«إنفيديا » تواجه فائض سيولة ضخم يدفعها لتوسيع استثماراتها العالمية

فنتيك جيت: مصطفى عيد

تواصل شركة إنفيديا الأميركية ضخ استثمارات ضخمة في شركات التكنولوجيا المتقدمة، بينما ترتفع تساؤلات المستثمرين حول خطط الشركة للتعامل مع فائض سيولتها المتنامي. يأتي ذلك في وقت أصبحت فيه إنفيديا أكبر شركة في الولايات المتحدة من حيث القيمة السوقية، مدفوعة بالطفرة الهائلة في الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي.

إعلان إنفيديا

شهد هذا الأسبوع إعلان إنفيديا نيتها شراء حصة بقيمة 2 مليار دولار في شركة تصميم الرقائق Synopsys. وهو أحدث تحرك ضمن سلسلة صفقات كبيرة نفذتها الشركة خلال عام 2025. كما كشفت الشركة سابقًا عن استثمارات تشمل 1 مليار دولار في نوكيا، و5 مليارات دولار في إنتل، و10 مليارات دولار في Anthropic. لتصل التزاماتها الاستثمارية الجديدة إلى 18 مليار دولار خلال أشهر قليلة.

وترتفع هذه الالتزامات إلى مستوى أكبر بكثير عندما يُضاف إليها تعهد إنفيديا بشراء أسهم من OpenAI بقيمة تصل إلى 100 مليار دولار خلال عدة سنوات. رغم عدم توقيع اتفاق نهائي حتى الآن، ورغم حجم هذه الصفقات. كما تؤكد البيانات أن إنفيديا تملك السيولة الكافية. فقد بلغ رصيد الشركة من النقد والاستثمارات قصيرة الأجل 60.6 مليار دولار في نهاية أكتوبر الماضي. مقارنة بـ 13.3 مليار دولار فقط في يناير 2023. وهو الوقت الذي أدى فيه إطلاق “تشات جي بي تي” إلى تسريع الطلب العالمي على رقائقها المتقدمة.

جنسن هوانغ

قال الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ خلال مكالمة أرباح الشركة إن النمو الاستثنائي لإنفيديا يجعل إدارتها للسيولة تحديًا فريدًا. خصوصًا مع توقعات المحللين بأن تولد الشركة 96.8 مليار دولار تدفقات نقدية حرة خلال 2025، وأكثر من 576 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة.

ورغم ذلك، تواصل إنفيديا نهجًا أكثر توسعًا عبر توظيف سيولتها لاستثمارات استراتيجية تمنح العملاء والموردين ثقة في قدرتها على تلبية الطلبات المستقبلية. كما أكد هوانغ أن هذه القوة المالية تدعم مكانة الشركة في سوق تتسارع وتيرته. مشيرًا إلى أن توسعها يساعد على تعزيز استخدام منصة Cuda التي تعد العمود الفقري لبرمجيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

حرص إنفيديا

كما تحرص إنفيديا على الاستثمار في شركات الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة لدفع الطلب المستقبلي على شرائحها. رغم أنها لا تشترط على أي شركة مستثمَر فيها استخدام منتجاتها. إلا أن جميع هذه الشركات تعتمد بالفعل على تقنياتها.

كما كشفت إنفيديا في إفصاح صادر في أكتوبر أنها ضخت أكثر من 8.2 مليار دولار في شركات خاصة، وهي سياسة تعد بديلا عمليًا عن الاستحواذات الضخمة. خاصة بعد فشل صفقة الاستحواذ على شركة Arm بقيمة 40 مليار دولار عام 2020 بسبب اعتراضات تنظيمية في الولايات المتحدة وبريطانيا.

الاستحواذ على Mellanox

ورغم نجاح صفقة الاستحواذ على Mellanox بقيمة 7 مليارات دولار عام 2020. فإن المديرة المالية أوضحت أن تنفيذ صفقات استحواذ ضخمة بات صعبًا للغاية في ظل القيود التنظيمية. كما مؤكدة أن الشركة تركز بدلًا من ذلك على استثمارات نوعية ومشروعات تطوير المنتجات القادمة.

وبينما تستعد إنفيديا لجيل جديد من الرقائق فائقة التطور. كما تشدد الإدارة على أن الأولوية الكبرى تبقى توفير السيولة اللازمة لتأمين سلسلة التوريد وبناء قدرات إنتاجية إضافية لدى شركائها من المصنعين مثل Foxconn وDell لضمان تسليم المنتجات في موعدها.

في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها: