لماذا فقدت «البيتكوين» قرابة 30% من قيمتها خلال 7 أسابيع فقط؟

فينتك جيت: مصطفى عيد

في تطور صادم هز أسواق العملات الرقمية، انخفضت البيتكوين بنسبة 30% من قيمتها منذ بلوغها أعلى مستوى تاريخي عند 109,000 دولار في يناير، لتسجل انخفاضًا إلى حوالي 77,000 دولار بحلول 11 مارس 2025.

انهيار العملات الرقمية
لم تقتصر الخسائر على البيتكوين وحدها، حيث شهدت العملات الرقمية الرئيسية الأخرى تراجعات حادة حيث انخفضت الإيثريوم (ETH) بنسبة 29%، وتراجعت سولانا (SOL) بنسبة 40%، وهوت دوجكوين (DOGE) بنسبة 38%.

ما الذي دفع البيتكوين لهذا السقوط المدوي؟
وفقًا لتقرير صادر عن منصة Santiment في 11 مارس، بدأ انهيار البيتكوين بعد أن بدأ كبار المستثمرين في جني الأرباح منتصف فبراير. حيث تم نقل حوالي 22,702 بيتكوين (بقيمة تقارب 1.8 مليار دولار وفقًا للأسعار الحالية) من المحافظ الخاصة إلى منصات التداول بين 20 فبراير و8 مارس، ما أدى إلى زيادة الضغط البيعي.

تراجع اهتمام الحيتان والمؤسسات الاستثمارية
بعد أن ساعدت عمليات الشراء الكبيرة من قبل المستثمرين المؤسسيين في رفع سعر البيتكوين عقب فوز ترامب بالانتخابات، بدأت هذه المؤسسات في تقليل تعرضها للعملة الرقمية منذ فبراير، ورغم أن بعض المستثمرين عادوا للشراء في 3 مارس، إلا أن السوق لم يشهد انتعاشًا حقيقيًا حتى الآن.

تحول في معنويات المستثمرين
شهدت الأسواق تحولًا سلبيًا في توقعات المستثمرين، حيث أظهرت بيانات وسائل التواصل الاجتماعي زيادة في التوقعات الهبوطية لأسعار البيتكوين. وأدى ذلك إلى موجة من عمليات البيع بخسائر، خاصة من قبل المستثمرين الأفراد الذين دخلوا السوق في أواخر 2024.

ووصل متوسط خسائر المتداولين على المدى القصير إلى -11%، بينما خسر حاملو البيتكوين على المدى الطويل حوالي -5% خلال الـ12 شهرًا الماضية.

عوامل خارجية
لم تكن العوامل الداخلية وحدها السبب في هذا الانهيار، حيث ساهمت حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمية في زيادة التقلبات، كما أثارت السياسات الجمركية الجديدة التي أعلنها ترامب مخاوف المستثمرين بشأن تصاعد الحرب التجارية، بالإضافة إلى تبخر الآمال بشأن سرعة تنفيذ السياسات التنظيمية الداعمة للعملات الرقمية، مما زاد من التشاؤم في الأسواق.

هل تنهار البيتكوين إلى 70,000 دولار؟
في ظل هذا الوضع المتأزم، يتوقع آرثر هايز، المؤسس المشارك لمنصة BitMEX، أن تنخفض البيتكوين إلى حوالي 70,000 دولار، وهو ما يُعد تصحيحًا بنسبة 36% من ذروتها السابقة.

وأشار هايز إلى أن تدخل البنوك المركزية مثل الاحتياطي الفيدرالي، وبنك الصين، والبنك المركزي الأوروبي، قد لا يحدث إلا بعد مزيد من الانخفاض في مؤشرات الأسهم الأمريكية مثل S&P 500 وNasdaq.

يرى هايز أن المستثمرين الذين يتحلون بالحذر قد ينتظرون تدخل البنوك المركزية قبل اتخاذ قرارات شراء جديدة. لكنه نصح المتداولين بضرورة التفكير في “شراء الانخفاض” إذا ما استقر السعر. وحذر من أنه إذا لم يصمد مستوى الدعم عند 78,000 دولار، فقد تهبط البيتكوين إلى 75,000 دولار.

اقرأ أيضا: