«شركات رأس المال الجريء السعودية» تتجه نحو الاندماج وسط تباطؤ الطروحات وزيادة جولات التمويل
فنتيك جيت : وكالات
تتجه شركات رأس المال الجريء في السعودية إلى زيادة نشاط الاندماج والاستحواذ مع تراجع وتيرة الطروحات العامة في البورصة، في مؤشر على تغيّر استراتيجيات خروج المستثمرين وتعزيز فرص النمو عبر شراكات وصفقات في القطاع الخاص. وشهدت السوق أيضًا زخمًا في جولات التمويل لشركات ناشئة محلية مدعومًا بنمو قوي في رأس المال المستثمر خلال العام الحالي.
وأفادت مصادر في سوق الاستثمار وفق تقرير نشرته الشرق بلومبرج أن صناديق مثل ميراك كابيتال، التي تدير أصولًا بنحو 800 مليون دولار، تستهدف تنفيذ ما يصل إلى 10 صفقات اندماج واستحواذ خلال الـ 24 شهرًا المقبلة، في ظل السعي لتوسيع نطاق الشركات الناشئة التقنية وتعزيز تنافسيتها قبل التفكير في الطروحات العامة.
قمة التمويل في السعودية خلال 2025
جاءت هذه التحولات في ظل أداء قوي لسوق رأس المال الجريء في السعودية، حيث بلغ إجمالي التمويل الاستثماري نحو 860 مليون دولار عبر 114 صفقة في النصف الأول من عام 2025، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 116% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفق تقارير بيانات الاستثمار. السعودية استحوذت بذلك على أكثر من نصف إجمالي رأس المال الجريء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يعكس قوة جاذبية السوق للمستثمرين المحليين والدوليين.
وسجلت المملكة في 2024 أيضًا رقمًا قياسيًا في عدد صفقات رأس المال الجريء، بواقع 178 صفقة، مما يؤكد الدور المتنامي للتمويل الخاص في دعم الشركات الناشئة داخل البلاد وإقليمياً.
تنوع القطاعات وتمويل الشركات الناشئة
برزت قطاعات التكنولوجيا المالية (FinTech) والتجارة الإلكترونية ضمن أكثر القطاعات جذبًا للاستثمار، حيث مثّلت التمويلات المقدمة لهذه المجالات نسبة كبيرة من صفقات رأس المال الجريء في السعودية. كما لوحظ توسيع قاعدة التمويل لتشمل قطاعات أخرى مثل التعليم التكنولوجي (EdTech) والبرمجيات المؤسسية، مما يعكس نضوجًا أوسع في منظومة الاستثمار والطلب على حلول مبتكرة ومتنوعة.
اندماجات واستحواذات متزايدة
يُظهر السوق السعودي أيضًا ارتفاعًا في نشاط الاندماج والاستحواذ مقارنة بالسنوات السابقة، مع تركيز الشركات الكبرى على الاستحواذ على منصات ناشئة ذات إمكانات نمو قوي، وذلك كأحد آليات تحقيق السيولة والخروج من الاستثمار. وتشير البيانات إلى أن عدد صفقات الاندماج والاستحواذ في النصف الأول من 2025 بلغ سبع صفقات، مقارنة بصفقتين فقط في نفس الفترة من العام الماضي، وهو ما يعكس تنامي الثقة في هذا النوع من الصفقات كخيار بديل للطروحات العامة.
التحول الاستراتيجي في آليات الخروج
يُنظر إلى هذه التحولات في سياق تباطؤ سوق الاكتتابات العامة في البورصات، والذي دفع المستثمرين إلى البحث عن فرص جديدة لتحقيق عوائد عبر الاندماج والاستحواذ أو عبر المراحل الأقدم من الاستثمارات في الشركات الناشئة. كما أن البيئة التنظيمية الداعمة في السعودية، بالإضافة إلى برامج تمويل حكومية ومبادرات دعم مثل تلك المقدمة من شركة رأس المال الجريء السعودية (SVC)، عززت من فرص التمويل والنمو داخل النظام البيئي للشركات الناشئة.
آفاق القطاع في 2026
مع دخول 2026، يتوقع المحللون أن يستمر نشاط رأس المال الجريء في السعودية في النمو، مدعومًا بالاستثمارات السيادية، والاهتمام الدولي بجولات التمويل، وتوسع الشركات الناشئة في الأسواق الإقليمية والدولية. كما يُتوقع أن تزداد عمليات الاندماج والاستحواذ كوسيلة رئيسية لتحقيق العائد للمستثمرين، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا والخدمات.
روابط ذات صله :
السعودية لرأس المال الجريء «SVC» تستثمر في صندوق «Raed Ventures» لدعم الشركات الناشئة
6 شركات «سعودية» ناشئة تواصل جولتها في «السيليكون فالي» ضمن وفد «منشآت»









