رفعت شعار لا لاستبدال الإنسان بالروبوت..«قمة عالم الذكاء الاصطناعي» تطالب بضرورة وضع أطر تنظيمية للذكاء الاصطناعي مبنية على أسس أخلاقية

كتب: محمد بدوي

أكد الخبراء والمتخصصون المشاركين في فعاليات قمة ومعرض “عالم الذكاء الاصطناعي”، أن وضع الأطر التنظيمية يعتبر أمراً أساسياً عند العمل على تطوير الأنظمة الحالية والمستقبلية التي يقوم عليها عالم الذكاء الاصطناعي، وضمان عمل وظائفها وفقاً لأسس مسؤولة وأخلاقية.

وكانت النسخة الافتتاحية من الحدث، الذي ينظمه مركز دبي التجاري العالمي بالتعاون مع معرض جيتكس جلوبال، أكبر معرض للتكنولوجيا على مستوى العالم، قد شهدت إطلاق قمة “عالم الذكاء الاصطناعي”، التي أقيمت في فندق سانت ريجيس أبوظبي بمنتجع ريجيس جزيرة السعديات، حيث اجتمع قادة الصناعة والمتخصصون في مجال الذكاء الاصطناعي لمناقشة أهمية هذه التكنولوجيا التي أثبتت مكانتها البارزة وأهميتها على المستوى العالمي.

ومن بين الموضوعات الرئيسية المدرجة على جدول الأعمال الحدث يأتي الذكاء الاصطناعي العام، الذي يشهد اهتماماً بالغاً ونشيطاً منذ انطلاق أبحاث الذكاء الاصطناعي، حيث تطور منذ ذلك الحين ليتحول إلى أداة معتمدة على نطاق واسع في الحياة اليومية.

عدم اليقين بشأن أنظمة عالم الذكاء الاصطناعي والحاجة لتقديم الحلول لهذه القضية الملحة

وخلال الحوار الذي أجراه ستيوارت راسل، أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة كاليفورنيا ضمن فعاليات المعرض، وجه الدعوة للحكومات والشركات للعمل معاً ووضع أطر ولوائح مرنة وصارمة لتقليل المخاطر.

وقال راسل، الذي ألّف الدليل العصري لتطوير الذكاء الاصطناعي الذي تستخدمه أكثر من 1300 جامعة في 116 دولة، ويشغل أيضاً منصب نائب رئيس مجلس المنتدى الاقتصادي العالمي للذكاء الاصطناعي والروبوتات: “ما إذا كان بناء الجيل القادم من نماذج اللغة الكبيرة بحجم أكبر سيؤدي إلى إنتاج ذكاء اصطناعي عام يعتبر مجرد تكهنات في الوقت الحالي”.

“”كان الأمر بمجرد المصادفة، أنه بزيادة حجم نماذج اللغة، تمكنت فجأة من اجتياز اختبارات الحدس، وأصبح من غير الممكن تمييزها عن المحادثات مع البشر الأذكياء. ولكن التكنولوجيا غير موثوقة للغاية”.

“نحن الخبراء في الذكاء الاصطناعي – لا نفهم كيف تعمل هذه التكنولوجيا. وعندما لا تعمل، لا أحد لديه طريقة لإصلاحها، ولدي اعتقاد راسخ أن هناك حاجة إلى اعتماد نهج مختلف”.

وشدد راسل على أهمية اللوائح التي تتطلب من مزودي الذكاء الاصطناعي العام ضبط أنظمتهم حتى لا تعمل على نشر معلومات خطيرة – مثل تعليمات الاختراق – نظراً لعدم فهم هذه الآليات حالياً.

الروبوتات تسير جنباً إلى جنب مع التواصل البشري

إلى جانب ستيوارت راسل، تواجدت في الجلسة ذاتها الباحثة العلمية كيت دارلينج، من مختبر الوسائط التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهي واحدة من “25 امرأة في مجال الروبوتات يجب معرفتهن” (كما وردت في تقرير على منصة روبوهوب)، وخبيرة في الملكية الفكرية وحائزة على جوائز، ومؤثرة على تصميم التكنولوجيا وتوجيه السياسات.

وفي حديثها، أكدت دارلينج أن الذكاء الاصطناعي والروبوتات يجب أن تعزز التواصل البشري بدلاً من استبداله، كما سلطت الضوء على أن أدوات الذكاء الاصطناعي مثل “تشات جي بي تي” تُستخدم بشكل أفضل كمساعدات إنتاجية تكمل المهارات البشرية.

وطرحت أيضاً تساؤلات حول التأثير البيئي للتكنولوجيات الناشئة، وحثت الصناعة على موازنة الابتكار مع الممارسات المستدامة لضمان دعم التقدم لرفاهية الإنسان والأرض.

وأضافت: “الأمر المثير للاهتمام هو ما يحدث عندما تضع الذكاء الاصطناعي والروبوتات مع البشر. لأنه عندما يبدأ الناس في مواجهة هذه التقنيات في حياتهم اليومية، نرى بعض ردود الفعل المثيرة للاهتمام حقًا”.

فعاليات اليوم الثاني لقمة ومعرض عالم الذكاء الاصطناعي 2025

تستمر فعاليات قمة ومعرض عالم الذكاء الاصطناعي في مركز دبي للمعارض (DEC)، بإكسبو سيتي، على مداري يومين آخرين وتتضمن العديد من النقاشات والمحادثات المحفزة للأفكار ضمن الحدث البارز.

وفي يومي الأربعاء والخميس، تجتمع أكثر من 500 شركة ناشئة وتقنية كبيرة من أكثر من 70 دولة حول العالم، و500 ضيف من كبار مسؤولي الذكاء الاصطناعي (CAIOs)، و200 متحدث خبير لتطوير نظام الذكاء الاصطناعي. كما يحضر أيضاً أكثر من 150 مستثمراً يديرون أصولاً بقيمة 70 مليار دولار، حيث تمثل قمة ومعرض عالم الذكاء الاصطناعي أكبر منصة ربط للمستثمرين في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم، للحصول على التمويل، والتواصل مع الشركاء المحتملين، وتأمين صفقات الاستثمار، وتسريع المسيرة نحو النمو السريع.