فينتك جيت: محمد بدوي
بعد أكثر من عقدٍ من العمل الصحفي والإعلامي، أطلق الكاتب الصحفي والإعلامي الإماراتي ناصر الجابري سلسلته الجديدة “عقد في الصحافة”، عبر منصته على موقع التواصل الإجتماعي “لينكدإن”. والتي تمثل خلاصة تجربة طويلة بين ميادين العمل، وغرف التحرير، وإدارة التغطيات، لتقدّم دروساً عملية وتكشف أسراراً لا تدرّس في الكتب. لكنها تصنع الفرق بين الصحفي العادي والمتميّز.
في الحلقة الأولى، يفتح “الجابري” نافذة على عالم الحوار الصحفي، الذي يرى أنه يتجاوز مجرد طرح الأسئلة. ليصبح فنّاً قائماً على التحضير، والحضور الذهني، والاحترام العميق للعقل قبل كل شيء. يستعرض رحلته منذ الحوار الأول. حيث أوراق مليئة بالأسئلة المكتوبة بخط صغير، وتوتر يرافق كل محاولة لإثبات الذات. وصولاً إلى لقاءات مع رؤساء دول، وزعماء حكومات، ووزراء، ومدراء تنفيذيين.
ويؤكد “الجابري” أن المحور الأساسي لأي حوار ناجح هو التحضير الجيد: “Do your homework”؛ فالمعرفة المسبقة لا تمنحك أسئلة فحسب، بل تمنحك الثقة. وتفتح مساحة للحوار لتجاوز الإجابات النمطية، وتسمح للضيف بالكشف عن أعمق أفكاره. ويضيف أن الحوار الصحفي الحقيقي هو تفاعل حيّ. يتطلب قراءة نبرة الصوت، ومراقبة لغة الجسد، وضبط توقيت السؤال، ومعرفة متى تتقدم الخطوة، ومتى يترك الصمت ليعمل لصالحك.
مساحة للإبداع الصحفي
ويشير “الجابري” إلى أن السؤال الأول هو مفتاح الحوار، يحدد نغمة اللقاء، ويكسر الجليد، فيما تأتي الأسئلة المتدرجة لتعميق النقاش. ويضيف أن صياغة الأسئلة بما يبدأ بـ: “وفقاً لما ذكرت…” تمنح الحوار بعداً جديداً، فهي تعكس متابعة دقيقة، وتثبت حضور الصحفي، وتتيح للضيف مساحة للإبداع في الإجابة.
يصف “الجابري” الحوار الصحفي بأنه فنّ الإدارة والاحترام المتبادل. حيث يقود الصحفي الحوار دون فرضه، ويبحث عن المعلومة دون أن يفقد الاحترام. ليصبح اللقاء مساحة للإبداع الصحفي، تتجاوز حدود مجرد نقل الأخبار، لتصبح تجربة معرفية وإنسانية بامتياز.
وتعد سلسلة “عقد في الصحافة” مرجعاً عملياً لكل من يطمح لدخول عالم الإعلام، فهي تقدم خلاصة خبرة امتدت لعقد كامل. وتؤكد أن أفضل الحوارات هي التي تدار بهدوء وتُكتب بصدق. حيث يشكل الحضور الذهني، والتحضير الدقيق، والاحترام العميق للعقل، ثلاثية النجاح لأي صحفي يسعى لإثراء محتوى الإعلام العربي.

في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها. على سبيل المثال، نستعرض أهمها في القائمة التالية:









