أهم استثماراته في قطاع التكنولوجيا.. الملياردير «محمد لطفي منصور» يترك «بريطانيا» ويعود إلى «مصر» بسبب الضرائب

فنتيك جيت – وكالات

أعلن الملياردير المصري محمد منصور نقل مقر إقامته من بريطانيا إلى مصر، في خطوة تعكس تحولات لافتة في قرارات كبار أصحاب الثروات عالميًا، وتأتي ضمن موجة متزايدة من هجرة المليارديرات من المملكة المتحدة، على خلفية تغيّرات ضريبية وتنظيمية أثّرت على جاذبية الإقامة والاستثمار هناك.

ويُعد منصور من أبرز رجال الأعمال المصريين على الساحة الدولية، إذ يقود مجموعة منصور ذات الأنشطة المتنوعة في قطاعات السيارات، والتجزئة، والأغذية، والخدمات اللوجستية، إلى جانب ذراعه الاستثمارية Man Capital، التي تمثل محورًا رئيسيًا لاستثماراته في قطاع التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي.

الاستثمارات المحلية لمجموعة منصور

وعلى الصعيد المحلي، تمتلك مجموعة منصور حضورًا استثماريًا قويًا في مصر منذ عقود، حيث تنشط في قطاع السيارات عبر الشراكات والتوكيلات العالمية، والأغذية والمطاعم، والتجزئة والتوزيع. كما إلى جانب الخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد، مع توجه متزايد لدمج الحلول الرقمية والتقنيات الحديثة في عملياتها التشغيلية. بما يعزز الكفاءة ويربط السوق المحلي بالمعايير العالمية.

وبرز اسم منصور عالميًا كمستثمر مبكر في كبرى شركات التكنولوجيا. حيث شملت استثماراته شركات Uber في مراحلها الأولى قبل تحولها إلى عملاق عالمي في النقل الذكي. كما إلى جانب Airbnb إحدى أكبر منصات الإقامة والسياحة الرقمية، وSpotify، الرائدة في بث الموسيقى والبودكاست. في رهان واضح على نماذج الأعمال الرقمية القائمة على الابتكار والاشتراكات.

Man Capital ورؤيته الرقمية

كما تمتد محفظة Man Capital إلى شركات البرمجيات كخدمة (SaaS). والتكنولوجيا المالية، والتجارة الإلكترونية، وحلول البيانات، مع تركيز خاص على الشركات سريعة النمو والقابلة للتوسع عالميًا في أوروبا والولايات المتحدة. بما يعكس رؤية استثمارية مبكرة للاقتصاد الرقمي كمحرك أساسي للقيمة المستدامة.

وعلى الصعيد السياسي في بريطانيا، ارتبط اسم محمد منصور بعلاقة وثيقة مع حزب المحافظين البريطاني (Conservative Party)، حيث شغل منصب الأمين المالي الأول (Senior Treasurer). كما تولى مسؤولية جمع التبرعات ودعم أنشطة الحزب. وقد تبرّع بمبلغ 5 ملايين جنيه إسترليني (حوالي 6.2 مليون دولار) في 2023. ما جعله من أبرز المساهمين الماليين في الحزب خلال العقدين الماضيين.

ثروة منصور وتصنيفه العالمي

وبحسب تصنيفات مجلة «فوربس» لأغنى العرب لعام 2025. تقدر ثروة محمد منصور بنحو 3.4 مليار دولار، ما يضعه ضمن أهم رجال الأعمال المصريين والعرب على مستوى العالم. مع نشاطات استثمارية واسعة في قطاعات تقليدية وحديثة. كما إلى جانب استثماراته الرقمية في Man Capital.

كما تأتي عودة منصور إلى مصر في سياق أوسع من إعادة تموضع رؤوس الأموال العالمية. بعد تشديد بريطانيا القواعد الضريبية على غير المقيمين وفرض ضرائب أوسع على الدخل العالمي. وهي سياسات أثارت انتقادات واسعة بين رجال الأعمال والأثرياء. وأسهمت في تسريع خروج عدد منهم إلى ولايات قضائية أكثر مرونة.

مصر كوجهة استثمارية واعدة

وتشير تقارير اقتصادية دولية إلى أن بريطانيا شهدت خلال السنوات الأخيرة خروج عدد متزايد من أصحاب الثروات الكبيرة. كما في مقابل صعود وجهات بديلة تتمتع ببيئات ضريبية وتنظيمية أكثر مرونة، وهو ما أعاد تشكيل خريطة تدفقات رؤوس الأموال عالميًا. خاصة في ظل التنافس بين الدول على جذب المستثمرين ذوي الملاءة المالية العالية.

وفي هذا السياق، تبرز مصر كوجهة استثمارية واعدة، مدعومة بحجم سوق كبير، وبرامج إصلاح اقتصادي. وتوسع ملحوظ في قطاعات التكنولوجيا. والتحول الرقمي، والبنية التحتية. كما يجعلها محل اهتمام متزايد من المستثمرين المحليين والدوليين على حد سواء.

إشارات الثقة في الاقتصاد المصري

ويُنظر إلى عودة محمد منصور باعتبارها إشارة ثقة في الاقتصاد المصري وفرص نموه المستقبلية. خاصة في القطاعات المرتبطة بالاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال. كما قد يسهم في تعزيز تدفقات الاستثمار. ونقل الخبرات العالمية، وربط السوق المحلي بشبكات الاستثمار الدولية.

كما تعكس هذه الخطوة في مجملها تحولًا أعمق في استراتيجيات كبار المستثمرين. حيث لم تعد قرارات الإقامة محكومة فقط بالعوامل التقليدية، بل باتت مرتبطة بمرونة السياسات. وفرص النمو وقدرة الأسواق على استيعاب اقتصاد المستقبل القائم على التكنولوجيا والابتكار.