيوتر لا يمكن أن يحل محل التفاعل البشري الواقعي. وقالت: “بدلاً من محاولة تحسين التقنية. ربما يجب أن نعود إلى العالم الاجتماعي لمعالجة العزلة التي تدفع البعض للاعتماد على الذكاء الاصطناعي”.
وفي بيان لـOpenAI، الشركة المطورة لـ ChatGPT، قالوا: “نعلم أن الناس يلجأون أحيانًا إلى ChatGPT في لحظات حساسة. خلال الأشهر الماضية، عملنا مع خبراء الصحة النفسية لتطوير نماذجنا لمساعدة ChatGPT على التعرف على علامات الضيق، والتفاعل بعناية، وتوجيه المستخدمين نحو الدعم الواقعي. سنستمر في تحسين استجابات ChatGPT بمشاركة الخبراء لجعلها آمنة وموثوقة قدر الإمكان”.
في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها:









