شركة نيجيرية ناشئة للتكنولوجيا الصحية تعلن وقف نشاطها والتصفية بعد جمع 7 ملايين دولار من مستثمرين عالميين
فينتك جيت: مصطفى عيد
في تطور صادم لمجتمع ريادة الأعمال في إفريقيا، أعلنت شركة «Medsaf» النيجيرية الناشئة في مجال التكنولوجيا الصحية عن توقف عملياتها بشكل نهائي بعد رحلة امتدت لثماني سنوات، جمعت خلالها تمويلات تتجاوز 7 ملايين دولار من مستثمرين عالميين مثل «Techstars».
وتأتي هذه النهاية الدراماتيكية بعد تعثر في جمع تمويل جديد، وفشل صفقة استحواذ حاسمة، وسط أزمة مالية خانقة وتداعيات اقتصادية معقدة.
محاربة سوق الأدوية المغشوشة
تأسست «Medsaf» عام 2016 على يد فيفيان نواكا، وسرعان ما تحولت إلى رمز للتحول الرقمي في سلاسل توريد الأدوية داخل نيجيريا، حيث وفرت لمنشآت طبية منصة رقمية لشراء أدوية موثوقة وآمنة من موردين معتمدين، في خطوة كانت تهدف لمحاربة سوق الأدوية المغشوشة التي تمثل 10% من السوق النيجيري.
بلغت الشركة ذروة نشاطها خلال جائحة «كوفيد-19»، حيث ارتفعت معدلات نموها بأكثر من 200% مع تزايد الاعتماد على الحلول الرقمية، غير أن هذا الصعود لم يستمر طويلًا.
بحلول بداية عام 2023، كانت الشركة قد استنزفت كامل تمويلها، مع فشل جولة التمويل من الفئة A، في ظل تراكم فواتير غير محصلة وخسارة عقد حكومي رئيسي. وزادت الطين بلة محاولة استحواذ فاشلة في نوفمبر 2023، دفعت الشركة إلى حافة الإفلاس.
وخلال هذه الفترة، طفت إلى السطح شكاوى من الموظفين تتعلق بعدم دفع الرواتب، وغياب مساهمات التأمين والمعاشات، وتسريح جماعي للعمال، ما أثار تساؤلات حول إدارة الشركة للأزمات الداخلية.
اضطرابات اقتصادية شديدة
تزامن انهيار الشركة مع اضطرابات اقتصادية شديدة في نيجيريا، تمثلت في تقلبات حادة بأسعار الصرف، وتراجع ثقة المستثمرين، وبيئة سياسية غير مستقرة، وهو ما أدى إلى تراجع قدرة الشركة على مواصلة عملياتها، رغم محاولات التوسع لمواكبة طلب المؤسسات الكبرى.
وفي رسائلها الأخيرة، وصفت نواكا التجربة بأنها «مليئة بالنجاحات والإخفاقات»، مشيرة إلى أن التكوين الخاطئ للفريق المؤسس كان من أبرز نقاط الضعف، إلى جانب شعورها الشخصي بالإرهاق وخيانة الثقة من بعض الشركاء، لكنها اعتبرت أن «Medsaf» وضعت حجر الأساس لرقمنة سلسلة الأدوية في نيجيريا.
ورغم خروج «Medsaf» من الساحة، تستمر شركات أخرى مثل «Remedial Health» و«Field Intelligence» و«Lifestores Healthcare» في تسريع التحول الرقمي في قطاع الأدوية، مدعومة بتمويلات جديدة وتحسينات بنيوية، لتسد الفجوة التي خلّفها غياب الشركة الرائدة.
بينما يخضع الكيان الأمريكي التابع لـ«Medsaf» لعملية تصفية رسمية، لا تزال العمليات في نيجيريا عالقة قانونيًا، وسط جهود تطوعية محدودة لتصفية المخزون واسترداد المستحقات من المستشفيات. إلا أن فرص تعويض الموظفين والمستثمرين تبدو ضئيلة.
اقرأ ايضا:
شركة «Cal AI» الأمريكية للتكنولوجيا الصحية تتوقع إيرادات بـ30 مليون دولار في 2025
