علاء فاروق: القطاع الزراعي بات يعتمد كلياً على العلم والتكنولوجيا ما يفتح آفاقاً واسعة لريادة الأعمال
محمود عيسى: التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي ينقلان الزراعة المصرية إلى عصر البيانات
حاتم العزاوي: التكنولوجيا وتحليل البيانات بوابة الدخول الآمن للزراعة التصديرية
محسن البلتاجي: الجودة وبناء السمعة مفتاحا نجاح الصادرات الزراعية المصرية
فينتك جيت: مصطفى عيد
في إطار تسليط الضوء على القطاعات الواعدة ودورها في إيجاد فرص جديدة للتشغيل والتمكين، افتتحت فعاليات اليوم الثاني من قمة المرأة المصرية، التي انطلقت نسختها الرابعة أمس الأحد برعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بجلسة تفاعلية خُصصت لمناقشة «الابتكار الزراعي بين يد الشباب»، وفي ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها القطاع الزراعي عالميًا، برزت الجلسة كمنصة حوارية تفاعلية ناقشت ملامح المستقبل الزراعي في مصر، والدور المتنامي للتكنولوجيا والبحث العلمي في تحقيق الاستدامة وتعزيز الأمن الغذائي.
وركزت الجلسة على خطط وزارة الزراعة واستراتيجياتها المرتبطة بالزراعة الذكية، وسلاسل الإمداد، والتكنولوجيا الحيوية، إلى جانب استعراض الفرص النوعية التي يتيحها القطاع أمام الشباب في مجالات باتت تتقاطع بشكل مباشر مع البرمجة، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة، والروبوتات، والتقنيات المتقدمة، وذلك بمشاركة ممثلين عن القطاع الحكومي، وشركات القطاع الخاص، وباحثين في مجالات الزراعة الحديثة.
وشارك في الجلسة كل من علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والمهندس محسن البلتاجي، رئيس جمعية تنمية وتطوير الحاصلات البستانية ونائب رئيس مجلس إدارة شركة بيلكو، والمهندس حاتم العزاوي، العضو المنتدب لشركة بيكو الزراعية، والمهندس محمود عيسى، المدير العام لشركة Aydi لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، فيما أدارت الجلسة السيدة نرمين الطاهري، عضو مجلس أمناء جامعة النيل.
أعلن علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، عن إطلاق مبادرة لفتح أبواب المراكز البحثية والمعامل التكنولوجية التابعة للوزارة أمام طلاب الجامعات والباحثين الشباب، لزيارتها واكتساب المزيد من الخبرات، والتعرف على ما تم بذله من جهود للتطوير، وفتح مجال أوسع لقدرات وطموحات الشباب من أجل تعزيز الابتكار الزراعي.
وأكد فاروق خلال مشاركته في ندوة “قمة تمكين الشباب في مجالات الـ STEM” التي استضافتها جامعة النيل، بحضور نخبة من كبار المستثمرين وممثلي الشركات الناشئة وطلاب التخصصات العلمية والتكنولوجية، كما شارك بالحضور أحمد كجوك وزير المالية، وعدد من الخبراء والعلماء، أن وزارة الزراعة هي “حاضنة للأفكار”، تسعد دائماً باستقبال الشباب، والاستفادة من طموحاتهم، وقدراتهم، مشدداً على أن هيكلة الوزارة الجديدة تضع تمكين الشباب وتحديث المعامل في مقدمة أولوياتها.
وفي لفتة داعمة للشباب، وجه وزير الزراعة دعوة مباشرة لطلاب الجامعات المصرية، وفي مقدمتهم طلاب جامعة النيل ليكونوا “نواة” لهذه المبادرة، لتنظيم زيارات علمية وميدانية مكثفة تشمل: المراكز البحثية والمعامل المتطورة للتعرف على أحدث تكنولوجيات استنباط البذور والتقاوي، معامل الحجر الزراعي والخدمات البيطرية للاطلاع على معايير الجودة وسلامة الغذاء، فضلا عن المزارع الكبرى والمشروعات القومية لاكتساب خبرات عملية في إدارة المساحات الشاسعة والميكنة الحديثة.
واستعرض الوزير جهود الوزارة في تحويل التحديات التي تواجه القطاع الزراعي إلى فرص هائلة، حيث تشمل تلك التحديات: التغيرات المناخية، ندرة المياه، الملوحة، وتفتت الحيازة، وغيرها، لافتاً إلى جهود الوزارة في تعزيز التحول الرقمي، واستخدام التكنولوجيات الحديثة، والاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية، فضلا عن تحويل كارت الفلاح إلى كارت بنكي متكامل، وإطلاق منصات الإرشاد الزراعي الرقمي، وقال إنه تم العمل أيضا على تطوير المحاصيل المقاومة للجفاف والحرارة لتقليل الفجوة الإنتاجية.
وأكد وزير الزراعة، على أن الدولة المصرية قد اتخذت العديد من الإجراءات للتيسير على المستثمرين وتشجيعهم، وتحسين مناخ الاستثمار، وذلك بإعتبار القطاع الخاص هو شريك أساسي لتحقيق التنمية.
ووجه الوزير رسالة طمأنة للشركات الناشئة والمستثمرين المتواجدين بالندوة، مؤكداً أن القطاع الزراعي بات يعتمد كلياً على العلم والتكنولوجيا، مما يفتح آفاقاً واسعة لريادة الأعمال في المجالات المتعلقة بالقطاع، وتشجع الابتكار الزراعي، مشددا على أن الدولة تدعم أفكار الشباب، وأن أبواب المراكز البحثية مفتوحة لتحويل مشاريع الشباب إلى واقع ملموس يخدم الأمن القومي الغذائي المصري.
وقال المهندس محمود عيسى، المدير العام لشركة «أيدي» مصر والشرق الأوسط، إن الشركة تعمل في مجال التكنولوجيا الزراعية وتسهم بشكل مباشر في دعم التحول الرقمي للقطاع الزراعي، موضحًا أن «أيدي» بدأت عملها في مصر منذ أربع سنوات، بينما تمتد عملياتها حاليًا إلى أكثر من 60 دولة حول العالم، في إطار رؤية تستهدف نقل الزراعة من العمل اليدوي التقليدي إلى منظومة قائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي.
وأوضح عيسى أن تطور البنية التحتية في مصر يمثل عنصرًا حاسمًا في تمكين هذا التحول، متوقعًا أن تصبح مصر خلال السنوات المقبلة من الدول الرائدة إقليميًا في مجال التكنولوجيا الزراعية. وأشار إلى أن إتاحة البيانات الدقيقة والتركيز على التحول الرقمي يفتحان المجال لتحسين الإنتاجية الزراعية ورفع كفاءة استخدام الموارد.
وأضاف أن الشركة تقدم حلولًا رقمية متكاملة لإدارة المزارع، تشمل متابعة العمالة، ورصد العمليات الفنية، وقياس إنتاجية كل عامل، إلى جانب حساب تكاليف كل محصول على حدة، بما يمنح المزارع رؤية دقيقة تساعده على اتخاذ قرارات أفضل وزيادة العائد.
وكشف عن إطلاق إضافة جديدة منذ شهرين تعتمد على الذكاء الاصطناعي، أصبحت متاحة للمزارعين في أكثر من 60 دولة، تقوم على تجميع التاريخ الكامل للمزرعة وتحليل بياناتها، مع إمكانية رفع تحاليل التربة والحصول على توصيات علمية دقيقة، بما يسهم في تحسين الإنتاجية وتقليل الفاقد.
وأكد محمود عيسى أن الشباب يمثلون الشريحة الأكثر تفاعلًا مع التكنولوجيا الحديثة، مشيرًا إلى أن القطاع الزراعي أصبح زاخرًا بالفرص أمامهم، سواء للعمل أو الابتكار، وأن انخراطهم في مسيرة التحول الرقمي يضمن استدامة التطوير ويعود بالنفع على الاقتصاد الزراعي ككل.
وقال حاتم العزاوي، الرئيس التنفيذي لشركة PICO الزراعية، إن مسيرته المهنية جاءت عبر مسار تدريجي جمع بين الدراسة الأكاديمية والخبرة العملية، موضحًا أنه درس الزراعة في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة، ثم انضم إلى الشركة وعمل في قطاعات متعددة وصولًا إلى المناصب القيادية. وأضاف أنه استكمل دراسته في مجال التمويل بالجامعة الأمريكية، ما أسهم في تكوين رؤية متكاملة تجمع بين الجانبين الزراعي والإداري.
وأوضح أن شركة PICO تتخصص في إنتاج المحاصيل الزراعية الطازجة، وعلى رأسها العنب والفراولة والأفوكادو، إلى جانب الخضراوات الورقية، مع تركيز أساسي على التصدير للأسواق الأوروبية رغم اشتراطاتها الصارمة، إلى جانب السعي لتنويع الأسواق داخل القارة الأفريقية.
وأكد العزاوي أن التنافسية في الزراعة التصديرية بلغت مستويات غير مسبوقة، في ظل تأثير التغيرات المناخية التي تفرض تحديات متغيرة من موسم لآخر، ما يقلل هامش الخطأ ويفرض دقة شديدة في إدارة عناصر الإنتاج والجودة والتكلفة.
وأشار إلى أن التكنولوجيا أصبحت عنصرًا حاسمًا في تعظيم الإنتاجية وضبط التكاليف، موضحًا أن الشركة تعتمد على تطبيقات تكنولوجية متقدمة في مختلف مراحل الإنتاج، بدءًا من حماية النبات والري والتسميد، وصولًا إلى التعبئة والجودة وإدارة الطاقة. وأكد أن الدخول إلى الأسواق الخارجية لم يعد ممكنًا دون الاعتماد على التكنولوجيا وتحليل البيانات والتحكم الدقيق في أداء المزارع.
وشدد في ختام حديثه على أن القطاع الزراعي بات يحمل فرصًا واعدة أمام الشباب، خاصة في مجالات التكنولوجيا الزراعية وإدارة البيانات، مؤكدًا أن حسن استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة هو مفتاح النجاح في هذا المجال.
وقال المهندس محسن البلتاجي، رئيس جمعية تنمية وتطوير الحاصلات البستانية، إن الجودة كانت حجر الأساس في مسيرة الجمعية منذ انطلاقها، وهو ما انعكس على قدرتها الحالية على تصدير 12 منتجًا زراعيًا للأسواق الخارجية. وأوضح أن الجمعية بدأت مبكرًا في زراعة وتصدير العنب، حتى وصلت اليوم إلى تصدير نحو 8 آلاف طن، بفضل الالتزام بمعايير الجودة وبناء سمعة قوية للمنتج المصري.
وأشار إلى أن مصر تصدر حاليًا نحو 77 ألف طن من التمور سنويًا، معتبرًا أن هذا الرقم لا يعكس الإمكانات الحقيقية للقطاع، ويؤكد الحاجة إلى تطوير منظومة العمل والعنصر البشري داخل هذه الصناعة الواعدة.
وأوضح البلتاجي أن انخراط طلاب الجامعات في سن مبكرة داخل الأنشطة الزراعية يسهم في تكوين خبرات عملية حقيقية، مؤكدًا أن التعليم الأكاديمي يجب أن يتكامل مع التدريب العملي لتحقيق استراتيجية الدولة الزراعية، بالشراكة بين الوزارات المختلفة والقطاع الخاص.
وأضاف أن التصدير الزراعي منظومة متكاملة لا تقتصر على الإنتاج، بل تشمل الخدمات اللوجستية والنقل والتسويق الخارجي، وتتطلب تناغمًا بين مختلف مؤسسات الدولة.
وأكد أن اشتداد المنافسة وارتفاع المعايير العالمية يفرضان ضرورة تفعيل دور الجمعيات التعاونية، وتسهيل عملها لتحقيق التكامل بين صغار المزارعين، خاصة الشباب، مشددًا على أن التعليم الجيد والتدريب المستمر يمثلان الركيزة الأساسية لمستقبل الزراعة المصرية.
وانطلقت أمس الأحد فعاليات النسخة الرابعة من قمة المرأة المصرية، تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بمشاركة رفيعة المستوى ضمت وزراء التخطيط، والمالية، والزراعة واستصلاح الأراضي، والعمل، إلى جانب عدد من السفراء ورؤساء مؤسسات دولية، ورؤساء 28 جامعة مصرية وأجنبية.
وشهدت القمة حضورًا واسعًا تجاوز 6 آلاف مشارك من الوزراء وكبار المسؤولين وصنّاع السياسات، وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، والسفراء، وقيادات المؤسسات العامة والخاصة، وأعضاء هيئات التدريس بالجامعات، وقيادات نسائية من مصر والدول العربية والأفريقية، فضلًا عن وفود شبابية من الجامعات الحكومية والخاصة، في خطوة تستهدف تأسيس أول جسر عملي يربط بين المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص والجهات الدولية، لتمكين الشباب والمرأة من استشراف وظائف المستقبل في مجالات STEM والذكاء الاصطناعي.
وتنعقد القمة، التي ينظمها منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيرًا بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، وبمشاركة فاعلة من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، بمقر جامعة النيل الأهلية على مدار يومين، وسط تركيز خاص على التحولات الجذرية التي تشهدها سوق العمل عالميًا، في ظل التسارع غير المسبوق للتطور التكنولوجي وتغير أنماط الإنتاج، بما أعاد صياغة معايير النجاح لتتجاوز التحصيل الأكاديمي إلى امتلاك المهارات التطبيقية والقدرة على التفكير النقدي والتكيف مع المتغيرات.
وتركز القمة على ثلاثة محاور رئيسية، يتصدرها المحور الرئيسي المنعقد بحضور الوزراء وكبار المسؤولين، إلى جانب جلسات وورش عمل متخصصة يشارك فيها نحو 100 متحدث من مصر ودول الخليج، وممثلي كبرى الشركات والمؤسسات الدولية، لمناقشة رؤية سوق العمل والمهارات المطلوبة والفرص المتاحة أمام الخريجين خلال السنوات المقبلة.
وشهدت القمة توقيع شراكة استراتيجية مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، تستهدف تحويل القمة إلى برنامج طويل الأجل لدعم الشباب وتشجيع ريادة الأعمال، وتوفير مسارات تمويل بديلة خارج الإطار المصرفي التقليدي، بما يفتح آفاقًا أوسع أمام الأفكار الابتكارية والمشروعات الناشئة.
ويشهد اليوم الثاني جلسات متخصصة بحضور عدد من الوزراء، من بينهم وزير الزراعة الذي يلتقي طلاب كليات الزراعة، ووزير المالية الذي يستعرض خريطة الفرص المتاحة في سوق العمل، إلى جانب جلسة للهيئة العامة للرقابة المالية تتناول آليات التمويل غير المصرفي ودورها في دعم المشروعات الشبابية.
وتختتم القمة بتكريم الفائزين في تحدٍ ابتكاري أُطلق بالتعاون مع جامعة النيل، واستمر لأكثر من شهر، وشارك فيه نحو 200 مشروع، جرى تصفيتها عبر مراحل متعددة لاختيار ستة مشروعات فائزة في مجالي الذكاء الاصطناعي الصناعي والتكنولوجيا المالية، على أن يتم استكمال العمل على باقي المشروعات وربطها بجهات الدعم والتمويل.
في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها:









