.محمد راشد : البيئة التجارية الديناميكية بالسعودية جعلت مساحات العمل المشتركة تقدم حلولاً مبتكرة لتحديات تأجير المكاتب
كتب:أحمد أبو علي
صرح الدكتور محمد راشد رئيس مجلس اداره شركه راشد للاستشارات العقارية ودراسات الجدوي وإداره المشروعات، بأن المملكة العربية السعودية شهدت في السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في إنشاء مكاتب جديدة للعديد من الشركات الإقليميه والعالميه ، مما يعكس التوجه المتزايد لتأسيس شركات جديدة داخل المملكة ، وهو مايعد تماشيا مع البيئة التجارية الديناميكية داخل المملكه .
وأضاف راشد أنه منذ إطلاق رؤية السعودية 2030 في عام 2016، أصبح تأسيس الشركات في المملكة فرصة واعدة بفضل التزام البلاد بالتنويع الاقتصادي والابتكار وخلق فرص جديدة لرواد الأعمال والمستثمرين الأجانب على حد سواء ، حيث أنه في عام 2024 وحده، أصدرت المملكة 121,521 سجلاً تجارياً، بزيادة سنوية بلغت 78%، مما يعكس الاهتمام المتزايد بتأسيس الأعمال هنا.
وأوضح راشد أن البيئة التجارية المزدهرة في السعودية جذبت حوالي 184 شركة أجنبية لإنشاء مقارها الإقليمية خلال النصف الأول من عام 2024، ومع ذلك، ورغم هذه الأرقام المشجعة، يبقى العثور على مساحة مكتبية مناسبة تحدياً كبيراً .
فعلى سبيل المثال، تُعد الرياض، العاصمة والمركز التجاري، وجهة مفضلة بسبب ارتباطها بالمناطق التجارية الرئيسة، ومع ذلك، فإن الطلب على هذه المواقع المميزة يؤدي إلى ارتفاع التكاليف، مما يجعل من الصعب على الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة تأمين مساحات مناسبة ، حيث تتطلب عقود الإيجار التقليدية التزامات طويلة الأجل واستثمارات كبيرة في البنية التحتية، والأثاث، والخدمات .
وهو مايعني أنه يمكن أن تشكل هذه التكاليف عبئاً على الشركات الناشئة، مما يمنعها من مواكبة احتياجاتها المستقبلية، لذلك فإن مساحات العمل المشتركة تقدم حلولاً مبتكرة لتحديات تأجير المكاتب، حيث توفر مكاتب مجهزة بالكامل وجاهزة للعمل دون الحاجة إلى تكاليف إعداد باهظة ، حيث أن هذه المرونة أساسية للشركات في مراحل النمو المبكرة، علاوة على ذلك، توفر هذه المساحات خدمات أساسية مثل الإنترنت عالي السرعة، والأثاث المريح، وغرف الاجتماعات المجهزة بتقنيات حديثة، ودعم فني متخصص، مما يضمن استمرارية العمليات اليومية بسلاسة.
وذكر راشد ، أن مساحات العمل المشتركة تسهل الامتثال للمتطلبات القانونية، فتأسيس الأعمال في السعودية يتطلب التعامل مع التراخيص واللوائح والإجراءات الإدارية، وهذه المساحات توفر حلول إدارة الامتثال المتكاملة، مما يساعد الشركات على تجنب العقبات التنظيمية.
كما تساهم مساحات العمل المشتركة في ترشيد الإنفاق من خلال تقليل تكاليف المرافق والصيانة والأمن، حيث تُدمج هذه النفقات ضمن حزمة واحدة. وهذا يخفف الأعباء المالية، إذ لا تضطر الشركات لتحمل فواتير منفصلة للكهرباء أو التنظيف أو الأمن.
وأشار راشد ، إلي أن رؤية 2030 تعمل على تحويل المملكة إلى مركز للابتكار وريادة الأعمال، مع نمو كبير في قطاعات مثل التكنولوجيا والخدمات اللوجستية والتجارة الإلكترونية ،
فعلى سبيل المثال، ارتفعت السجلات التجارية الصادرة في قطاع التجارة الإلكترونية بنسبة 17.47% في الربع الثاني من عام 2024، وشهد قطاع الخدمات اللوجستية زيادة ملحوظة بنسبة 76% في عدد السجلات التجارية خلال الفترة نفسها ، وهو مايؤكد أن مساحات العمل المشتركة مع هذه البيئة التجارية الديناميكية، إذ تلبي احتياجات قطاعات التقنية والابتكار المتنامية، وتوفر مساحات تعزز التعاون والإبداع. ومع توسع الأعمال، تتيح هذه المساحات مرونة للتكيف مع المتطلبات المتغيرة، سواء عبر إضافة أعضاء فريق جدد أو إنشاء محطات عمل مخصصة للمشاريع.
وإختتم راشد ، بأن اختيار موقع المكتب المناسب أمر أساسي لأي عمل، حيث يؤثر على العمليات اليومية والنجاح على المدى الطويل ، وهو مايؤكد حتميه أن هناك العديد من ال عوامل التي يجب أن يتم الأخذ بها مثل سهولة الوصول، والقرب من العملاء ، وتوافر البنية التحتية بعين الاعتبار، حيث يساعد الموقع الاستراتيجي في تعزيز الإنتاجية ووضع الشركات في موقع تنافسي للنمو ، وتُعد مساحات العمل المشتركة المجهزة بالكامل خياراً مثالياً، حيث تقلل من تعقيدات الإعداد، وتوفر دعماً مهنياً، وتمنح الوصول إلى مرافق تعزز التعاون والابتكار ، وأخيرا فإن مساحة المكتب ليست مجرد موقع مادي، بل هي أداة استراتيجية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على نمو الشركة ونجاحها.