كتب:مصطفى عيد
بدأت تتكشف تفاصيل انهيار شركة Bench، المتخصصة في البرمجيات السحابية للمحاسبة، بعد الإفصاح عن وثائق الإفلاس التي أظهرت مدى أزمتها المالية الحادة.
وفقًا للسجلات، أنفقت الشركة الكندية الناشئة 135 مليون دولار منذ تأسيسها في 2012 وحتى سبتمبر 2024، دون أن تتمكن من تحقيق الربحية. وبحلول نهاية العام الماضي، وجدت الشركة نفسها في أزمة سيولة خانقة، حيث لم يكن لديها سوى 800 ألف دولار في حسابها الكندي، وأقل من 400 ألف دولار في حسابها الأميركي، مما أجبرها على الإغلاق.
شهدت الشركة تغييرات قيادية في محاولة لإنقاذها، حيث تولى المدير المالي السابق منصب الرئيس التنفيذي الثاني في 2022 وبدأ بتنفيذ تخفيضات في التكاليف وتسريح الموظفين.
وخلال الفترة بين مارس 2022 ومارس 2023، سجلت “Bench” خسائر بلغت 30 مليون دولار مقابل 42 مليون دولار إيرادات. لكن بحلول العام المالي التالي، تمكنت الشركة من تقليص خسائرها إلى النصف تقريبًا مع زيادة الإيرادات إلى 49 مليون دولار.
رغم هذه التحسينات، لم تتمكن الشركة من إيقاف تراكم خسائرها. وفي يونيو 2024، قدم البنك الوطني الكندي (NBC)، وهو أحد كبار مقرضي “Bench”، أكثر من 40 مليون دولار كقروض لإعطائها فرصة لإيجاد مشتري محتمل.
وفي 12 ديسمبر 2024، قبل 13 يومًا فقط من انهيار الشركة، وقع البنك اتفاقية تمويل جديدة وتأجيل سداد القروض.
لم توضح السجلات السبب الدقيق الذي أدى إلى إغلاق “Bench” بعد أسبوعين فقط من الاتفاقية، ولكن تقارير إعلامية أشارت إلى أن أحد البنوك – ربما NBC – طالب الشركة بسداد ديونها الاستثمارية فجأة، ما أدى إلى انهيارها. ووفقًا للسجلات، فإن “Bench” تدين حاليًا بـ 51 مليون دولار لـ NBC، وهو مبلغ مستمر في الزيادة بسبب الفوائد والرسوم الأخرى.
ورغم إعلان الإفلاس، لم تستمر “Bench” طويلاً خارج السوق، حيث أعلنت شركة Employer.com الأميركية عن خطتها للاستحواذ عليها بعد 72 ساعة فقط من إغلاقها، في صفقة من المتوقع إتمامها بحلول 28 فبراير 2025.
