أداة جديدة تقلل الاستقطاب السياسي على منصة «إكس»

فنتيك جيت: منار أسامة

طوّر باحثون أداة رقمية مبتكرة تهدف إلى تقليل حدة الاستقطاب السياسي في المحتوى المعروض على منصة إكس. عبر إعادة ترتيب المنشورات بدلًا من حذفها أو حظرها، ما يفتح الباب أمام نموذج جديد لإدارة النقاشات الرقمية دون المساس بحرية النشر.

وأشار فريق البحث إلى أن هذه الأداة يمكن أن تمهد مستقبلًا لتمكين المستخدمين من التحكم في الخوارزميات التي ترتّب المحتوى في منصات التواصل الاجتماعي. سواء على منصة “إكس” أو منصات أخرى، بما يمنح الأفراد قدرة أكبر على تشكيل تجربة التصفح الخاصة بهم.

وجاء تطوير الأداة في ظل تغييرات واسعة شهدتها المنصة بعد استحواذ إيلون ماسك عليها عام 2022. حيث أُلغيت العديد من القيود التي كانت تستهدف الحد من خطاب الكراهية والمعلومات المضللة. الأمر الذي أسهم في بروز محتوى سياسي أكثر حدة على المنصة.

واعتمد الباحثون على بناء إضافة لمتصفح الإنترنت تعمل بشكل مستقل عن المنصة، حيث تتحكم في ترتيب المنشورات التي تظهر للمستخدمين. وتقوم الأداة بتخفيض أولوية المحتوى المعادي للديمقراطية أو لأي حزب سياسي، بما في ذلك المنشورات التي تحض على العنف أو تدعو إلى سجن المعارضين.

ويحلل نموذج ذكاء اصطناعي متقدم المحتوى بشكل فوري، دون حذف أو إخفاء المنشورات. حيث يقتصر التدخل على إعادة الترتيب فقط، على عكس أدوات حظر الإعلانات التي تعتمد على الإخفاء الكامل.

وأُجريت التجربة العملية قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، بمشاركة 1256 مستخدمًا لمنصة إكس. حيث قُسم المشاركون عشوائيًا إلى مجموعتين، وتم تعديل ترتيب محتواهم لمدة أسبوع كامل.

تحسنًا واضحًا

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي شاهدت محتوى أقل تطرفًا شهدت تحسنًا واضحًا في نظرتها تجاه الطرف السياسي الآخر. في حين ارتفع مستوى الجدل لدى المجموعة التي عُرض لها محتوى أكثر إثارة للانقسام.

وامتد التأثير الإيجابي للأداة عبر مختلف التوجهات السياسية، سواء بين من يعرّفون أنفسهم كليبراليين أو محافظين. ما يعكس قدرتها على التأثير على سلوك المستخدمين بغض النظر عن انتماءاتهم.

وأكد مايكل بيرنشتاين، أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة ستانفورد والمؤلف الرئيسي للدراسة، أن خوارزميات منصات التواصل تؤثر بشكل مباشر على حياة الأفراد. مشيرًا إلى أن النهج الجديد يمنح الباحثين والمستخدمين أدوات لفهم هذه الخوارزميات والتأثير عليها.

وأضاف أن هذه التقنية قد تسهم مستقبلًا في بناء بيئة رقمية أكثر توازنًا، لا تقتصر على خفض العداء السياسي. بل تعزز أيضًا الثقة الاجتماعية وجودة الخطاب الديمقراطي.

ورأت خبيرة أبحاث الإنترنت جوزفين شميت أن الدراسة أظهرت تأثيرات قوية على التوترات العاطفية بين المعسكرات السياسية المختلفة. مؤكدة أن طريقة تصنيف المحتوى ليست حيادية، بل تلعب دورًا مباشرًا في تشكيل المشاعر والاستقطاب.

في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها: