فنتيك جيت: مصطفى عيد
شاركت غادة غيث، مدير أول الاتصالات المؤسسية والمسؤولية الاجتماعية للشركات بالبنك المصري لتنمية الصادرات «EBank»، ، اليوم الأحد فى جلسة “فن التأثير.. وبناء علامتك التجارية” ضمن فعاليات اليوم الثاني من قمة المرأة المصرية 2025، حيث أكدت أن مسيرتها المهنية تمثل نموذجًا حيًا لفكرة أن النجاح لا يبدأ دائمًا من الحلم الأصلي، بل من الإخلاص لما يفرضه الواقع، حتى يتحول العمل نفسه إلى شغف حقيقي.
وقالت غيث إن حلمها الأول لم يكن العمل في القطاع المصرفي، إذ كانت تتطلع منذ الصغر إلى دراسة الإعلام والعمل بالإذاعة، لتبدأ رحلتها الأكاديمية بدراسة اللغة الإنجليزية، مدفوعة بحبها للقراءة واللغات، قبل أن تقودها الظروف لاحقًا إلى العمل في البنوك.
وأوضحت أن دخولها المجال المصرفي شكّل تحديًا كبيرًا في بدايته، لكنها قررت منذ اللحظة الأولى ألا تكون مجرد رقم داخل المؤسسة، بل أن تسعى للتميز من خلال التعلم المستمر، والالتحاق بالدورات التدريبية، والعمل في أكثر من قطاع داخل البنك، وهو ما مكّنها من بناء خبرة تراكمية واسعة.
واستعرضت غيث محطات بارزة في مسيرتها المهنية، من بينها عملها لسنوات طويلة داخل «CIB»، ثم «MTI Paribas»، قبل أن تنضم إلى البنك المصري لتنمية الصادرات، حيث شاركت في تنفيذ تجربة تحول مؤسسي شاملة، هدفت إلى إعادة تقديم البنك بصورة عصرية مبتكرة، قائمة على التكنولوجيا والابتكار، مؤكدة أن هذه التجربة كانت من أقرب التجارب إلى قلبها مهنيًا.
وأشادت بدور القيادات التي أثّرت في مسيرتها، وعلى رأسها الراحلة ميرفت سلطان، الرئيس التنفيذي الأسبق للبنك، واصفة إياها بالشخصية الرؤيوية التي منحت فريقها الثقة والمساحة للتفكير التحويلي، والعمل على بناء هوية مؤسسية مختلفة تتماشى مع تطورات السوق.
وشددت غيث على أهمية الجرأة في اقتناص الفرص، معتبرة أن التردد هو العدو الأول للتقدم المهني، مؤكدة أن التعلم لا يرتبط بعمر أو مسار واحد، وأن الانتقال بين التخصصات يفتح آفاقًا أوسع للنمو إذا اقترن بالاجتهاد والالتزام.
وفيما يتعلق بالعلامة الشخصية، أوضحت أن التميز الحقيقي لا يكمن فقط في النجاح، بل في القدرة على بناء شخصية مهنية مختلفة، قائلة إن الأطباء والمهندسين والمصرفيين كُثُر، لكن القليل فقط هم من يصنعون لأنفسهم بصمة واضحة، مشيرة إلى أن التميز يتطلب الفضول المعرفي، والبحث الدائم، والاستعداد لمواكبة التغيرات السريعة في العالم.
ووجهت غيث رسالة للشباب بضرورة عدم الخوف من المنافسة أو العمل مع أصحاب الخبرات القوية، مؤكدة أن البيئة التنافسية الصحية ترفع مستوى الجميع، وتخلق فرصًا حقيقية للتطور، واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الشغف، والفضول، والاستعداد للتعلم المستمر، هي الركائز الأساسية لأي رحلة نجاح مستدامة.
وجاءت هذه الجلسة ضمن فعاليات النسخة الرابعة من قمة المرأة المصرية التي تشارك فيها وزارات وهيئات حكومية، وسفراء، ورؤساء جامعات، وأعضاء هيئات التدريس، وقيادات مؤسسات عامة وخاصة، بالإضافة إلى وفود شبابية من الجامعات الحكومية والخاصة، بهدف تأسيس جسر عملي بين الأكاديميات والقطاع الخاص والجهات الدولية.
وشهدت القمة توقيع شراكة استراتيجية مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لتحويلها إلى برنامج طويل الأجل لدعم الشباب وتشجيع ريادة الأعمال، مع التركيز على دمج الابتكار والتكنولوجيا والعلوم الحديثة ضمن آليات الاقتصاد الوطني، بما يسهم في خلق فرص وظيفية مستدامة وتمكين الأجيال الجديدة.
كما ركزت القمة على المحاور الرئيسية للتحولات الجذرية في سوق العمل، ومهارات المستقبل المطلوبة أمام الشباب والخريجين الجدد، من خلال جلسات وورش عمل متخصصة يشارك فيها نحو 100 متحدث من مصر ودول الخليج، وممثلي كبرى الشركات والمؤسسات الدولية، لمناقشة الفرص المتاحة وآليات الدمج بين التعليم والعمل في مجالات STEM والذكاء الاصطناعي.









