سفراء «الهند» و«قبرص» و«جنوب أفريقيا» يستعرضون تجارب دعم الإبداع وتعزيز التعاون الدولي في قمة المرأة المصرية 2025
فنتيك جيت: مصطفى عيد
في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، برزت دبلوماسية الابتكار كأحد المسارات الرئيسية لإعادة تشكيل العلاقات الدولية وبناء شراكات عابرة للحدود تقوم على تبادل المعرفة والخبرات.
وجاءت جلسة «دبلوماسية الابتكار: الرؤية العالمية لمستقبل STEM ” لتناقش الكيفية التي تتعامل بها الدول مع هذا التحول المتسارع، سواء من خلال سياسات تعتمد على التعاون الدولي وتكامل الجهود البحثية، أو عبر استراتيجيات وطنية تستهدف تعزيز التنافسية وبناء اقتصادات قائمة على المعرفة.
وسلطت الجلسة الضوء على تأثير هذه التوجهات العالمية على الشباب والباحثين ورواد الأعمال، ودور الدبلوماسية في فتح آفاق جديدة للتعليم والتدريب والابتكار، بما يسهم في إعداد كوادر قادرة على المنافسة في سوق عالمي متغير.
وتحدث في الجلسة كل من سوريش ك. ريدي، سفير الهند، ونتسيكي ماشيمبي، سفيرة جنوب أفريقيا، وبولي يوانو، سفيرة قبرص، إلى جانب مروة علم الدين، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر، حيث استعرضوا تجارب دولهم ومؤسساتهم في دعم الابتكار وتعزيز التعاون الدولي في مجالاتSTEM، وأدارت الجلسة شهيرة واصف، منسقة المجموعة ورئيسة ملف الهجرة في الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بمصر.
من جانبه، أكد سوريش ك. ريدي السفير الهندي لدى القاهرة أن بلاده تعمل على تطوير سياساتها الوطنية ومنظومة الابتكار لتعزيز دورها العالمي في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مشيرًا إلى أن بلاده تولي اهتمامًا بالغًا بتنمية المواهب الشابة وتعزيز البنية التحتية الرقمية وعلوم الفضاء.
وأوضح أن الهند ملتزمة بتطوير نظام علمي وتكنولوجي يخدم المجتمع والعالم، داعيًا المشاركين إلى التفاعل مع فعاليات المؤتمر عبر رموز QR لمتابعة البرامج التفاعلية.
فيما أكدت نتسيكي ماشيمبي سفيرة جنوب أفريقيا أن بلادها تعتمد مبدأ التعاون الأفريقي كقاعدة للتقدم العلمي والتكنولوجي، مستشهدة بالمقولة الشهيرة: “إذا أردت أن تذهب سريعًا فاذهب وحدك، وإذا أردت أن تذهب بعيدًا فعلينا أن نذهب معًا”. وأشارت إلى مشروع «ميركات» كأكبر تلسكوب لاسلكي عالمي، موضحة أنه لا يمثل إنجازًا علميًا فقط، بل يشكل أيضًا “خط أنابيب للمهارات” و”مركز جذب للعلوم والتكنولوجيا”، ويسهم في تطوير القدرات المحلية والبحث العلمي المتقدم من خلال التعاون مع دول متعددة.
من ناحيته أوضح السفير القبرصى بولي يوانو، أن الحكومة القبرصية تتبنى سياسة شاملة لتعزيز مشاركة المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مستندة إلى جمع البيانات الدقيقة، ومكافحة الصور النمطية المرتبطة بالنوع الاجتماعي، وتوفير برامج تدريبية للمعلمين والمستشارين المهنيين.
وأكد أن الدعم يشمل منحًا دراسية للنساء في المناطق الريفية، وتهيئة بيئة عمل صديقة للمرأة، بما يسهم في تعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة وتحقيق نمو مستدام وشامل.
من جانبها أكدت مروة علم الدين، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة، أن بناء منظومة متكاملة لدعم مشاركة النساء وقيادتهن في مجالات STEM يُعد خطوة جوهرية لتحقيق التنمية المستدامة والمساواة بين الجنسين.
وأوضحت أن التمكين الفعّال يعتمد على ثلاثة محاور: السياسات وآليات المساءلة، تقليص الفجوة الرقمية، والاستثمار في الفتيات منذ مراحل التعليم المبكرة وحتى الدراسات العليا وما بعد الدكتوراه.
وأكدت أن التمكين الحقيقي يشمل القيادة وصنع القرار، مع توفير مسارات واضحة للترقي، ونظم شفافة للرعاية المهنية، وتمويل مراعي للنوع الاجتماعي لدعم النساء في قيادة المختبرات البحثية والشركات الناشئة والمؤسسات التكنولوجية.
وانطلقت اليوم فعاليات قمة المرأة المصرية، النسخة الرابعة تحت عنوان «تمكين الشباب في مجالات :STEM المستقبل يحدث الآن»، تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بمشاركة رفيعة المستوى ضمت وزراء التخطيط، والعمل، والمالية، والزراعة، إلى جانب نحو سفراء ورؤساء أربع مؤسسات دولية، ورؤساء 28 جامعة مصرية وأجنبية.
وتشهد القمة حضورًا واسعًا تجاوز 6 آلاف مشارك من الوزراء وكبار المسؤولين وصنّاع السياسات، وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، والسفراء، وقيادات المؤسسات العامة والخاصة، وأعضاء هيئات التدريس بالجامعات، وقيادات نسائية من مصر والدول العربية والأفريقية، فضلًا عن وفود شبابية من الجامعات الحكومية والخاصة، في خطوة تستهدف تأسيس أول جسر عملي يربط بين المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص والجهات الدولية، لتمكين الشباب والمرأة من استشراف وظائف المستقبل في مجالات STEM والذكاء الاصطناعي.
وتنعقد القمة، التي ينظمها منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيرًا بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، وبمشاركة فاعلة من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، بمقر جامعة النيل الأهلية على مدار يومين، وسط تركيز خاص على التحولات الجذرية التي تشهدها سوق العمل عالميًا، في ظل التسارع غير المسبوق للتطور التكنولوجي وتغير أنماط الإنتاج، بما أعاد صياغة معايير النجاح لتتجاوز التحصيل الأكاديمي إلى امتلاك المهارات التطبيقية والقدرة على التفكير النقدي والتكيف مع المتغيرات.
وتتناول القمة ثلاثة محاور رئيسية، يتصدرها المحور الرئيسي المنعقد بحضور الوزراء وكبار المسؤولين، إلى جانب جلسات وورش عمل متخصصة يشارك فيها نحو 100 متحدث من مصر ودول الخليج، وممثلي كبرى الشركات والمؤسسات الدولية، لمناقشة رؤية سوق العمل والمهارات المطلوبة والفرص المتاحة أمام الخريجين خلال السنوات المقبلة.
كما تشهد القمة توقيع شراكة استراتيجية ممتدة لخمس سنوات مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، تستهدف تحويل القمة إلى برنامج طويل الأجل لدعم الشباب وتشجيع ريادة الأعمال، وتوفير مسارات تمويل بديلة خارج الإطار المصرفي التقليدي، بما يفتح آفاقًا أوسع أمام الأفكار الابتكارية والمشروعات الناشئة.
ومن المقرر أن يشهد اليوم الثاني جلسات متخصصة بحضور عدد من الوزراء، من بينهم وزير الزراعة الذي يلتقي طلاب كليات الزراعة، ووزير المالية الذي يستعرض خريطة الفرص المتاحة في سوق العمل، إلى جانب جلسة للهيئة العامة للرقابة المالية تتناول آليات التمويل غير المصرفي ودورها في دعم المشروعات الشبابية.
وتختتم القمة بتكريم الفائزين في تحدٍ ابتكاري أُطلق بالتعاون مع جامعة النيل، واستمر لأكثر من شهر، وشارك فيه نحو 160 مشروع، جرى تصفيتها عبر مراحل متعددة لاختيار ستة مشروعات فائزة في مجالي الذكاء الاصطناعي الصناعي والتكنولوجيا المالية، على أن يتم استكمال العمل على باقي المشروعات وربطها بجهات الدعم والتمويل
روابط ذات صلة:
برعاية رئيس الوزراء.. انطلاق فعاليات «قمة المرأة المصرية» لتمكين الشباب في مجالات «STEM»
«قمة المرأة المصرية 2025» تستعرض رؤية الدولة لبناء منظومة وطنية متكاملة للابتكار والتشغيل









