بنك المشرق: 20 مليون مؤهلين للانضمام إلى المنظومة المصرفية
فتحنا: 1.6 مليون حساب جديد خلال عام ونصف
فنتيك جيت: ريهام علي
قال محمد طلعت، رئيس قطاع الخدمات المصرفية للأفراد ببنك المشرق مصر، إن الحديث عن الشمول المالي والتحول الرقمي من منظور القطاع المصرفي يكشف حجم الفرصة الحقيقية التي تمتلكها السوق المصرية، موضحًا أن مصر تضم نحو 75 مليون مواطن مؤهلين للتعامل مع الخدمات المصرفية وفتح حسابات بنكية أو محافظ رقمية، وهو ما يعكس قاعدة ضخمة قابلة للنمو والدمج المالي.
جاء ذلك خلال ،جلسة بعنوان «التكنولوجيا المالية في كل مكان: كيف تُشغّل الحلول المالية الرقمية المنصات اليومية»، على هامش فعاليات قمة Engineerex 2025
بمشاركة عدد من قيادات قطاعات البنوك، والتكنولوجيا المالية، والاتصالات، لمناقشة دور التمويل الرقمي في دعم المنصات والخدمات اليومية.
وأوضح طلعت أن الجهود التي بُذلت خلال السنوات الماضية، سواء من جانب الدولة أو البنك المركزي أو القطاع المصرفي، أسهمت في دمج ما يقرب من 55 مليون مواطن بالفعل داخل المنظومة المالية، سواء من خلال البنوك أو البريد أو المحافظ الإلكترونية، وهو ما يعني أن هناك نحو 20 مليون مواطن آخرين ما زالوا يمثلون فرصة حقيقية للتوسع خلال المرحلة المقبلة.
وأشار إلى أن الوصول إلى هذه الشريحة لا يمكن أن يتحقق بالاعتماد على البنوك وحدها، مؤكدًا أن النموذج التقليدي القائم على الفروع لم يعد كافيًا لتغطية احتياجات السوق، خاصة في ظل التوزيع الجغرافي الواسع للسكان، حيث تضم مصر أكثر من 3300 قرية ومدينة، في حين أن أكبر البنوك لا يتجاوز عدد فروعها 1200 فرع، تغطي نحو 30% فقط من مساحة الجمهورية.
وأضاف أن هذا الواقع يفرض على البنوك تبني نماذج تشغيل جديدة أكثر مرونة، تعتمد على الوصول إلى العميل في مكانه، بدلًا من انتظار حضوره إلى الفرع، مع التركيز على تبسيط تجربة الاستخدام وتقليل الإجراءات الورقية والتعقيدات التقليدية.
وأكد رئيس قطاع الخدمات المصرفية للأفراد ببنك المشرق مصر أن الاستراتيجية في السوق المصرية كانت واضحة، باعتبارها واحدة من أكبر وأكثر الأسواق الواعدة في المنطقة، وهو ما دفع البنوك إلى توسيع نطاق التعاون مع أطراف أخرى خارج الإطار المصرفي التقليدي.
وأشار إلى أن التعاون مع شركات الاتصالات وشركات التكنولوجيا المالية يمثل أحد أهم محركات هذا التحول، موضحًا أن الشراكات مع كيانات مثل E& أتاحت إمكانية فتح حسابات بنكية بآليات رقمية مبسطة، تُمكّن العميل من بدء التعامل المصرفي بسهولة، ثم استخدام الحساب في أي وقت ومن أي مكان.
وأضاف أن هذه النماذج الرقمية مكّنت العملاء من الوصول إلى الخدمات المصرفية على مدار 7 أيام في الأسبوع، وعلى مدار اليوم، دون الارتباط بمواعيد عمل الفروع، وهو ما انعكس بشكل مباشر على تحسين تجربة العميل وتلبية احتياجاته اليومية.
وأوضح طلعت أن التعاون لم يقتصر على شركات الاتصالات فقط، بل امتد ليشمل شركات الدفع والتحصيل الإلكتروني مثل فوري، إلى جانب منصات رقمية أخرى، ما أتاح للعميل إمكانية فتح حساب مصرفي كامل خلال أربع إلى خمس دقائق فقط عبر الهاتف المحمول.
وأشار إلى أن نتائج هذا النهج ظهرت بوضوح خلال فترة زمنية قصيرة، حيث نجح البنك، بالتعاون مع شركائه، في فتح نحو 1.6 مليون حساب جديد خلال عام ونصف تقريبًا، لافتًا إلى أن نحو 60% من هؤلاء العملاء يقيمون خارج القاهرة الكبرى، وفي محافظات لا تتوافر بها فروع مصرفية بشكل كافٍ.
وأكد أن هذا التحول لم يكن ليحدث دون التعاون الحقيقي بين القطاع المصرفي وقطاع التكنولوجيا المالية وشركات الاتصالات، موضحًا أن هذا التعاون لم يفد العملاء فقط، بل أسهم أيضًا في نقل خبرات تشغيلية جديدة إلى البنوك.
وأضاف أن البنوك استفادت بشكل كبير من نماذج العمل التي طورتها شركات التكنولوجيا المالية، سواء فيما يتعلق بـ المرونة التشغيلية (Agility)، أو التركيز على تحسين كل خطوة في رحلة العميل، أو تبني ثقافة التطوير المستمر لتجربة المستخدم.
وأوضح أن هذا التعاون أسهم في تطوير الهياكل الداخلية داخل البنوك، حيث أصبحت فرق العمل تضم تخصصات لم تكن موجودة من قبل، مثل Front-end Engineers وBack-end Engineers، وهي مهارات لم تكن مستخدمة على نطاق واسع داخل البنوك قبل ثلاث أو أربع سنوات.
وأكد طلعت أن المستفيد الأكبر من هذا التعاون هو العميل في المقام الأول، حيث بات يحصل اليوم على حلول مالية متنوعة وسهلة الوصول، تلبي احتياجاته اليومية، سواء في التحويلات أو المدفوعات أو فتح الحسابات أو إدارة أمواله رقمياً.
وأشار إلى أن البنوك نفسها استفادت من هذا التعاون، مؤكدًا أنه لم يكن من الممكن تحقيق هذا الحجم من الانتشار والتوسع دون العمل المشترك، مشددًا على أن التعاون بين البنوك والفينتك لم يعد مرحلة مؤقتة، بل أصبح نموذج عمل مستمر وقائم على التطوير الدائم.
واختتم محمد طلعت تصريحاته بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من الشراكات والتعاونات، سواء بين البنوك وشركات الاتصالات، أو بين البنوك وشركات التكنولوجيا المالية، مشيرًا إلى أن هذا التوجه قائم بالفعل وسيستمر في النمو، بما يعزز من الشمول المالي، ويحسن تجربة العملاء، ويدعم تطور القطاع المصرفي في مصر.
روابط ذات صلة:
شراكة بين «Thunes» وبنك المشرق لتعزيز التحويلات الفورية لمحافظ الهاتف المحمول
ارتفاع إيرادات بنك المشرق إلى 9.4 مليار درهم خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025









