«وزارة الاتصالات»: استراتيجية 2030 تستهدف بناء الإنسان واكتشاف كوادر رقمية مؤهلة

فينتك جيت: مصطفى عيد

في إطار الجهود الوطنية لتعزيز جودة الخدمات الطبية وتوسيع نطاق الوصول للرعاية الصحية، استعرضت جلسة «صحة رقمية للجميع» في ثاني أيام قمة المرأة المصرية التي انطلقت أمس الأحد، برعاية رئيس مجلس الوزراء، أبرز المبادرات الرئاسية للتحول الرقمي في قطاع الصحة، بما يتيح تشخيصًا طبيًا عن بعد للمواطنين في مختلف المحافظات.

وركزت الجلسة التي تحدثت خلالها المهندسة هدى دحروج، مستشار وزير الاتصالات للتنمية المجتمعية الرقمية، ومدير مشروع التحول الرقمي من أجل التنمية المستدامة، وأدارتها الإعلامية دينا عبد الفتاح، رئيس ومؤسس منتدى الخمسين سيدة، التي أشرفت على الحوار ووجهت الأسئلة لتسليط الضوء على التحديات والفرص في التحول الرقمي للقطاع الصحي، وسبل مشاركة الشباب في هذا المسار الحيوي، على دور البنية التكنولوجية الذكية في تحسين الخدمات الطبية، وفتح آفاق جديدة أمام الشباب للابتكار في مجال الصحة الرقمية، وربط التكنولوجيات الحديثة بالسياسات الصحية لتعظيم الفائدة المجتمعية.

وقدمت “دحروج” رؤية متكاملة لكيفية توظيف التقنيات الرقمية لتعزيز جودة التشخيص والخدمات الصحية، وتسهيل وصول الرعاية الطبية لكل المواطنين دون استثناء، مع التركيز على التكامل بين القطاع الصحي والتكنولوجي.

وقالت إن استراتيجية وزارة الاتصالات 2030 تقوم على بناء الإنسان باعتباره المحور الرئيسي للتنمية، من خلال تقديم تدريبات ومنح مجانية متعددة في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وأكدت “دحروج” أن الوزارة تعمل على إعداد كوادر مؤهلة قادرة على العمل في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مشيرة إلى أن هذا القطاع يشارك بفاعلية في النمو الاقتصادي للدولة، مع زيادة مساهمته عامًا بعد عام.

وأوضحت أن الوزارة تنفذ برامج تدريبية تستهدف شباب مصر في مختلف المحافظات، من خلال جولات ميدانية وتدريبات متخصصة، ما أتاح الفرصة لعدد كبير من الشباب للاستفادة من هذه المنح، مؤكدة أن نجاحهم في استغلال تلك الفرص يمثل مصدر فخر كبيرًا.

وأضافت أن الدولة لم تعد تكتفي بتأهيل الكوادر فقط، بل تعمل على بناء صناعة متكاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) وتصديرها للخارج، مشيدة بمبادرة «أجيال مصر الرقمية» باعتبارها من أبرز المبادرات التي أطلقتها الوزارة على مدار السنوات الماضية.

وأشارت إلى أن الوزارة تستهدف تمكين المواطنين من استخدام التكنولوجيا بكفاءة للتعامل مع الخدمات الرقمية التي تقدمها الدولة، مؤكدة أن بناء الإنسان هو الأساس للاستفادة الحقيقية من التحول الرقمي.

ولفتت إلى أن وزارة الاتصالات تركز على قيادة عملية التحول الرقمي والوصول إلى الفئات الأكثر احتياجًا، مع تنفيذ العديد من المبادرات الموجهة للمرأة، إيمانًا بدورها المهم في التنمية المجتمعية.

وفيما يتعلق بمبادرة لدعم المحافظات البعيدة، أوضحت دحروج أنها انطلقت عام 2008 وبدأ تنفيذها في واحة سيوة، مؤكدة أن السيدات كنّ مصدر الإلهام الرئيسي للمبادرة.

وأشارت إلى أن الفكرة جاءت بعد لقاء سيدة اشتكت من عدم توافر علاج مناسب لابنها، ما دفع القائمين على المبادرة إلى البحث عن حلول تكنولوجية للتغلب على بُعد المناطق النائية عن الخدمات الطبية المتخصصة.

وأضافت أنه تم في البداية استخدام أدوات تكنولوجية بسيطة لربط المرضى بأطباء متخصصين في محافظات أخرى، ومع نجاح التجربة جرى تطوير الحلول التكنولوجية وتعميمها، ثم الانتقال بها من سيوة إلى النوبة، حيث أصبح من الممكن الحصول على الاستشارات الطبية من داخل المحافظة دون الحاجة إلى السفر خارجها.

وأوضحت أن مبادرة التطبيب عن بُعد توسعت لتشمل نحو 300 وحدة صحية في 27 محافظة، وذلك بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبالتعاون مع عدد من الوزارات، على رأسها وزارتي الصحة والاتصالات، ما أتاح للمرضى الحصول على استشارات طبية متخصصة من القاهرة بشكل سريع.

وأضافت أن المبادرة ساهمت في تطوير المنظومة الصحية، خاصة في الحالات الحرجة، كما أسهمت مع مرور الوقت في رفع كفاءة الأطباء بالمحافظات البعيدة وتقليل الحاجة إلى الإحالات الخارجية إلا في الحالات القصوى، وكان لها دور مهم خلال جائحة فيروس كورونا في تسريع وتيرة العلاج.

وأشارت إلى أن المبادرة قدمت خدماتها لنحو 300 ألف مريض، من خلال 316 نقطة صحية، وبمشاركة أكثر من 14 ألف طبيب واستشاري، مؤكدة أن المبادرة لا تزال بحاجة إلى مزيد من الدعم لضمان استمرارها وتوسيع نطاق تأثيرها.

وتأتي هذه الجلسة ضمن فعاليات النسخة الرابعة من قمة المرأة المصرية، التي تشارك فيها وزارات وهيئات حكومية، وسفراء، ورؤساء جامعات، وأعضاء هيئات التدريس، وقيادات مؤسسات عامة وخاصة، بالإضافة إلى وفود شبابية من الجامعات الحكومية والخاصة، بهدف تأسيس جسر عملي بين الأكاديميات والقطاع الخاص والجهات الدولية.

وشهدت القمة توقيع شراكة استراتيجية مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لتحويلها إلى برنامج طويل الأجل لدعم الشباب وتشجيع ريادة الأعمال، مع التركيز على دمج الابتكار والتكنولوجيا والعلوم الحديثة ضمن آليات الاقتصاد الوطني، بما يسهم في خلق فرص وظيفية مستدامة وتمكين الأجيال الجديدة.

كما تركز القمة على المحاور الرئيسية للتحولات الجذرية في سوق العمل، ومهارات المستقبل المطلوبة أمام الشباب والخريجين الجدد، من خلال جلسات وورش عمل متخصصة يشارك فيها نحو 100 متحدث من مصر ودول الخليج، وممثلي كبرى الشركات والمؤسسات الدولية، لمناقشة الفرص المتاحة وآليات الدمج بين التعليم والعمل في مجالات STEM والذكاء الاصطناعي.

في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها: