«الشركات الناشئة الكندية» تجمع 800 مليون دولار من مستثمرين أمريكيين عبر 86 صفقة بالربع الأول 2025

فينتك جيت: مصطفي عيد

لا تزال الشركات الناشئة في كندا تعتمد بشكل كبير على التمويل القادم من الولايات المتحدة، رغم تصاعد الدعوات داخل الأوساط الاستثمارية الكندية لتشجيع التمويل المحلي وتقليل الاعتماد على رأس المال الأجنبي، وفقًا لتقرير نشرته «PitchBook».

86 صفقة بقيمة إجمالية بلغت 800 مليون دولار

ووفقًا للبيانات، شارك المستثمرون الأمريكيون في نحو 80% من صفقات رأس المال الجريء في كندا خلال الربع الأول من عام 2025، أي ما يعادل 86 صفقة بقيمة إجمالية بلغت 800 مليون دولار أمريكي. وتصدر المستثمرون الأمريكيون ما لا يقل عن 24 من هذه الصفقات، وهو ما يمثل حوالي نصف القيمة الإجمالية لتلك الجولات.

التمويل الأمريكي يهيمن على أفضل الشركات الناشئة الكندية

رغم الجهود المبذولة لتشجيع حركة “اشترِ كنديًا”، يرى خبراء الصناعة أن المستثمرين من الولايات المتحدة لا يزالون يقودون كبرى جولات التمويل، مما يمنحهم اليد العليا في تحديد تقييمات الشركات الكندية الواعدة، والتأثير في مسارات نموها، وحتى في عوائد الخروج لاحقًا سواء عبر الاستحواذ أو الطرح العام الأولي.

وحذر «مايكل بور»، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «C100» المعنية بربط رواد الأعمال الكنديين بالمستثمرين في وادي السيليكون، من الاعتماد المفرط على رؤوس الأموال الأمريكية، مشيرًا إلى أن الأفضل لنمو المنظومة الكندية على المدى الطويل هو الاعتماد على المستثمرين المحليين.

وقال بور: “من الأفضل للنظام البيئي الكندي أن يقود المستثمرون المحليون جولات التمويل، وهو ما يُسهم في تسريع نمو قطاع الشركات الناشئة ورأس المال الجريء في كندا”.

وأشار التقرير إلى أن دخول المستثمرين الأمريكيين بقوة في كبرى جولات التمويل يؤدي إلى امتلاكهم نسبًا أكبر من حصص الشركات، ما يمنحهم تأثيرًا أكبر على القرارات الاستراتيجية.

وعند تحقيق هذه الشركات لنجاحات وخروجها من السوق، فإن الأرباح غالبًا ما تعود إلى الولايات المتحدة بدلاً من أن تُعاد استثمارها في السوق الكندية.

وفي هذا السياق، قالت «سينيا رابيساردا»، المديرة التنفيذية لشركة «HarbourVest» للاستثمار في كندا، إن حركة “اشترِ كنديًا” لم تصل بعد إلى قطاع رأس المال الجريء، رغم بعض الأحاديث الأولية في أوساط المكاتب العائلية والشركاء المحدودين الداعمين للصناديق الاستثمارية.

في مواجهة هذه الهيمنة، بدأ بعض المستثمرين الكنديين في تحسين شروطهم الاستثمارية لجذب الشركات المحلية.

وقال «باتريك لور»، الشريك الإداري في شركة «Panache Ventures» ومقرها كالجاري، إن مؤسسي الشركات الناشئة لا يرفضون التمويل الأمريكي لأسباب جيوسياسية، لكنهم يبدون قلقًا متزايدًا من القيود على دخول السوق الأمريكية أو الصعوبات اللوجستية التي تفرضها الحروب التجارية.

وأضاف لور أن بعض المؤسسين المتضررين من الرسوم الجمركية أو التوترات مع الولايات المتحدة يفضلون الحصول على توجيه من مستثمرين كنديين لديهم فهم أعمق للسياق المحلي، مقارنة بالمستثمرين الأمريكيين الذين قد يقترحون ببساطة نقل مقر الشركة إلى الولايات المتحدة لتفادي القيود.

ورغم ذلك، أكد لور أن المستثمرين الأمريكيين لا يزالون يتفوقون على نظرائهم الكنديين في العديد من الصفقات، بفضل شروط التمويل الجذابة والتقييمات الأعلى التي يقدمونها.

الحاجة لتغيير قواعد اللعبة

من جانبه، دعا «بور» المستثمرين الكنديين إلى التحول من عقلية التوقع إلى المبادرة، قائلاً: “يجب على المستثمرين الكنديين أن يبادروا بتقديم شروط تمويل أفضل، بدلًا من الافتراض أن الشركات المحلية ترغب تلقائيًا في إدخالهم ضمن هيكل المساهمين”.

وأشار «كريس نيومان»، المستثمر في الشركات الناشئة ومقره فانكوفر، إلى أن السمعة والخبرة الواسعة للمستثمرين الأمريكيين لا تزال من العوامل الجاذبة لمؤسسي الشركات، رغم تصاعد التوترات التجارية. وقال: “لا أعتقد أن المؤسسين سيتخلون بسهولة عن هذا النوع من القيمة بسبب خلافات سياسية”.

وفي ختام التقرير، أكد «لور» أن رأس المال الأمريكي سيظل حاسمًا في مشهد الشركات الناشئة الكندية، قائلاً: “الواقع أن هناك وفرة كبيرة من التمويل في الولايات المتحدة، ومن غير المسؤول لمؤسس شركة ألا يستكشف جميع خيارات التمويل في كندا والولايات المتحدة وخارجها”.

شركة «Panache Ventures»

وأضاف أن شركة «Panache Ventures» تستعد لتقديم عروض أكثر جرأة في الفترة المقبلة، من خلال ضخ المزيد من الأموال في السوق وقيادة مزيد من جولات التمويل.

منظومة التمويل الكندية

رغم النضج المتزايد في منظومة التمويل الكندية، لا تزال الهيمنة الأمريكية تفرض نفسها على مشهد الشركات الناشئة، مدفوعة بوفرة التمويل وشروطه الجاذبة.

وبينما تتصاعد الأصوات المطالبة بتعزيز السيادة الاستثمارية المحلية، يبدو أن معركة جذب رؤوس الأموال ستتطلب جرأة أكبر من المستثمرين الكنديين وتحديثًا في استراتيجياتهم التنافسية، إذا أرادوا فعلاً تقليل الاعتماد على التمويل القادم من الجنوب.

اقرأ ايضا:

«صندوق خليفة لتطوير المشاريع» يستعرض ابتكارات 5 شركات ناشئة إماراتية خلال مشاركته في مؤتمر «SusHi Tech Tokyo» باليابان

كندا تستعد لإطلاق نظام «Real-Time Rail» للمدفوعات الفورية خلال أشهر

بالو ألتو نتوركس: الولايات المتحدة وكندا أكثر الدول تضررا من هجمات الفدية والابتزاز الإلكتروني في الربع الأول من 2025

شركة «Tailscale» الكندية لحلول الشبكات تجمع 160 مليون دولار في جولة تمويلية بقيادة «Accel»