مؤسس «Morpho Investments»: الزراعة والصناعات التحويلية في صدارة القطاعات الجاذبة للاستثمار

فينتك جيت: مصطفى عيد

أكد أيمن سليمان، مؤسس وشريك تنفيذي في Morpho Investments والرئيس التنفيذي السابق لـصندوق مصر السيادي، أن المرحلة الراهنة تفرض التركيز على التصدير باعتباره أحد المحركات الأساسية للنمو الاقتصادي، في ضوء المتغيرات التي أعقبت تحرير سعر الصرف وإعادة تسعير العملة، وما نتج عنها من فرص تنافسية جديدة لعدد من القطاعات الإنتاجية داخل الاقتصاد المصري.

جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الأولى من مؤتمر جريدة «حابي»، المنعقد اليوم الثلاثاء تحت عنوان «نظرة القطاع الخاص لبيئة ممارسة الأعمال في مصر»، والتي ناقشت رؤية القطاع الخاص لمناخ الأعمال، وقراءة الإجراءات الحكومية الهادفة إلى تنشيط دور القطاع الخاص وإلغاء الامتيازات الممنوحة للشركات الحكومية، إلى جانب بلورة قائمة مختصرة بمطالب أساسية من شأنها تعزيز ثقة الاستثمار الخاص في الاقتصاد المصري.

وأوضح سليمان أن الصناعات كثيفة العمالة أصبحت من أكثر القطاعات جذبًا للاستثمار في الوقت الحالي، بعدما اكتسبت ميزة تنافسية واضحة نتيجة تغيرات سعر الصرف، مشيرًا إلى أن هذه الميزة مؤقتة بطبيعتها وقابلة للتآكل بمرور الوقت، وهو ما يتطلب التحرك السريع لاستغلالها قبل فقدانها. وأضاف أن هذا القطاع يمثل أحد المجالات التي يمكن أن تحظى بتوافق واسع بين مختلف الأطراف باعتباره من القطاعات الواعدة والقادرة على توليد فرص عمل وزيادة الصادرات.

المهارات البشرية المحلية

وأشار سليمان إلى أن الأراضي الزراعية تشهد طلبًا متزايدًا وحركة نشطة في السوق، مدفوعة بالاهتمام المتنامي بالأنشطة الزراعية والصناعات الغذائية والصناعات التحويلية المرتبطة بها، لافتًا إلى أن هذه القطاعات تتمتع بدرجة عالية من الجاهزية الاستثمارية، سواء من حيث القيمة المضافة أو الاعتماد على المهارات البشرية المحلية.

وأكد أن سلاسل القيمة في العديد من الصناعات تبدأ من الزراعة وتمتد عبر مراحل إنتاجية متعددة، ما يعزز من أهميتها الاقتصادية ودورها في تعميق التصنيع المحلي وزيادة العائد من التصدير.

وأوضح سليمان أن هناك قطاعات باتت تُصنّف حاليًا كـ«قطاعات ساخنة»خلال الفترة الحالية والمتوقعة على مدى 48 إلى 50 شهرًا مقبلة، وهي قطاعات تشهد بالفعل تدفقات استثمارية ملموسة، حتى وإن تجنب بعض المستثمرين الإعلان عنها بشكل صريح بدافع الحفاظ على الميزة التنافسية.

وأشار إلى أن تحسن مستوى قابلية التنبؤ بالمؤشرات الاقتصادية وعناصر السوق بنسبة تتراوح بين 30% و50% خلال العام الحالي والعام المقبل، من شأنه تشجيع المستثمرين على اتخاذ قرارات استثمارية أسرع وأكثر جرأة مقارنة بالفترات السابقة التي اتسمت بارتفاع درجة عدم اليقين.

وشدد سليمان على أن الاستثمار المباشر في القطاعات التي تحظى بتوافق عام يوفر قدرًا أكبر من الاستقرار، خاصة في حال وجود دعم واضح لها، وعدم تبني سياسات قد تضر بها أو تعرقل نموها، مؤكدًا أن وضوح الرؤية واستقرار السياسات يمثلان عنصرين حاسمين في جذب الاستثمارات طويلة الأجل.

تحولات هيكلية عميقة

وتطرق مؤسس «Morpho Investments» إلى مفهوم التصدير بمعناه الواسع، موضحًا أن التوجه نحو التصدير لا يقتصر على السوق المحلية، بل يتم ضمن بيئة دولية تشهد تحولات هيكلية عميقة. وأشار إلى أن التغيرات في سلاسل الإنتاج العالمية لم تبدأ مع الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لكنها كانت قائمة بالفعل، وجاءت هذه الحرب لتُسرّع وتيرة التحول وتربك المنظومة القائمة، دون أن تكون السبب الرئيسي فيها.

وأوضح أن سلاسل الإنتاج العالمية التي اعتمدت على نموذج التصنيع الخارجي (Offshoring) على مدار 30 إلى 40 عامًا تعرضت لاختبارات قاسية، سواء خلال جائحة كورونا أو مع الحرب في أوكرانيا، ما كشف عن محدودية قدرتها على الصمود أمام الأزمات العالمية.

وأكد أن هذه التطورات دفعت العالم إلى التحول تدريجيًا نحو نموذج التصنيع القريب من الأسواق (Near-shoring)، وهو ما خلق فرصة استراتيجية لمصر ودول أخرى مماثلة، نظرًا لموقعها الجغرافي القريب من الأسواق الرئيسية، وتوافر العمالة، والبنية الأساسية القابلة للتطوير.

وأكد سليمان على أن العالم يشهد حاليًا تحولًا تدريجيًا في مراكز الإنتاج من آسيا إلى أفريقيا، وربما أمريكا الجنوبية، في امتداد لتحولات تاريخية شهدها الاقتصاد العالمي خلال القرن الماضي، مشددًا على أن هذه اللحظة تمثل فرصة ذهبية لمصر لتعزيز موقعها كمركز إقليمي للإنتاج والتصدير، شريطة وضوح الرؤية وسرعة اتخاذ القرار.

في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها: