فنتيك جيت :منار أسامة
أعلنت الصين إطلاق ثلاثة صناديق جديدة لرأس المال المخاطر مخصصة للاستثمار في مجالات «التكنولوجيا الصلبة»، في خطوة تستهدف تعزيز الابتكار ودعم القطاعات التقنية الاستراتيجية.
وتتجاوز قيمة كل صندوق 7.14 مليار دولار، ليصل إجمالي الاستثمارات إلى أكثر من 21.4 مليار دولار، بعد الانتهاء من خطط المساهمة الرأسمالية الخاصة بها.
وتركّز الصناديق الجديدة على الاستثمار في الشركات الناشئة في مراحلها المبكرة، على أن تقل القيمة السوقية للشركات المستهدفة عن 71.3 مليون دولار، مع تحديد سقف أقصى لكل استثمار لا يتجاوز 7.1 ملايين دولار.
وتشمل القطاعات المستهدفة شركات تعمل في مجالات أشباه الموصلات والدوائر المتكاملة، وتقنيات الحوسبة الكمية، والتكنولوجيا الحيوية، وواجهات الدماغ والحاسوب، إضافة إلى صناعات الطيران والفضاء وغيرها من التقنيات المتقدمة، في حين لا تشمل الاستثمارات مجالات التكنولوجيا «الناعمة» مثل خدمات الإنترنت.
وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية صينية أوسع لتعزيز الصناعات عالية التقنية، وتقليل الاعتماد على الخارج، ودعم الابتكار المحلي في القطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية.
ويعكس إطلاق هذه الصناديق توجه الصين نحو توجيه رأس المال المخاطر إلى القطاعات ذات العمق التكنولوجي والقدرة على تحقيق قيمة مضافة طويلة الأجل، في ظل تصاعد المنافسة العالمية على التقنيات المتقدمة. ويُنظر إلى التركيز على الشركات في مراحلها المبكرة باعتباره محاولة لبناء قاعدة ابتكار محلية قوية، قادرة على توليد تقنيات أساسية بدلًا من الاعتماد على استيراد المعرفة أو الحلول الجاهزة.
كما يشير محللون إلى أن استبعاد ما يُعرف بالتكنولوجيا «الناعمة» يعكس تحولًا في أولويات الاستثمار، بعيدًا عن نماذج الأعمال القائمة على الخدمات الرقمية والاستهلاك، نحو مجالات تتطلب استثمارات رأسمالية كثيفة ودورات تطوير أطول، لكنها تُعد أكثر ارتباطًا بالأمن الاقتصادي والتفوق الصناعي. ويُتوقع أن تسهم هذه الاستراتيجية في تسريع نقل الأبحاث من المختبرات إلى التطبيقات التجارية، خاصة في مجالات مثل أشباه الموصلات والحوسبة الكمية.
وفي سياق أوسع، تأتي هذه الخطوة ضمن مساعٍ صينية لتعزيز الاكتفاء الذاتي التكنولوجي وتقليل التعرض لمخاطر سلاسل الإمداد العالمية، في ظل القيود المفروضة على نقل التكنولوجيا المتقدمة. ويرجّح خبراء أن تلعب هذه الصناديق دورًا محوريًا في تشكيل الجيل المقبل من الشركات التكنولوجية الصينية، مع دعم بيئة الابتكار المحلية وجذب الكفاءات العلمية، بما يعزز قدرة الصين على المنافسة في القطاعات الاستراتيجية على المدى المتوسط والطويل.
روابط ذات صلة:
«الصين» تحقق اختراقًا في تكنولوجيا «EUV» وتهدد هيمنة تحالف «Chip 4» على أشباه الموصلات









