«تقارير»: نساء يغيّرن جنسهن على «لينكدإن» إلى ذكور احتجاجاً على تراجع ظهور منشوراتهن

فنتيك جيت:وكالات

شهدت منصة «لينكدإن» خلال الفترة الأخيرة جدلاً واسعاً، بعد لجوء عدد من النساء إلى تغيير جنسهن في الملفات الشخصية من أنثى إلى ذكر، في محاولة لزيادة انتشار منشوراتهن، وسط اتهامات غير معلنة بوجود تحيز خوارزمي يقلل من ظهور محتوى النساء، ولا سيما ذوات البشرة السمراء.

وبدأت هذه الظاهرة عندما لاحظت ميغان كورنيش، وهي خبيرة استراتيجية في مجال الصحة النفسية، تراجعاً ملحوظاً في عدد المشاهدات والتفاعلات مع منشورات النساء. وعلى إثر ذلك، غيّرت جنسها على «لينكدإن» إلى ذكر، واستخدمت الذكاء الاصطناعي لإعادة صياغة ملخصها المهني ومنشوراتها السابقة بلغة وصفتها بأنها «أكثر ذكورية»، ما أدى إلى ارتفاع عدد المشاهدات بنسبة 400%.

وخلال أسابيع، تطورت التجربة إلى حملة منظمة تحت اسم «الإنصاف في النشر»، دعت إلى تحقيق ظهور عادل للمستخدمين على المنصة، وطالبت «لينكدإن»، المملوكة لشركة مايكروسوفت، بمزيد من الشفافية حول آليات عمل خوارزمياتها وإجراء تحسينات تضمن العدالة.

وفي السياق ذاته، أعلنت أسيل حداد، مؤسسة وكالة علاقات عامة، أنها شهدت زيادة بنسبة 175% في المشاهدات بعد تغيير جنسها في سيرتها الذاتية إلى ذكر قبل ثلاثة أسابيع. وأكدت حداد أنها تعتزم الاستمرار في استخدام هذا التغيير، مشيرة إلى أن «البيانات والتجارب العملية تثبت أن الفرص ليست متساوية كما يُروَّج لها»، في ظل منافسة شديدة في عالم الأعمال.

وتُعد «لينكدإن» منصة أساسية للتواصل المهني وإبرام الصفقات، ويبلغ عدد مستخدميها نحو 1.3 مليار شخص حول العالم، ما يجعل مسألة الظهور والوصول إلى الجمهور عاملاً مؤثراً في فرص العمل والدخل. وقالت سندي غالوب، ناشطة في حملة «الإنصاف في النشر» ومديرة تنفيذية سابقة في قطاع الإعلان، إن تراجع ظهور المنشورات يمثل تهديداً مباشراً لسبل العيش، موضحة أنها شهدت انخفاضاً كبيراً في مشاهدات منشوراتها رغم امتلاكها نحو 150 ألف متابع. وأضافت: «القمع الخوارزمي يعادل القمع الاقتصادي».

من جانبها، نفت «لينكدإن» وجود أي تمييز قائم على الجنس، مؤكدة في بيان رسمي أن خوارزمياتها «لا تستخدم الجنس معياراً للتصنيف»، وأن تغيير الجنس في الملف الشخصي لا يؤثر على ظهور المحتوى في نتائج البحث أو موجز الأخبار. وأضافت الشركة أنها تجري تقييماً دورياً لأنظمتها عبر ملايين المنشورات، مع مراجعات مستمرة لتعليقات المستخدمين، مشيرة إلى أن المنافسة على الظهور ازدادت مع ارتفاع عدد المنشورات بنسبة 15% سنوياً، والتعليقات بنسبة 24%.

ورغم هذا النفي، تشير دراسات أكاديمية إلى أن النساء يواجهن تحديات إضافية في الترويج لأنفسهن عبر المنصات الرقمية. وأظهرت ورقة بحثية نُشرت هذا العام في مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز» أن النساء يروجْن لأعمالهن بنسبة أقل بنحو 28% مقارنة بالرجال، نتيجة عوامل ثقافية وخشية من ردود فعل سلبية، ما يحد من فرصهن في بيئة رقمية تعتمد بدرجة كبيرة على إبراز الإنجازات الفردية.

وبينما تستمر «لينكدإن» في الدفاع عن سياساتها، يرى ناشطون أن المنصة باتت بحاجة إلى تحديثات جوهرية لتحسين تجربة المستخدم وضمان العدالة في الوصول، خاصة في وقت تتزايد فيه المنافسة على الانتباه، وتطغى فيه المحتويات المولدة بالذكاء الاصطناعي على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى.

في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها: