فنتيك جيت: وكالات
دخلت سوق الأصول الرقمية عام 2025 بزخم قوي، مدعومة بتعهدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتخفيف القيود التنظيمية، إلى جانب تنامي تبنّي المؤسسات المالية التقليدية للعملات الرقمية، وأسهم هذا المناخ الإيجابي في تعزيز الثقة بمرحلة جديدة للقطاع بعد سنوات من الضغوط القانونية والتنظيمية.
وخلال النصف الأول من العام، انعكست هذه التوقعات في ارتفاعات سعرية ملحوظة وتسارع في الطروحات العامة لشركات الأصول الرقمية، إضافة إلى إسقاط دعاوى قضائية ومنح عفو رئاسي لشخصيات بارزة في القطاع. ووصف جيف دورمان، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة «أركا»، العام بأنه من الأكثر إيجابية في تاريخ العملات الرقمية من حيث البيئة التنظيمية، رغم خيبة الأمل على صعيد الأسعار.
ومع تقدم العام، تراجعت المكاسب سريعاً، إذ انخفض سعر «بتكوين» بنحو 6% حتى منتصف ديسمبر، فيما تكبدت غالبية العملات الرقمية خسائر أكبر، ما انعكس مباشرة على ثروات كبار المستثمرين ورواد الصناعة، وفق بيانات مؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
فائزون رغم التقلبات
برز جيريمي ألاير، مؤسس شركة «سيركل»، بصافي ثروة بلغ 1.7 مليار دولار، مدعوماً بنمو العملة المستقرة USDC ونجاح الاكتتاب العام للشركة. كما عزز جيانكارلو ديفاسيني، رئيس «تيذر»، مكانته بثروة قدرها 13.2 مليار دولار، مستفيداً من التوسع القياسي لعملة USDT وتوزيعات أرباح تجاوزت 10 مليارات دولار.
وحقق مايك نوفوغراتز، مؤسس «غالاكسي ديجيتال»، صافي ثروة بنحو 6.7 مليار دولار، مدعوماً بارتفاع إيرادات شركته، بينما بلغت ثروة مايك كاغني، مؤسس «فيغر تكنولوجي سوليوشنز»، نحو 2.1 مليار دولار عقب طرح شركته للاكتتاب العام.
ثروات مستقرة وتحركات محدودة
سجل برايان أرمسترونغ، المؤسس المشارك لمنصة «كوين بيس»، صافي ثروة قدره 11 مليار دولار، مع أداء محدود للسهم رغم توسع أنشطة الشركة. كما بلغت ثروة دونالد ترمب وعائلته نحو 6.5 مليار دولار، في ظل استثمارات متقلبة في مشاريع عملات رقمية، عوضت جزئياً خسائر حادة في بعض الأصول.
ضغوط وخسائر بارزة
واجه مايكل سايلور، مؤسس شركة «ستراتيجي»، تراجعاً حاداً في صافي ثروته إلى 4 مليارات دولار، متأثراً بانخفاض سعر «بتكوين» وتراجع أداء سهم شركته. كما انخفضت ثروة التوأمين كاميرون وتايلر وينكلفوس، مؤسسي منصة «جيميني»، إلى نحو 4.8 مليار دولار، بعد هبوط أسهم الشركة وتراجع أسعار العملات الرقمية.
وفي سياق متصل، بلغت ثروة تشانغبينغ جاو، مؤسس «بينانس»، نحو 50.9 مليار دولار رغم الضغوط القانونية السابقة، فيما سجل كريس لارسن، المؤسس المشارك لشركة «ريبل»، صافي ثروة قدره 14.6 مليار دولار بعد تسوية النزاع مع هيئة الأوراق المالية الأميركية. أما جاستن صن، مؤسس «ترون»، فبلغت ثروته نحو 10.3 مليار دولار، رغم تقلبات حادة في تقييم أصوله الرقمية.
يعكس عام 2025 حالة التناقض في سوق العملات الرقمية، حيث يقابَل التقدم التنظيمي والانفتاح المؤسسي بتقلبات سعرية حادة أعادت توزيع الثروات داخل القطاع.
وبينما عزز بعض اللاعبين مواقعهم، تكبد آخرون خسائر كبيرة، ما يجعل المرحلة المقبلة اختباراً حقيقياً لاستدامة هذا السوق وتحوله من المضاربة إلى الاستخدام المالي واسع النطاق.
روابط ذات صلة:
انخفاض حاد في أسعار العملات الرقمية بعد عطلة أعياد الميلاد مع تحول المستثمرين نحو المعادن الثمينة
باكستان تعتمد إطارًا تنظيميًا من ثلاث ركائز لتنظيم العملات الرقمية
