فنتيك جيت : محمد بدوي
تعيش الأسواق العالمية حالة من التفاؤل الحذر، في ظل تداخل عوامل جيوسياسية ونقدية تعيد تشكيل المشهد الاستثماري مع اقتراب نهاية عام 2025. فبين مؤشرات متزايدة على إمكانية التوصل إلى تسوية تنهي الحرب في أوكرانيا ، ورسائل متباينة من البنوك المركزية الكبرى بشأن مسار أسعار الفائدة، تتأرجح شهية المستثمرين بين المخاطرة والتحوّط. وفي هذا السياق ، يرصد تقرير فريق الأبحاث في ساكسو بنك تحركات لافتة في الأسهم والعملات والسلع والدخل الثابت ، تعكس مرحلة انتقالية دقيقة قد ترسم ملامح الأسواق العالمية خلال الفترة المقبلة.
الاقتصاد الكلي:
قدّم المفاوضون الأميركيون لأوكرانيا ضمانات أمنية شبيهة بالمادة الخامسة ضمن إطار محتمل للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب ، في وقت قال فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن التسوية باتت أقرب من أي وقت مضى ، مع إشارته إلى أن على كييف تقديم تنازلات إقليمية. وفي السياق نفسه ، أصدر القادة الأوروبيون إعلاناً يحدّد إطاراً يتضمن ضمانات أمنية، وآلية لمراقبة وقف إطلاق النار، ودعماً لمسار انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، إن السياسة النقدية باتت في وضع مناسب عقب خفض الفائدة الأسبوع الماضي، متوقعاً تسارع النمو بدعم من التحفيز المالي، والأوضاع المالية المواتية، والاستثمار في الذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أن التضخم قد ينخفض بشكل طفيف إلى ما دون 2.5% العام المقبل قبل أن يبلغ الهدف البالغ 2% في عام 2027.
في كندا، استقر معدل التضخم العام عند 2.2% في نوفمبر 2025، دون التوقعات البالغة 2.3%، ليواصل الاقتراب من هدف بنك كندا قصير الأجل عند 2%.
الأسهم:
الولايات المتحدة:
تراجعت الأسهم الأميركية مع استمرار موجة بيع في قطاع التكنولوجيا وترقّب المستثمرين لبيانات اقتصادية، حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.2% مسجلاً ثاني تراجع متتالٍ، في حين هبط ناسداك 100 بنسبة 0.5% للجلسة الثالثة على التوالي.
وفي تطور منفصل، تخطط ناسداك لتقديم طلب إلى هيئة الأوراق المالية الأميركية (SEC) لتمديد ساعات تداول الأسهم والمنتجات المتداولة في البورصة إلى 23 ساعة يومياً، خمسة أيام في الأسبوع.
أوروبا:
ارتفعت الأسهم الأوروبية، حيث صعد مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 0.7%، ومؤشر ستوكس أوروبا 600 بنسبة 0.8%.
وتعرّض قطاع الدفاع لضغوط بعد أن لمح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إمكانية التخلي عن السعي للانضمام إلى حلف الناتو، ما عزز الآمال بإجراء محادثات سلام. وهبط سهم راينميتال بنسبة 2.6%، ما أثر سلباً على أسهم القطاع الدفاعي.
العملات:
تراجع مؤشر الدولار يوم الاثنين مع ترقّب المتعاملين لبيانات الوظائف الأميركية المؤجلة لتوجيه توقعاتهم لمسار أسعار الفائدة. في المقابل، تفوّق الين الياباني على نظرائه في مجموعة العشر، وسط رهانات على أن بنك اليابان سيرفع الفائدة هذا الأسبوع.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يرفع محافظ البنك كازو أويدا سعر الفائدة الرئيسي إلى أعلى مستوى له منذ ثلاثة عقود يوم الجمعة، إلا أن الرؤية لما بعد ذلك تبقى ضبابية في ظل تعارض حاجة الحكومة لتمويل منخفض التكلفة مع ضعف الين الذي يرفع أسعار الواردات.
وفي آخر أسبوع تداول كامل من عام 2025 ، تعقد عدة بنوك مركزية اجتماعاتها، من بينها بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان، إلى جانب السويد والنرويج.
وعلى مستوى الأسواق الناشئة، تدرس كل من تشيلي وكولومبيا وإندونيسيا والمكسيك قرارات تتعلق بأسعار الفائدة.
تراجع الدولار/ين بنسبة 0.4% إلى 155.23 بعد أن أظهر مسح تانكان ارتفاع ثقة كبار المصنعين في اليابان إلى أعلى مستوى في أربع سنوات.
استقر الدولار/الدولار الكندي قرب 1.3773 عقب بيانات التضخم.
ارتفع الدولار/الكرونة السويدية بنسبة 0.2% إلى 9.2920، مع توقعات قوية لأداء الكرونة في 2026.
صعد اليورو/الدولار بنسبة 0.1% إلى 1.1750.
استقر الجنيه الإسترليني/الدولار قرب 1.3372.
تراجع الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.4% إلى 0.5782 بعد إشارات من البنك المركزي إلى تشدد الأوضاع المالية.
انخفض الدولار الأسترالي بنسبة 0.2% إلى 0.6639.
السلع:
هبط خام غرب تكساس الوسيط (WTI) إلى ما دون 57 دولار للبرميل — وهو أدنى مستوى منذ فبراير 2021 — في تداولات ضعيفة قبيل عطلة نهاية العام،
وسط تذبذب الأسهم وتجدد التفاؤل بشأن اتفاق سلام محتمل في أوكرانيا. ويُنظر إلى أي تسوية محتملة على أنها قد تخفف القيود على تدفقات النفط الروسي في سوق تعاني أصلاً من وفرة في المعروض.
في المقابل، استقر الذهب بعد خمسة أيام من المكاسب مع انتظار المستثمرين لبيانات أميركية توضح شهية الفيدرالي لمزيد من خفض الفائدة ، ليتداول المعدن الأصفر قرب 4309 دولارات للأونصة، أي أقل بنحو 80 دولار من ذروته القياسية في أكتوبر عند 4381.52 دولار.
كما استقرت الفضة عند 64.09 دولار، فيما سجل البلاتين والبلاديوم ارتفاعات طفيفة.
الدخل الثابت :
أنهت سندات الخزانة الأميركية تعاملاتها على تباين طفيف مع انحدار أكبر لمنحنى العائد، حيث دفعت صفقات كبيرة على عقود السنتين والسندات طويلة الأجل الفارق بين عوائد السنتين والثلاثين إلى نحو 135 نقطة أساس — وهو الأعلى منذ نوفمبر 2021. وتركّز الطلب في سوق الخيارات على رهانات بارتفاع عائد السندات لأجل 10 سنوات حول مستوى 4%.
في أوروبا والمملكة المتحدة، شهدت السندات موجة Bull Flattening مع تفوق أداء الآجال الطويلة ، حيث تراجعت عوائد السندات البريطانية لأجل 30 عاماً بمقدار 3 نقاط أساس إلى 5.24%، فيما انخفضت عوائد السندات الفرنسية والإيطالية المماثلة بنقطتين أساس إلى 4.44% و4.40% على التوالي، مع تحوّل الأنظار إلى بيانات سوق العمل البريطانية ، ومزاد سندات 2031، ومؤشرات مديري المشتريات في منطقة اليورو، ومؤشر ZEW الألماني.
روابط ذات صله :
«آي صاغة»: أسعار الذهب ترتفع 10 جنيهات في السوق المحلية وسط ضبابية السياسة النقدية الأمريكية
الأسواق العالمية تترقب بيانات النمو والتضخم في الولايات المتحدة هذا الأسبوع









