استبيان: ثقة الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين العالميين بآفاق النمو الاقتصادي تبقى قوية خلال 2026 رغم التحديات العالمية

فينتك جيت: محمد بدوي

كشف استبيان جديد أجرته شركة “تينيو – Teneo”، الشركة العالمية المتخصصة في تقديم الاستشارات الاستراتيجية للرؤساء والمديرين التنفيذيين حول العالم. أن قادة الشركات والمستثمرين حول العالم لا يزالون واثقين من آفاق النمو الاقتصادي العالمي مع الاقتراب من دخول عام 2026. متوقعين بأن تشهد الاستثمارات المحلية والدولية، ومعدلات التوظيف. وأنشطة الاندماج والاستحواذ نمواً خلال العام المقبل. وشمل الاستبيان أكثر من 350 رئيساً تنفيذياً لشركات عالمية مدرجة، إضافة إلى 400 من مديري المؤسسات الاستثمارية العالمية. حيث تمثل هذه الشركات والمؤسسات مجتمعة نحو 19 تريليون دولار أمريكي من القيمة السوقية للشركات والمحافظ الاستثمارية حول العالم.

وبشكل عام، يتوقع 73% من الرؤساء التنفيذيين و82% من المستثمرين تحسن الاقتصاد العالمي خلال العام 2026. إلا أن ثقة الرؤساء التنفيذيين للشركات الكبرى تراجعت بمقدار 20 نقطة مئوية مقارنة بالعام الماضي. في انعكاس مباشر للتحديات التي تشهدها بيئة الأعمال العالمية، بما في ذلك اضطرابات التجارة الدولية، وعدم الاستقرار الجيوسياسي. وتسارع وتيرة التقدم التكنولوجي. في المقابل، يظل الرؤساء التنفيذيون للشركات متوسطة الحجم والمستثمرون متفائلين بقوة. حيث يتوقع ثلاثة من كل أربعة من الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين زيادة في أنشطة وعمليات الاندماج والاستحواذ خلال العام المقبل.

توظيف أصحاب الكفاءات والمواهب

وقال بول كيري، الرئيس التنفيذي لشركة تينيو: “في أعقاب المستويات القياسية من الثقة التي سادت أوساط الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين بعد الانتخابات الأمريكية العام الماضي. لا تزال حالة التفاؤل سائدة بشكل عام تجاه النمو الاقتصادي خلال العام 2026. حيث يتوقع معظم المشاركين في الاستبيان زيادة في معدلات التوظيف على المدى القصير، إلى جانب زيادة في أنشطة الاندماج والاستحواذ والاستثمارات المحلية والدولية. وتظل الولايات المتحدة السوق الأكثر جاذبية للاستثمار عالمياً، حيث تسهم السياسات. لا سيما تلك المتعلقة بالتقدم التكنولوجي وتبسيط الأطر التنظيمية – في خلق بيئة داعمة للنمو. كما أصبحت الشركات أكثر قدرة على التكيف مع الاضطرابات خلال السنوات الأخيرة، ما يدعم مستويات الثقة الحالية”.

وقالت أورسولا بيرنز، رئيسة مجلس إدارة شركة تينيو: “من المتوقع أن تشهد معدلات الإنفاق على تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي ارتفاعاً جديداً في عام 2026. حيث يعتزم 68% من الرؤساء التنفيذيين زيادة استثمارات شركاتهم في الذكاء الاصطناعي. وبالتوازي مع هذا الاستثمار، ستسهم زيادة معدلات توظيف أصحاب الكفاءات والمواهب عبر مختلف المستويات الوظيفية في تحقيق طموحات الشركات في مجال الذكاء الاصطناعي. غير أن استبياننا يظهر أن المستثمرين باتوا أكثر استعجالاً لتحقيق عائد ملموس على هذه الاستثمارات. ما يخلق حالة من الضغط والترقب سيكون من المهم متابعتها خلال العام المقبل”.

أبرز نتائج الاستبيان:

آفاق النمو: ثقة محسوبة وتفاؤل بحذر

يتوقع 73% من الرؤساء التنفيذيين و82% من المستثمرين تحسن الاقتصاد العالمي في عام 2026. مقارنة بـ77% و86% على التوالي في عام 2025.
لا يزال المستثمرون متفائلين بإمكانية الوصول إلى التمويل من أسواق الأسهم (41% متفائلون للغاية). وبقدرة الشركات على تحمل مستويات الدين (45% متفائلون للغاية)، وبسهولة الوصول إلى أسواق الدين (41% متفائلون للغاية).
يشير أكثر من 80% من الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين إلى أن التغييرات الأخيرة في السياسات المتعلقة بالتقدم التكنولوجي. وتبسيط الأطر التنظيمية كانت مفيدة لأعمالهم.

يستمر التفاؤل القوي حيال عمليات الاندماج والاستحواذ. حيث يتوقع ثلاثة من كل أربعة من الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين زيادة في هذه الأنشطة خلال عام 2026.

يعد الرؤساء التنفيذيون في قطاعات الرعاية الصحية والموارد الطبيعية الأكثر تفاؤلاً بشأن آفاق عمليات الاندماج والاستحواذ. يليهم نظراؤهم في القطاعين الصناعي والتكنولوجي.
يعتقد كل من الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين أن ارتفاع تكاليف رأس المال يمثل العائق الرئيسي أمام تنفيذ صفقات الاندماج والاستحواذ.

إعادة رسم خريطة العولمة

يتفق 60% من الرؤساء التنفيذيين و57% من المستثمرين على أن مسار تراجع العولمة سيتسارع خلال عام 2026. ويعتقد الرؤساء التنفيذيون أن الهند ستتجاوز الصين من حيث الأهمية الاستراتيجية في غضون السنوات العشر المقبلة.

يظل حجم السوق الصيني، وقوة التصنيع وسلاسل الإمداد، والريادة في التكنولوجيا والابتكار. عوامل تجعل الصين أولوية استراتيجية رئيسية حالياً بالنسبة للرؤساء التنفيذيين والمستثمرين خلال السنوات الخمس المقبلة.

ينظر الرؤساء التنفيذيون إلى الهند باعتبارها في مسار نمو متصاعد خلال العقد المقبل، بوصفها محركاً للطلب ومركزاً للمواهب. مع توقع أن يسهم نمو السوق والابتكار في تعزيز التنافسية العالمية على المدى الطويل.

ينقسم الرؤساء التنفيذيون والمستثمرون بالتساوي حول ما إذا كانت الحالة الجيوسياسية الراهنة ظاهرة مؤقتة وفريدة يمكن التعامل معها على هذا الأساس، أم بداية لإعادة ترتيب طويلة الأمد للوضع القائم.
إلى جانب التكنولوجيا واستدامة سلاسل الإمداد، تظل التطورات الجيوسياسية من أبرز مصادر القلق لدى قادة الشركات والمستثمرين الذين يستعدون للتكيف مع استمرار الاضطرابات في عام 2026.

السعي إلى العائد يدفع إنفاق الذكاء الاصطناعي للارتفاع

وفقاً للمشاركين في الاستبيان، يُعد الذكاء الاصطناعي أسرع مجالات الاستثمار نمواً في عام 2026. مع اعتزام 68% من الرؤساء التنفيذيين زيادة معدلات الإنفاق لتسريع تبني الذكاء الاصطناعي في شركاتهم.
يرى 88% من الرؤساء التنفيذيين و84% من المستثمرين أن الذكاء الاصطناعي يسهم في تمكين الشركات من التخفيف من آثار الاضطرابات أو التعامل معها بفاعلية.

يتوقع 84% من الرؤساء التنفيذيين في الشركات الكبرى أن يستغرق تحقيق العائد على الاستثمار من مبادرات الذكاء الاصطناعي الجديدة أكثر من ستة أشهر، في حين يتوقع 53% من المستثمرين تحقيق العائد خلال ستة أشهر أو أقل.
أقل من نصف مشاريع الذكاء الاصطناعي تحقق حالياً عائداً إيجابياً، مع تحقيق مكاسب في مجالات الكفاءة الداخلية والتطبيقات الإدارية وتلك الموجهة للعملاء.

إلى جانب العائد المالي، يرى الرؤساء التنفيذيون والمستثمرون أن أبرز النجاحات تحققت في مجالي التسويق وخدمة العملاء، في حين تظل التطبيقات الأعلى من حيث المخاطر والتعقيد مثل الأمن، والشؤون القانونية، والموارد البشرية، الأكثر تحدياً.

الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل القوى العاملة، لا يستبدلها

يتوقع معظم الرؤساء التنفيذيين أن يسهم الذكاء الاصطناعي في زيادة معدلات التوظيف خلال عام 2026، حيث يتوقع 67% زيادة في الوظائف المبتدئة و58% في المناصب القيادية العليا.

تعيد الشركات تشكيل مهارات قواها العاملة لديها على المدى القريب لتسريع تحقيق العائد على الاستثمار من تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وتنفيذ أولويات الأعمال، دون أن يشير ذلك إلى مسار تصاعدي طويل الأمد.
يعطي الرؤساء التنفيذيون الأولوية في عام 2026 لتعزيز القدرات البشرية بالذكاء الاصطناعي (50%) ورفع مهارات الكفاءات (46%)، بما يعكس تركيزاً مزدوجاً على الأتمتة وتنمية القدرات البشرية.

ترى الغالبية العظمى من الرؤساء التنفيذيين أن الذكاء الاصطناعي والابتكار والمرونة تمثل مهارات أساسية للجيل القادم من الرؤساء التنفيذيين.
تُعد المهارات الإبداعية أهم القدرات التي يحتاجها القادة من فرقهم التنفيذية، بما يؤكد أن مستقبل القيادة لا يعتمد فقط على النضج التكنولوجي أو المهارات التقنية.

وكان فريق البيانات والرؤى والتحليلات الداخلي في شركة “تينيو” قد أجرى استبيان “الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين العالميين 2026″، والذي استطلع آراء أكثر من 750 رئيساً تنفيذياً ومديراً لمؤسسات استثمارية عالمية، حيث تمثل هذه الشركات والمؤسسات مجتمعة نحو 19 تريليون دولار أمريكي من حيث القيمة السوقية والأصول المُدارة عالمياً. ويمثل الرؤساء التنفيذيون المشاركون في الاستبيان توزيعاً عالمياً لشركات عالمية مدرجة ذات إيرادات سنوية لا تقل عن مليار دولار أمريكي، بينما يمثّل المستثمرون المشاركون في الاستبيان عينة من المستثمرين العالميين المتخصصين في مجالات الاستثمار المصرفي، والاستثمار المؤسسي، واستثمارات رأس المال الجريء، وإدارة الأصول، ورأس المال الخاص، والأسهم الخاصة، وصناديق التحوط. وقد أجريت الدراسة في الفترة بين 14 أكتوبر و10 نوفمبر 2025.

في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها: