شركة «ByteDance» الصينية مالكة تطبيق «TikTok» تكشف عن نموذج ذكاء اصطناعي متقدم يُثير الجدل

كتب:مصطفى عيد

طرحت شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة “ByteDance”، المالكة لتطبيق “TikTok”، نموذج ذكاء اصطناعي جديدًا لإنشاء مقاطع الفيديو، متجاوزة بذلك منافسيها الأمريكيين، لكنها في الوقت ذاته أثارت مخاوف جديدة بشأن استخدامات “التزييف العميق” (Deepfake).

قدّمت “ByteDance” نموذج “OmniHuman-1″، القادر على تحويل صورة ثابتة واحدة إلى فيديو واقعي لشخص يتحدث ويتحرك بشكل طبيعي، وفقًا لدراسة بحثية نشرتها الشركة.

تم تدريب النموذج على أكثر من 18,700 ساعة من الفيديوهات البشرية، مما مكّنه من تحقيق دقة وتخصيص غير مسبوقين.

ووفقًا للباحثين في “ByteDance”، يمكن للمستخدمين إنشاء مقاطع فيديو بشرية واقعية للغاية تفوق الأساليب التقليدية بشكل كبير، دون الأخطاء الشائعة مثل حركات الأيدي غير الطبيعية أو عدم تزامن حركة الشفاه مع الصوت.

وأضافت التقارير أن قدرة النموذج على توليد أصوات مطابقة للفيديو، إلى جانب الدقة الفائقة للمخرجات المرئية، تجعله تطورًا لافتًا في مجال الذكاء الاصطناعي.

وفي العام الماضي، أعلنت “TikTok” أنها ستقوم بوضع علامات تلقائية على المحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي لتعزيز الشفافية في المنصة.

إحدى التطبيقات التي أظهرها البحث تضمنت تحويل صورة للعالم الشهير ألبرت أينشتاين إلى فيديو يظهره وهو يلقي محاضرة. كما تم إنشاء مقاطع مزيفة لأشخاص يُلقون خطبًا في مؤتمرات “TED Talks”، وآخرين يعزفون على البيانو بينما يغنون.

مع التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، يحذّر الخبراء من تداعيات استخدام هذه النماذج في تزييف المحتوى السياسي والتلاعب بالانتخابات.

ووفقًا لتقرير صادر عن “معهد بروكينغز”، استُخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي في بث محتوى دعائي روسي قبل الانتخابات الأمريكية 2024، من خلال نشر مقاطع فيديو مزيفة عن الهجرة والجريمة والحرب في أوكرانيا.

وفي حالات أخرى، استُخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور ومقاطع فيديو مزيفة لأغراض التشويه السياسي، مثل فبركة صورة لسياسي في بنغلاديش بملابس غير لائقة، وإنشاء مقطع فيديو زائف لرئيسة مولدوفا تدعم فيه حزبًا مواليًا لروسيا.

على الرغم من أن “OmniHuman-1” لم يُطرح للاستخدام العام بعد، إلا أن أجدر توقّع أن يتم دمجه قريبًا في منصات “ByteDance”، بما في ذلك “TikTok”، مما يضيف بُعدًا جديدًا للتحديات الأمنية التي تواجهها الولايات المتحدة مع الشركة الصينية.